تجددت بعد ظهر امس الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة وكذلك اطلاق الصواريخ منه بعد خمس ساعات (من التاسعة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر) هي وقت الهدنة الانسانية التي طلبتها الامم المتحدة لادخال المساعدات الانسانية الى السكان.

 

تمكن الفلسطينيون خلال الهدنة الانسانية من تفقد بيوتهم التي دمرتها الغارات الجوية الاسرائيلية او التي تركوها خوفا من تعرضها للقصف، كما تمكنوا من تزود حاجاتهم من الغذاء والدواء وعيادة الجرحى من اقاربهم في المستشفيات، وفتحت المصارف ابوابها وقدمت خدماتها المتوقفة الى زبائنها.

ونفت مصادر اسرائيلية ومصرية وحمساوية ما بثه تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "البي بي سي" في شأن التوصل الى اتفاق لوقف شامل للنار اعتبارا من السادسة صباح اليوم الجمعة. وتمسك الرئيس الفلسطيني محمود عباس من القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"المبادرة المصرية لوقف النار حماية لابناء الشعب الفلسطيني"، قبل ان ينتقل الى تركيا وقطر ليبحث مع المسؤولين في البلدين في المساهمة في اقناع الافرقاء بهذه المبادرة، مع اضافة ملحق اليها يتضمن مطالب تفاوضية لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" كفك الحصار وتشغيل المعابر واطلاق محررين في صفقة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت عاودت اسرائيل اعتقالهم في الضفة الغربية.

وفي رد على التوصل الى اتفاق شامل لوقف النار، قال القيادي في "حماس" مشير المصري: "ان ما يجري من حديث تهدئة بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية هو حديث اعلامي اسرائيلي ولم تتلق حماس أي رد مصري في شأن ذلك".

ورأى "ان الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، فإذا وافق على شروط المقاومة توصلنا إلى تهدئة وإذا لم يوافق فإن صواريخ القسام والمقاومة ما زالت مصوبة تجاه المستوطنات الإسرائيلية"، مؤكداً أن المقاومة ستقاوم حتى الرمق الأخير لفرض شروطها التي تحفظ حق الشعب الفلسطيني.

 

كذلك قال عضو مركزية "فتح" عزام الاحمد من القاهرة إن "المشاورات بين حماس والقيادة الفلسطينية متواصلة، وإن الابواب لم تغلق بعد أمام المبادرة المصرية". واشار الى أنه ورئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج التقيا في القاهرة القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق مع نائب الامين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" زياد النخالة وبحثا معهما في سبل التعامل مع المبادرة المصرية.

 

في اسرائيل، رفض ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق على هذا الخبر بينما نفته مصادر اسرائيلية اخرى. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصدر اسرائيلي "ان مطالب حركة حماس لا تزال مبالغا فيها وان التقرير عن التوصل الى اتفاق لوقف النار يبدو متفائلا الى حد كبير في هذه المرحلة". ومع ذلك اشار مصدر اسرائيلي آخر الى "احراز تقدم ملموس في المفاوضات الجارية في شأن وقف النار".

ونسبت قناة "العربية" الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها الى مصادر مصرية "انها لا تعلم بالتوصل الى هدنة بين اسرائيل وحماس".

وفي غزة، صرح الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" بأنه "لا معلومات لدى حركته عن مثل هذا الاتفاق".

وكان الوفد الاسرائيلي (الذي ضم رئيس جهاز الامن العام الاسرائيلي "الشاباك" الجنرال يورام كوهين، ومبعوث نتنياهو المحامي اسحق مولخو، ومنسق الشؤون السياسية والامنية في وزارة الدفاع الجنرال عاموس جلعاد) الذي اجرى محادثات مع المسؤولين المصريين في القاهرة قد عاد الى اسرائيل امس وسط تكتم شديد.

وعرضت مصر على الوفد الاسرائيلي مقترحات جديدة تتعلق بتعديل بعض بنود المبادرة المصرية لعرضها على الحكومة الاسرائيلية وابلاغ مصر الرد عليها الخميس او الجمعة.

وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي "ان الوفد توجه فور وصوله اسرائيل الى مقر رئاسة الاركان العامة الاسرائيلي "هكرياه" بوسط تل ابيب لعرض المقترحات المصرية على المسؤولين الاسرائيليين والاتفاق على سبل الرد الاسرائيلي على مقترحات وقف النار".

وامس، عاود الطيران الحربي الاسرائيلي قصف غزة فقتل ثلاثة اطفال في غارة على منزل عائلة شحيبر في حي الصبرة بمدينة غزة. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية "استشهاد الأطفال فلة طارق شحيبر، وجهاد عصام شحيبر، ووسيم عصام شحيبر بغارة جوية".

كما قصفت طائرات اسرائيلية منزل عائلة بركات في شارع صلاح الدين بمدينة غزة ودمرته تماما.

وفي بيت حانون شمال القطاع قتلت فلسطينيا بعد قصف منزله بصاروخ من طائرة حربية. لترتفع حصيلة القتلى في اليوم العاشر للحرب الاسرائيلية على غزة الى 236 واكثر من 1700 جريح.

وكانت اسرائيل اعلنت سقوط صاروخين على منطقة حوف عسقلان الساعة 3:02 بعد الظهر، وقت انتهاء المدة المحددة لوقف النار الساعة الثالثة عصر الخميس.

وفي الساعة 3:35، تبنت "كتائب عز الدين القسام" التابعة لـ"حماس" قصف "كيبوتز نيريم" بثلاث قذائف هاون، وقصف موقع كيسوفيم بصاروخي 107، وتوالت بعد ذلك اصوات صفارات الانذار في اشكول وعسقلان وبئر السبع وحوف عسقلان.

وأعلنت "سرايا القدس" التابعة لـ"الجهاد الاسلامي" قصف موقع دوغيت العسكري وسديروت بتسعة صواريخ 107 ملم ومعبر ايريز بقذيفتي هاون.

وكانت "كتائب القسام" تسللت عبر نفق الى موقع اسرائيلي في منطقة معبر صوفا التجاري (سابقا) في محاولة للقيام بعملية عسكرية. وقال الجيش الاسرائيلي انه "احبط عملية تسلل فلسطينية من قطاع غزة". واضاف: "ان قوات الجيش نجحت في التصدي لعملية إرهابية كبيرة تندرج في ما وصفته حماس بمفاجأة إسرائيل".