قال مسؤول من إحدى الدول العربية المقاطعة لقطر لـ «دعمها الإرهاب»، إن هذه الدول أرسلت إلى الدوحة قائمة تشمل 13 مطلباً منها إغلاق قناة «الجزيرة» وخفض مستوى العلاقات مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية، مضيفاً أنها أمهلتها عشرة أيام لتنفيذ المطالب من تاريخ تقديمها، وإلا أصبحت لاغية.

وأضاف المسؤول أن السعودية والإمارات ومصر والبحرين طلبت من الدوحة «قطع علاقاتها مع المنظمات الإرهابية والأيدولوجية والطائفية»، ومنها جماعة «الإخوان المسلمين» وتنظيما «الدولة الإسلامية» (داعش) و«القاعدة»، و«حزب الله» اللبناني، و«جبهة فتح الشام»، فرع «القاعدة» سابقاً في سورية، وأن تسلم جميع المصنفين على أنهم «إرهابيين» ممن يوجدون على أراضيها.

وأفاد المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته بأن قطر تسلمت القائمة من الكويت التي تتوسط لحل النزاع.

وتتهم الدول الأربع قطر بـ «تمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار الإقليمي والتقرب من إيران». فيما تنفي الدوحة تلك الاتهامات.

من جهتها، رفضت تركيا اليوم (السبت) الدعوة إلى إغلاق قاعدتها العسكرية في قطر، وقالت إن القاعدة «تضمن الأمن في الخليج» وإن المطالب بإغلاقها تمثل «تدخلاً في العلاقات مع الدوحة».

وقال وزير الدفاع التركي فكري إشيق لتلفزيون «إن تي في» إنه لم ير أي طلب بإغلاق القاعدة، لكنه أوضح أن أنقرة لا تعتزم إعادة تقييم اتفاق وقعته مع قطر في شأن القاعدة العام 2014.

وأضاف إشيق: «إذا كان هناك مثل هذا الطلب فإنه يعني تدخلاً في العلاقات الثنائية»، مشيراً إلى أن تركيا قد تواصل تعزيز وجودها في قطر.

ووصلت خمس مركبات مدرعة بالإضافة إلى 23 عسكرياً إلى الدوحة أمس في تحرك قالت القوات المسلحة التركية إنه يأتي ضمن تدريبات عسكرية واتفاق تعاون.

وذكرت صحيفة «حرييت» أن هناك حوالى 88 جندياً تركياً بالفعل في قطر. وقالت الصحيفة إن من المتوقع أن تجري القوات التركية والقطرية مناورة مشتركة بعد عيد الفطر.

وأضافت أن عدد الجنود الأتراك في قطر قد يصل في نهاية الأمر إلى ألف جندي، وإن من الممكن إرسال وحدة من القوات الجوية أيضاً.

وقال إشيق إن «تعزيز القاعدة التركية سيكون خطوة إيجابية بالنسبة إلى أمن الخليج». وأضاف: «إعادة تقييم اتفاق القاعدة مع قطر ليست مطروحة».

وذكر وزير الدفاع التركي أن أنقرة كانت تأمل في تهدئة التوترات بين الدول المعنية من دون أن تصل الأمور إلى حد الأزمة.

وتابع أن وجود تركيا في قطر يجب النظر إليه على أنه «لصالح الخليج ككل». وقال: «القاعدة في قطر تركية، وهي قاعدة ستحافظ على الأمن في قطر والمنطقة».

وتزامن الدعم العسكري التركي للدوحة مع تعزيز العلاقات التجارية. إذ قال وزير التجارة والجمارك بولنت توفنكجي إن الصادرات التركية إلى قطر زادت إلى ثلاثة أمثالها قبل أن تبدأ مقاطعة الدول العربية الأربعة للدوحة هذا الشهر.

وأضاف للصحافيين في مأدبة إفطار أمس: «منذ الخامس من حزيران (يونيو) بلغت قيمة الصادرات إلى قطر 32.5 مليون دولار، من بينها 12.5 مليون دولار للأغذية. هذا الرقم يعادل ثلاثة أمثال المستوى المعتاد».

وأرسلت تركيا أكثر من 100 طائرة محملة بالإمدادات إلى قطر، لكن وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي قال إنه لا يمكن الاستمرار في نقل الإمدادات جواً.

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهم قطر بأنها «راع للإرهاب على مستوى عال»، لكنه عرض في الوقت نفسه المساعدة لحل الخلاف.