الثلثاء ٧ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ١٩, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
العراق
قوات درّبها الأميركيون لتأمين شرق الموصل و العبادي يسعى لمزيد من الدعم
بغداد – حسين داود 
علمت «الحياة» أن قوات عراقية دربها الجيش الأميركي في قاعدة «عين الأسد» في الأنبار على مدى شهور ستنتشر شرق الموصل خلال أيام لتولي مهمة حفظ الأمن، فيما أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أمس، أن قواته دمرت مركزاً لقيادة تنظيم «داعش» في غرب الموصل، وذلك بالتزامن مع لقاء بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في مؤتمر ميونيخ للأمن.

وكانت بوادر فوضى أمنية لاحت في شرق الموصل بعد استعادتها الشهر الماضي إثر خلافات عميقة اندلعت بين تشكيلات مسلحة غير متجانسة كان من المفترض أن تتولى تأمين الأرض، ووصلت هذه الخلافات إلى حد مواجهات مسلحة. ومن بين هذه التشكيلات «حرس نينوى» الموالي للمحافظ السابق أثيل النجيفي المقرّب من تركيا، وقوات الشرطة الاتحادية التي رافقتها فصائل من «الحشد الشعبي»، ما عرقل استئناف المعارك في الجانب الغربي من الموصل.

وقال مسؤول رفيع لـ «الحياة» إن القوات العراقية التي دربها الجيش الأميركي على حرب الشوارع في المدن، قوامها خمسة آلاف عنصر، مؤكداً أنه سيتم نقلهم من قاعدة «عين الأسد» إلى الموصل، مع اقتراب موعد بدء معركة الغرب. وأضاف أن معضلة مسك الأرض في شرق الموصل منذ تحريره عرقلت الجهود لاستئناف الحملة العسكرية لاستعادة الجانب الغربي من المدينة بعدما قدمت قوات جديدة غير قتالية من بغداد للإشراف على الملف الأمني في الأحياء المحررة لا تملك خبرة في التعامل مع السكان، ما خلق صدامات عدة وصلت إلى الاشتباك بالسلاح مع قوات اتحادية أخرى، فضلاً عن إقدامها على ممارسات سلبية ضد السكان، ما أعطى تبريراً للخلايا النائمة من «داعش» أو المتعاطفة معه بتنفيذ عمليات. وفيما بدت مؤشرات واضحة على اقتراب معركة الغرب، أعلن طيران التحالف الدولي أنه قصف مبنى مكوّن من خمسة طوابق في المجمع الطبي الرئيسي بغرب الموصل، للاشتباه في أنه يضم قيادة عسكرية لـ «داعش». لكن التنظيم قال في بيان على الإنترنت إن الضربة التي نفذها التحالف قتلت 18 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال وأصابت 47 آخرين.

وبدأ وصول جسور عائمة عند ضفة نهر دجلة حيث تحتشد القوات العراقية فيما تجمعت قوات الشرطة الاتحادية وقوات «فرقة العباس القتالية» التابعة لـ «الحشد الشعبي» عند الضواحي الجنوبية للموصل. كما ذكر بيان لـ «قيادة عمليات نينوى» أمس، أن «القادة العسكريين اجتمعوا في مقر العمليات المشتركة بحضور قائد عمليات تحرير نينوى اللواء الركن نجم الجبوري لبحث آلية واستراتيجية معركة الساحل الأيمن (الغربي)» للموصل. وفي بيان منفصل أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن قواته شرعت «بقصف عشرات الأهداف المنتخبة للدواعش تمهيداً لبدء عملية تحرير الساحل الغربي».

وفي ألمانيا سعى العبادي، خلال مشاركته أمس في مؤتمر ميونيخ للأمن، إلى المزيد من الدعم الدولي والإقليمي مع اقتراب خوضها معركة الجانب الغربي للموصل، فيما أعلن وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة جون ماكين استمرار دعم الولايات المتحدة العراق وحكومته.

العبادي يسعى لمزيد من الدعم لحكومته ضد «داعش»

يسعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، إلى المزيد من الدعم الدولي والإقليمي لحكومته والقوات التي تقاتل تنظيم «داعش»، مع اقتراب خوضها معركة حاسمة في الجانب الغربي لمدينة الموصل. وأكد العبادي «حاجة القوات العراقية إلى المزيد من الدعم»، فيما أعلن وفد من الكونغرس الأميركي استمرار دعم الولايات المتحدة العراق وحكومته.

واستقبل العبادي في مقر إقامته بميونيخ الألمانية وفد الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور جون ماكين رئيس لجنة التسليح، والذي ضم ١٢ عضواً من الحزبين الجمهوري والديموقراطي. وأكد ماكين، بحسب بيان صحافي للحكومة العراقية، استمرار دعم العراق وحكومته وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، معبرين «عن إعجابهم بالنجاحات العسكرية وتنامي قدرات القوات العراقية».

واستعرض العبادي، بحسب البيان «التقدم الكبير الذي تحرزه القوات العراقية وقرب إكمال تحرير الموصل في ظل توحد العراقيين في مواجهة داعش الذي فقد معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرته»، وأكد «حاجة القوات العراقية والأجهزة الأمنية للمزيد من الدعم ومواجهة الإرهاب الذي يستهدف العراقيين في المدن والمناطق الحيوية».

ويتضمن جدول أعمال العبادي في ميونيخ لقاءً مع مايك بينس نائب الرئيس الأميركي، ومن المقرر أن يبحثا الحرب ضد تنظيم «داعش» والعمليات العسكرية الجارية لتحرير الموصل. كما تلقى العبادي رسالة من الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أكد فيها دعم بلاده «اللا محدود للقوات العراقية في حربها ضد داعش».

إلى ذلك، أوضح العبادي في لقاء منفصل مع أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيظ، أن «ما تبقى من مدينة الموصل أقل مساحة من الجزء المحرر من المدينة». وعبّر أبو الغيط، بحسب بيان صحافي، عن «سعادته بنجاح الحكومة العراقية في التحرير وإلحاق الهزيمة بالإرهاب»، قائلاً: «إن ما يثلج صدورنا هي الأخبار المطمئنة بتحقق هذه النجاحات وعودة المدنيين إلى ديارهم وثقتهم في القوات العراقية، ونحن ننظر باحترام إلى مكانة العراق وقدرات شعبه». وأضاف البيان أن أبو الغيط «أكد عزمه زيارة العراق في وقت قريب»، مشيراً إلى أنه «جرت مناقشة الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر القمة العربية المقبلة في الأردن، وأكد أبو الغيط ضرورة حضور العراق على أعلى المستويات لما يمثله من ثقل في محيطه العربي والإقليمي، كما أكد وقوف الجامعة العربية مع العراق ووحدته وسيادته وتماسك شعبه».

وناقش رئيس الوزراء العراقي، خلال استقباله وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف والوفد المرافق له، التحديات المشتركة في مجالي البيئة والموارد المائية. وذكر بيان لمكتب العبادي أنه «جرى خلال اللقاء بحث تطوير علاقات التعاون بين البلدين الجارين في المجالات الاقتصادية والطاقة الكهربائية والتحديات المشتركة في مجالي البيئة والموارد المائية».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة