الجمعه ٣ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ١٣, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
الجزائر
الجزائر تمتص غضب «القبائل» برعاية احتفالات الأمازيغ
الجزائر - عاطف قدادرة 
رعت السلطات الجزائرية أمس، احتفالات «يناير» التي تُقام بمناسبة عيد رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2967، والذي يصادف في 12 كانون الثاني سنوياً. وأبدت السلطات الرسمية اهتماماً بالغاً هذه السنة تجاه الاحتفالات، في موقف «تصالحي» مع مسألة الهوية، وفي الوقت ذاته خطوةً لاستيعاب غضب منطقة القبائل التي شهدت أحداث شغب الأسبوع الماضي.

وانطلقت الاحتفالات رسمياً في 48 محافظة، بدءاً من بني سنوس في تلمسان غربي الجزائر، وأمرت وزارة التربية مفتشيها بتخصيص اليوم الدراسي «لهذا الحدث التاريخي»، على رغم أنه ليس من عادة السلطات إيلاء كل هذا الاهتمام لهذا الحدث، وسط دعوات أمازيغية إلى الحكومة لإعلان هذا اليوم، يوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر، خاصة بعد اعتراف الدستور بالأمازيغية لغة رسمية أسوة باللغة العربية.

وطالبت «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في الجزائر، في بيان الأحد الماضي، رئيس الحكومة عبد المالك سلال بإصدار قرار باعتبار «يناير» عيداً وطنياً، ثم لحق بالحزب شخصيات «بربرية» أبرزها نور الدين آيت حمودة، القيادي البارز في «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية».

وجاء بيان «القوى الاشتراكية» بعد 3 أيام على قول سلال، تعليقاً على احتجاجات شهدتها محافظة بجاية (شمال شرق) إن «الجزائر لا تعرف الربيع العربي ولا يعرفها، ومستعدة للاحتفال بعيد يناير». وتضمن كلام سلال الكثير من السياسة إذ أوحى أن للجزائر طابعاً «أمازيغياً»، ينفي عنها صفة الترشح لتكون ضمن قائمة «ثورات الربيع العربي».

يُذكر أن اللغة الأمازيغية جُعلت منذ العام 2002 «لغةً وطنية» بقرار من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لكنه اصطدم في العام الثاني لحكمه (2001) بتظاهرات وأعمال عنف انطلقت من قرى منطقة القبائل ومدنها. إلا أن المطلب بتكريس الأمازيغية لغةً رسمية في الدستور وليس وطنية فقط، ظل قائماً، وتم في التعديل الدستوري الأخير العام الماضي.

وتحتضن منطقة بني سنوس في ولاية تلمسان، الاحتفالات الرسمية الخاصة بهذه المناسبة، وذلك بعرض التقاليد والعادات المناطقية الخاصة، التي تستقدمها جمعيات ومؤسسات شبابية ستشارك بقوة هذه السنة.

في سياق متصل، اعتبر وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، أن رعاية الرئيس احتفالات «يناير» تُعدّ بمثابة إرادة سياسية حقيقية لجعله يوماً وطنياً. وقال ولد علي على هامش زيارته مدينة تيزي وزو، إن «الاحتفالات الخاصة بهذا الحدث اتخذت طابعاً وطنياً من خلال الاحتفال به عبر 48 ولاية وإشراك قطاعات عدة. ويعكس مدى تعهد الدولة بتثمين علاقات الهوية والثقافة الأمازيغية».

مقتل مسلحَين وضبط متفجرات

قتلت قوات جزائرية مسلحَين في منطقة عين قشرة غربي سكيكدة (550 كيلومتراً شرق العاصمة)، في عملية نفذت ليل أول من أمس، في موقع حضري، هي الثانية داخل بلدة مأهولة بعد عملية الأغواط (400 كيلومتر جنوب العاصمة) حيث قتل الجيش مسلحَين معروفين في قلب المدينة. ونصبت وحدة عسكرية مكمناً للمسلحَين في مخرج قرية بودوخة التابعة لبلدية عين قشرة، والواقعة على الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي سكيكدة وجيجل. ويشتهر هذا المحور الجبلي الرابط بين المحافظتين باحتوائه النواة الصلبة للجماعات الإرهابية في الجزائر.

وأفادت مصادر محلية بأن المسلحَين كانا في طريقهما لنقل أغطية شتوية ومؤن استعداداً لموجة برد وثلوج تشهدها الجزائر وتستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل، ورجحت انتماءهما إلى إحدى خلايا تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ما يؤكد تحرك عناصر التنظيم على محور جيجل - قسنطينة شمالاً، في حين ينشط عشرات العناصر من جماعة «جند الخلافة» التي بايعت «داعش» في محور الوسط الذي كان سابقاً معقلاً لقيادة «القاعدة».

ولم تحدد السلطات العسكرية ما إذا كانت العملية مرتبطة بتوقيف مسلح (استفاد سابقاً من إجراءات العفو) في بلدية الحروش جنوبي سكيكدة، بل قالت إن المسلحَين كانا بصدد تنفيذ عمليات إرهابية وتجنيد شبان ومراهقين للعمل المسلح، كما ضبطت بحوزتهما منشورات تحريضية وقنابل ومتفجرات.

ولوحظ أن عمليات عسكرية عدة باتت تجري في محور مدن ومناطق حضرية في الآونة الأخيرة، بدءاً من قسنطينة حيث لوحق إرهابيون وسط المدينة، بعد مقتل شرطي أثناء مغادرته مطعماً، بينما أكدت وزارة الدفاع الأسبوع الماضي مقتل إرهابيَين في حي شطيط في وسط مدينة الأغواط (400 كيلومتر جنوب العاصمة)، حيث جرى إطلاق رصاص كثيف، وذكر بيان لوزارة الدفاع الوطني، أن الأمر يتعلق بكل من المجرمَين «ب. الحاج عيسى» المكنى «مقداد الهردي»، و«ن. مبارك» المكنى «الأنصاري»، اللذين كانا التحقا بالجماعات الإرهابية في عامي 1995 و1996. وقد تكون هذه العمليات مؤشراً إلى احتمالين، إما تغيير الجماعات المسلحة طبيعة نشاطها بمحاولة التغلغل داخل المناطق الحضرية، أو اضطرارها لذلك بسبب العمليات العسكرية المتواصلة في أكثر من قطاع عسكري.

وشوهد أفراد الشرطة في العاصمة الجزائرية خلال الأيام الماضية، في حالة تأهب ويحملون أسلحة رشاشة، وهو أمر غير معهود إلا في حالات استثنائية.

على صعيد آخر، أعلنت تنسيقية الحريات والانتقال الديموقراطي (تكتل سياسي معارض) تمسك أعضائها بأرضية الانتقال الديموقراطي، وذلك بعد انتقادات وجِهت سابقاً إلى قادتها اتهمتهم بالتخلي عن مطالب المعارضة والمشاركة في الانتخابات الاشتراعية من دون الحصول على ضمانات بنزاهتها.

وجاء في بيان التنسيقية عقب اجتماع قادتها، تأكيدها «التمسك بأرضية الانتقال الديموقراطي، والإصرار على مواصلة العمل السياسي المشترك، من أجل تجسيد بنودها وتحقيق أهدافها في إطار هيئة التشاور والمتابعة».

ودعت «الشعب الجزائري والمجتمع المدني وكل أطياف الطبقة السياسية، إلى ممارسة واجبها تجاه قضايا الشأن العام ومنها اختيار ممثليها في المؤسسات المنتخبة، والحضور والرقابة الشعبية الدائمة لاسيما على مشارف المواعيد الانتخابية المقبلة».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة