الجمعه ٣ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ١٥, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
غارات على إدلب وعشرات القتلى في أكبر هجوم لـ «داعش» على دير الزور وترتيبات تركية للبقاء في الباب
شنّ تنظيم «داعش» هجوماً ضخماً كان يجري التحضير له منذ أسابيع في مدينة دير الزور، شرق سورية، وحقق تقدماً ضد القوات النظامية، وسط معلومات عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وفي حين يبدو أن هدف «داعش» إكمال سيطرته على شرق سورية بإخراج القوات الحكومية من آخر نقطة تواجد لها في مدينة دير الزور ومطارها العسكري القريب، شن الجيش النظامي هجوماً مفاجئاً قرب مطار «التيفور» في ريف حمص الشرقي، في أوسع هجوم معاكس ضد «داعش» منذ نجاحه في السيطرة على مدينة تدمر وكامل منشآت النفط والغاز الإستراتيجية في شرق حمص في أواخر العام الماضي.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس إن ما لا يقل عن 12 عنصراً من القوات النظامية و20 عنصراً من «داعش» قتلوا السبت في اشتباكات أعقبت هجوماً شنّه التنظيم على مدينة دير الزور، هو الأعنف منذ سيطرته على أجزاء واسعة من المدينة وحصاره بقية الأحياء التي بقيت في أيدي الحكومة قبل عامين.

وأشار «المرصد» في تقرير عن هذا الهجوم إلى أن طائرات حربية استهدفت أحياء في مدينة دير الزور بالصواريخ، في وقت كان عناصر التنظيم يشنون هجومهم فجراً ضد مواقع القوات الحكومية. وتحدث عن «معارك عنيفة» تدور بين عناصر التنظيم، من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين، من جهة أخرى، في أحياء الجبيلة والرشدية والصناعة والموظفين والعمال والرصافة والبغيلية «بالتزامن مع معارك عنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري ومحيط اللواء 137، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الجانبين». وأوضح «المرصد» أن التنظيم «تمكن من تحقيق تقدم في منطقة المقابر ومحيط المطار مع استهداف مكثف من الطيران لهاتين المنطقتين»، مشيراً إلى أن ناشطيه رصدوا «وصول 6 سيارات إسعاف تحمل قتلى وجرحى من عناصر التنظيم إلى مستشفى بمدينة الميادين، مقبلة من مدينة دير الزور».

وأكد «الإعلام الحربي» التابع لجماعة «حزب الله» اللبنانية، حليفة دمشق، إن الجيش السوري يصد هجمات المتشددين على طول الخطوط الأمامية بما في ذلك شرق المدينة وحول مطارها العسكري. أما التلفزيون السوري فذكر أن قصف «داعش» أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأصاب 9 في مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة.

ويسيطر «داعش» على معظم أنحاء محافظة دير الزور التي تقع على الحدود مع العراق بما في ذلك أكثر من نصف المدينة ويحاصر المناطق التي لا تزال الحكومة تسيطر عليها بالمدينة منذ قرابة عامين. وتلقي القوات الحكومية السورية وحليفتها روسيا المساعدات جواً في شكل منتظم على المنطقة المحاصرة التي يعيش فيها نحو 200 ألف شخص يفتقرون إلى الغذاء والدواء، وفق ما أشارت وكالة «رويترز». وتربط محافظة دير الزور مدينة الرقة السورية، معقل «داعش»، بالأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق.

وكان «المرصد السوري» أورد الأحد الماضي أن «داعش» عمد إلى إدخال «كميات كبيرة من النفط الخام والإطارات إلى أحياء يسيطر عليها في دير الزور، حيث جرى توزيعها ... على الساحات والمناطق الخالية في المدينة»، مرجحاً أن يكون التنظيم يحضّر لـ «إضرام النيران في النفط الخام والإطارات» خلال الهجوم الذي يعتزم شنّه على مواقع القوات النظامية في دير الزور ومحيطها.

على صعيد آخر، تحدث «المرصد» عن غارات شنتها 4 طائرات قال إنها «أوروبية» تابعة للتحالف الدولي، على معمل الكونسروة المدمر سابقاً والمهجور في مدينة الميادين شرق دير الزور، موضحاً أن المعمل استُهدف بـ 11 غارة متتالية أعقبتها غارة استهدفت آلية لـ «داعش» كانت تحمل رشاشاً ثقيلاً وتحاول استهداف الطائرات بنيران رشاشاتها. وأشار إلى أن الطائرات أطلقت صاروخاً على الآلية فدمرتها وقتلت عنصرين من التنظيم ومدنياً صودف وجوده مع بدء الضربات على المنطقة، بالإضافة إلى إصابة 7 أشخاص آخرين بجروح. ولفت إلى أن طائرات حربية كانت استهدفت في 6 الشهر الجاري حقل العمر النفطي بريف دير الزور، ما أدى إلى تعطل «كل عنفات الغاز وتوقفها عن الضخ، وخروجها عن الخدمة، حيث يحتاج إصلاحها إلى فترة طويلة وإلى ورشات متخصصة، الأمر الذي سيتسبب في استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المحافظة».


معارك حمص

وفي محافظة حمص المجاورة، أفاد «المرصد» بأن طائرات حربية شنّت غارات على مناطق في الصوانة ومحيط مدينة تدمر وقريتي التياس والشريفة بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفية بين «داعش» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين من طرف آخر، في محاور بمحيط مطار «التيفور» ومحيط المحطة الرابعة، «وسط تقدم» للقوات النظامية واستعادتها نقاطاً في محيط وأطراف قرية التياس القريبة من المطار. وأوضح أن النظام يشن حالياً هجوماً عنيفاً على محاور في محيط الشريفة والتياس ومطار «التيفور» العسكري والمحطة الرابعة بالبادية الغربية لتدمر «في محاولة لاستعادة السيطرة على ما خسره منذ أكثر من شهر». وكان «داعش» نفّذ في 8 كانون الأول (ديسمبر) الماضي هجوماً عنيفاً على منطقة تدمر والحقول النفطية والمواقع الأثرية والمنشآت القريبة منها، في الريف الشرقي لحمص، «بعد وصول تعزيزات قادمة من العراق ومؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني»، وفق ما أورد «المرصد» الذي قال إن هذه التعزيزات «أرسلتها قيادة التنظيم بعد اجتماع ضم قائد «جيوش الشام» مع أبي بكر البغدادي ووزير الحرب في التنظيم واللذين أكدا لقائد «جيوش الشام» أن التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعداً، بعد شرح الأخير الأوضاع العسكرية السيئة لمقاتلي وعناصر التنظيم على الجبهات» حيث يخوض «داعش» قتالاً ضد قوات «درع الفرات» المدعومة من الجيش التركي و «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات خاصة أميركية، إضافة إلى القتال ضد القوات الحكومية السورية.

غارات على إدلب ... وهدوء في وادي بردى

آخر تحديث: الأحد، ١٥ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) بيروت، جوهانسبرغ - أ ف ب 
قتل ثمانية أشخاص على الأقل معظمهم مدنيون السبت نتيجة غارات في شمال غربي سورية، تزامناً مع دخول الهدنة الهشة أسبوعها الثالث، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «قُتل ثمانية أشخاص معظمهم من المدنيين السبت نتيجة غارات نفذتها طائرات حربية لم يعلم إذا كانت سورية أم روسية على بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي».

وتأتي هذه الغارة بعد تصعيد في الغارات ليل الجمعة على مناطق عدة في محافظة إدلب، ما تسبب بمقتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة بينهم طفلة في بلدة أورم الجوز، فيما أصيب العشرات بجروح، بينهم عناصر من الدفاع المدني. كما طاولت الغارات والقصف مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل في حلب (شمال) وحماة (وسط).

وشدد عبدالرحمن على أن «استمرار مقتل مدنيين نتيجة القصف يثبت أن الهدنة لم تعد قائمة عملياً»، معتبراً أنه «يجب أن يحيّد وقف إطلاق النار المدنيين السوريين عن القتل بغض النظر عن الفصائل الموجودة في المنطقة». وأوضح أنه على رغم «وجود جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في إدلب لكن ثمة فصائل أخرى متحالفة معها وموقعة على وقف النار».

وتشهد الجبهات الرئيسية في سورية منذ 30 كانون الأول (ديسمبر)، وقفاً للنار بموجب اتفاق روسي - تركي. ومنذ ذلك الحين، تراجعت وتيرة الغارات والقصف على معظم المناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة من دون أن تتوقف بالكامل. ويستثني الاتفاق، وهو الأول بغياب أي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في اتفاقات هدن سابقة لم تصمد، التنظيمات المصنفة «إرهابية» وعلى رأسها «داعش». وتصرّ موسكو ودمشق على أن الاتفاق يستثني أيضاً «جبهة فتح الشام»، وهو ما تنفيه الفصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق والمدعومة من أنقرة.

وبعد معارك مستمرة منذ 20 كانون الأول، ساد الهدوء منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، السبت غداة التوصل إلى اتفاق بين السلطات والفصائل المقاتلة، تم بموجبه دخول فرق الصيانة إلى نبع عين الفيجة لإصلاح الأضرار التي لحقت به نتيجة المعارك، وفق «المرصد».

وقال مصدر في محافظة دمشق لوكالة «فرانس برس» السبت إن «ورش الصيانة بدأت عملها منذ دخولها مباشرة الجمعة» موضحاً أن المرحلة الأولى تشمل «تقويم الأضرار» على أن يتم «إحضار ما يلزم من معدات وأنابيب في المرحلة الثانية، تمهيداً لإعادة ضخ مياه الشرب في مرحلة ثالثة». وأوضح أن الفرق التي خرجت في وقت متقدم ليل أول من أمس من نبع الفيجة واستقرت في موقع قريب، «كانت لا تزال صباح السبت تنتظر الدخول لاستئناف عملها.. وإنجازه في أسرع وقت ممكن».

ويقع نبع عين الفيجة داخل منطقة وادي بردى التي تبعد 15 كيلومتراً شمال غربي دمشق وتضم المصادر الرئيسية التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ 22 كانون الأول بصورة تامة عن معظم أحياء العاصمة. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه.

وفي جوهانسبرغ (أ ف ب)، أفادت منظمة «غيفت أوف ذي غيفرز» غير الحكومية بأن صحافياً مستقلاً من جنوب أفريقيا يعمل لديها خُطف في شمال غربي سورية قرب الحدود التركية. وقال امتياز سليمان مؤسس المنظمة لوكالة «فرانس برس» في رسالة نصية قصيرة إن «شيراز محمد كان في طريقه مع شخصين من فرقنا إلى الحدود التركية لمغادرة سورية عندما اعترضته سيارتان». وقالت المنظمة إن عملية الخطف وقعت أمام المستشفى التابع لها الواقع في مدينة دركوش على بعد 100 كلم غرب حلب قرب الحدود مع تركيا.

ترتيبات تركية للبقاء في الباب بعد تحريرها

آخر تحديث: الأحد، ١٥ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) أنقرة - «الحياة» 
أعلن الجيش التركي حصيلة جديدة لعملية «درع الفرات» في شمال سورية بعد مرور 144 يوماً على انطلاقها في آب (أغسطس) الماضي، للرد على اتهامات وجهتها مصادر سياسية وإعلامية قومية لقيادة الجيش والحكومة في شأن سير العملية ووضع المقاتلين الأتراك فيها. وكانت المعارضة قد تساءلت مراراً في البرلمان عن سبب توجّه الجيش التركي إلى مدينة الباب، بريف حلب الشرقي، على رغم أن «المصلحة التركية يمكن تحقيقها بإنشاء منطقة عازلة بعمق 20 كيلومتراً فقط على طول الحدود التركية - السورية».

وقال الجيش التركي إن عملية «درع الفرات» التي تشارك فيها قوات تركية وفصائل سورية من «الجيش الحر»، أدت إلى قتل 1518 من «داعش» و295 مسلحاً من «حزب العمال الكردستاني» (أي من «وحدات حماية الشعب» التي تقول أنقرة إنها الفرع السوري لـ «حزب العمال)، والسيطرة على مساحة نحو 1800 كيلومتر مربع، وتحرير 226 قرية وناحية سكنية حتى الآن منذ دخول الجيش التركي بلدة جرابلس الحدودية في مستهل العملية التركية. وقُتل 23 جندياً تركياً في تلك المعارك حتى الآن. وأصدرت الحكومة التركية أخيراً قراراً تحت قانون الطوارئ يعطيها الحق بانتداب أي موظف إلى المناطق التي يتواجد فيها الجيش خارج تركيا من أجل دعم احتياجات الجنود، لا سيما في سورية. وقال وزير الدفاع فكري إشق، في هذا الإطار، إن تركيا تخطط، في إطار القانون الجديد، لإرسال موظفين مدنيين إلى جرابلس والباب بعد تحريرهما من «داعش» من أجل إعادة الأعمال وترتيب الأمور لعودة اللاجئين وتقديم الخدمات لهم.

في المقابل، نقلت صحيفة «يني شاغ» القومية عن مصادر في الجيش وبين المقاتلين في شمال سورية، أن جنود الجيش التركي يقاتلون في أوضاع صعبة، وأن إمدادات الغذاء والتدفئة غير كافية أو تتأخر، كما نقلت عن مصادر في قيادة الأركان أن 50 ضابطاً وضابط صف من الذين يقاتلون في الباب قدموا استقالاتهم بسبب سوء الأحوال وما قالوا «إنها خيانة تيارات من الجيش الحر المقاتل إلى جانبهم في الباب دون وجود رادع حقيقي لهم»، مضيفة أن قيادة الجيش وعدت هؤلاء بتحسين الأوضاع قريباً.

ونشرت الصحيفة صوراً تقارن فيها بين تجهيزات الجندي التركي والعنصر المقاتل في صفوف «داعش»، مشيرة إلى تمتع الأخير «برفاهية في المعدات والثياب مقارنة بالجندي التركي». كما اتهمت الصحيفة جماعات داخل «الجيش السوري الحر» بالهرب من المعارك وترك الحمل الأكبر على عاتق الجيش التركي، بل وبيع السلاح والأراضي التي يسيطر عليها عناصر «الحر» لمصلحة «داعش». ونشرت الصحيفة ما قالت انه شاحنتان مملوءتان بالسلاح والمتفجرات كان «الجيش الحر» يسعى لبيعهما إلى «داعش»، لولا تدخل قوات تركمانية مقاتلة مع الجيش التركي كشفت المخطط ووضعت يدها على الشاحنتين.

وعلى رغم تأكيد الرئيس رجب طيب اردوغان وضع خطط من أجل الانتهاء من معركة الباب قريباً، إلا أن خبراء عسكريين يشيرون إلى أن العملية قد تأخذ وقتاً أطول من المتوقع بسبب أساليب «داعش» القتالية، لا سيما منعه المدنيين من النزوح واستخدامهم دروعاً بشرية.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة