الخميس ٢٥ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ١٦, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
النظام يدخل حمص القديمة وأوّل الصواريخ الأميركية للمعارضة
موعد الانتخابات الرئاسية يُحدّد الأسبوع المقبل
العواصم - الوكالات  نيويورك - علي بردى 
بعدما فرضت القوات السورية النظامية سيطرة شبه كاملة على منطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي القريب من الحدود مع لبنان بدخول بلدة عسال الورد، بدأت هذه القوات عملية عسكرية ضد الاحياء المحاصرة في مدينة حمص، آخر معاقل المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد والتي أطلق عليها "عاصمة الثورة" في بداية الازمة المستمرة منذ ثلاث سنوات.
 
من جهة اخرى، كشف مصدر في المعارضة السورية المسلحة ان مسلحي المعارضة حصلوا للمرة الاولى على 20 صاروخا اميركي الصنع من طراز "تاو" المضاد للدبابات من "جهة غربية". وقال إن المعارضة تلقت وعدا بامدادها بمزيد من الصواريخ اذا استخدمت "بطريقة فعالة"، مضيفاً ان هذه الصواريخ استخدمت حتى الآن في مناطق ادلب وحلب واللاذقية شمال سوريا.

سياسيا، أوردت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات ان رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام سيحدد الاسبوع المقبل موعدا للانتخابات الرئاسية التي يفترض اجراؤها بحلول نهاية حزيران.

ودعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاسرة الدولية الى اتخاذ "اجراء حازم" ضد النظام السوري بعد قرار دمشق تنظيم انتخابات رئاسية وانباء عن استخدامه غازات سامة ضد المدنيين، في اشارة الى التقارير الواردة قبل ايام عن استهداف بلدة كفرزيتا في ريف حماه بقصف تضمن غاز الكلور.
 
التعذيب المنهجي
وفي نيوريوك، قدم خبيران جنائيان دوليان أمس وصفاً نادراً لأساليب التعذيب المنهجي "المخيفة" و"المثيرة للإشمئزاز" التي تستخدم في سوريا، وحضا أعضاء مجلس الأمن على انشاء آلية قانونية دولية لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سياق الحرب الأهلية السورية على نطاق لا سابق له منذ الإبادة في رواندا ومعسكرات أوشفيتز في ألمانيا النازية.

وبدعوة من فرنسا التي أعدت مشروع قرار لإحالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ لاهاي مقراً لها، عقد أعضاء مجلس الأمن جلسة مغلقة غير رسمية، بصيغة "آريا" التي تتيح استضافة أشخاص مستقلين من غير الأعضاء الـ15 في المجلس. واستمع الى إفادتين للمدعي العام الأول سابقاً لدى المحكمة الخاصة بسييراليون البروفسور ديفيد كراين والخبير الجنائي البريطاني ستيوارت هاميلتون عما بات يعرف بإسم "تقرير سيزار" الذي أعده فريق خبراء مستقلين برئاسة الرئيس سابقاً لمكتب الإدعاء في محكمة سييراليون ديزموند داسيلفا. و"سيزار" هو لقب أعطي لضابط سوري (أخفي اسمه الحقيقي حفاظاً على حياته وحياة أفراد عائلته) استطاع تهريب نحو 55 ألف صورة لأكثر من 11 ألف شخص عذبوا في معتقلات وسجون تابعة للسلطات الرسمية السورية.

وعقب الجلسة التي استمرت أكثر من ساعتين، صرح المندوب الأوسترالي الدائم لدى الأمم المتحدة غاري كوينلان بأن "ما شاهدناه مخيف". واعتبر أن "على أعضاء مجلس الأمن أن يتحركوا جميعاً وفوراً لوقف ما يحصل. هذا لا سابق له منذ الحرب العالمية الثانية".

كذلك أكد نظيراه البريطاني السير مارك ليال غرانت والأرجنتينية ماريا كريستينا بيرسيفال أن "هذا الملف يجب أن يحال على المحكمة الجنائية الدولية".

وعلقت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور بأن "الصور البشعة لجثث تحمل علامات الموت جوعاً والخنق والضرب، والإحاطة التي سمعناها تقشعر لها الأبدان وتشير الى أن نظام الأسد يقوم بقتل منظم وواسع النطاق ومنهجي".

وأبلغ المندوب الفرنسي جيرار آرو "النهار" أن بلاده "ترفض تسييس هذا الموضوع"، وأن "علينا أن نحيل الوضع في سوريا، ولا أقول النظام السوري، على المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة من ارتكبوا هذه الجرائم، أكانوا من الحكومة أم من المعارضة". وأكد أنه سيتريث "أسبوعين أو ثلاثة من أجل ضمان أن يكون كل أعضاء مجلس الأمن، بما فيهم روسيا والصين، متكافلين ومتضامنين في مشروع القرار" الذي وصلت نسخ أولية منه الى الوفدين الأميركي والبريطاني.


الجيش النظامي بدأ عملية عسكرية في حمص القديمة 

تنفذ القوات النظامية السورية عملية عسكرية ضد الاحياء المحاصرة في مدينة حمص، آخر معاقل المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد والتي أطلق عليها "عاصمة الثورة" في بداية الازمة المستمرة منذ ثلاث سنوات. ونشرت صحيفة "الوطن" السورية ان رئيس مجلس الشعب في سوريا محمد جهاد اللحام سيحدد الاسبوع المقبل موعد الانتخابات الرئاسية.
 
بث التلفزيون السوري الرسمي ان "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع جيش الدفاع الوطني حققت نجاحات مهمة في حمص القديمة"، مشيرا الى انها "تتقدم باتجاهات (احياء) جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح" المحيطة بحمص القديمة.

وتشكل هذه الاحياء مع حمص القديمة مساحة لا تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة تحاصرها القوات النظامية منذ نحو سنتين، وهي تفتقر الى ادنى المستلزمات الحياتية.

واكد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان "العملية العسكرية بدأت امس بعد استقدام قوات النظام تعزيزات من جيش الدفاع الوطني"، وان القوات النظامية "تمكنت من السيطرة على كتل من الابنية" لجهة جورة الشياح. ورأى ان "هذا التقدم لا قيمة عسكرية له بعد" في المنطقة التي لا يزال فيها نحو 1200 مقاتل بالاضافة الى 180 مدنيا بينهم 60 ناشطا.

وقال ناشط قدم نفسه باسم ابو بلال موجود داخل هذه الاحياء عبر الانترنت، انها "المرة الاولى يتقدم النظام في مدينة حمص منذ السيطرة على حي الخالدية صيف 2013".

وشكلت حمص نقطة اساسية للاحتجاجات المناهضة للنظام التي بدأت منتصف آذار 2011، وتعرضت لحملة قمع شديدة ما لبثت ان تطورت الى مواجهة عسكرية مع تحول الحراك السلمي الى نزاع دام اعتبارا من ايلول 2011. وكان اشد هذه العمليات في حي بابا عمرو الذي استعاده النظام في شباط 2012 بعد معارك طاحنة وقصف عنيف اوقع مئات القتلى.
على جبهة اخرى، واصلت القوات النظامية يدعمها "حزب الله" اللبناني تقدمها في منطقة القلمون الاستراتيجية بعد سيطرتها الاثنين على بلدة معلولا وعدد من التلال المجاورة.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة اعادت الامن والاستقرار الى بلدة عسال الورد" في القلمون الملاصقة لمعلولا والواقعة على مسافة 55 كيلومتراً شمال دمشق.

وكان مصدر امني سوري أفاد الاثنين ان "الارهاب انهار في القلمون"، في اشارة الى مجموعات المعارضة المسلحة، بينما قال "المرصد السوري" ان القلمون "باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات النظام وحزب الله".

وتشكل القلمون التي بدأت المعركة فيها في نهاية العام الماضي، صلة وصل بين دمشق ومحافظة حمص في وسط البلاد، ويعتبر هذا الامتداد الجغرافي حيويا بالنسبة الى النظام، على صعيد الامدادات والسيطرة السياسية. كما ان سيطرة النظام على القلمون من شأنها ان تحرم المعارضة في ريف دمشق قاعدة خلفية مهمة.

وفي العاصمة السورية التي تشهد منذ فترة عودة لسقوط قذائف الهاون التي مصدرها اجمالا مواقع لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، قتل طفل واصيب اكثر من 40 آخرين في سقوط قذائف.

في غضون ذلك، اوردت صحيفة "الوطن" السورية ان رئيس مجلس الشعب في سوريا جهاد اللحام سيحدد الاسبوع المقبل موعدا للانتخابات الرئاسية التي يفترض اجراؤها بحلول نهاية حزيران. واشارت الى ان قانون الانتخابات العامة الذي أقره مجلس الشعب ينص على "أن تتضمن الدعوة تاريخ الانتخاب".
وكان مجلس الشعب السوري اقر اخيراً المواد المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في حزيران والواردة ضمن مشروع قانون الانتخابات العامة.

ولم يعلن الاسد، الذي يشكل رحيله المطلب الرئيسي للمعارضة السورية والدول الداعمة لها، ترشحه رسميا للانتخابات، الا انه قال في كانون الثاني ان فرص إقدامه على ذلك "كبيرة".
ويتيح القانون الجديد الذي ستجرى على اساسه الانتخابات للمرة الاولى منذ عقود، اجراء انتخابات تعددية، لكنه يقفل الباب عمليا أمام ترشح معارضين مقيمين في الخارج، اذ يشترط ان يكون المرشح قد اقام في سوريا في السنين العشر الأخيرة اقامة متواصلة.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة