الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٣, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
"الائتلاف" السوري أقال حكومة أحمد طعمه بسبب هيمنة "الإخوان المسلمين" وضعف الأداء
معارك هي الأعنف في أشهر في حي جوبر الدمشقي ومقاتلو "الدولة الاسلامية" تقهقروا إلى جنوب العاصمة
في مؤشر جديد للخلافات داخل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، أقيل رئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمه المقرب من قطر، بينما يشهد حي جوبر الدمشقي معارك هي الأعنف منذ أشهر.

وصرح عضو الائتلاف والأمانة العامة لـ"اعلان دمشق" سمير نشار، بأن "الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أقالت في تصويت فجر اليوم (أمس) رئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمه" بغالبية 66 صوتاً في مقابل 35.

وأجريت عملية التصويت في ختام اجتماع عقدته الهيئة العامة الاحد والاثنين في اسطنبول، بدعوى "إيجاد أرضية جديدة للعمل أساسها انتقال الحكومة الموقتة إلى الداخل السوري في أقرب وقت ممكن وتوظيف الكفايات الثورية السورية".

وعزا نشار إقالة طعمه إلى أسباب سياسية وأخرى تتعلق بالأداء. ويتعلق الشق السياسي بـ"هيمنة جماعة الإخوان المسلمين (التي تدعمها قطر) على الحكومة، ولذلك قامت قطاعات واسعة من الهيئة العامة ضد طعمه، وخصوصاً بعدما طلبت السعودية من السيد احمد الجربا (الرئيس السابق للائتلاف) فك التحالف مع الإخوان". ويذكر أنه في التاسع من تموز خلف هادي البحرة الجربا، وهو مقرب منه، مما أتاح له الاحتفاظ بنفوذه.

والحكومة الموقتة للمعارضة التي أُعلن عنها بداية في آذار 2013 برئاسة غسان هيتو الذي استقال ليخلفه طعمه قبل عشرة أشهر، كان مقررا أن تتولى إدارة "المناطق المحررة" في سوريا، على ان يكون مقر وزرائها الحدود السورية-التركية، وأن يزاولوا نشاطهم "داخل سوريا".

وأضاف نشار أن أداء الوزراء في حكومة المعارضة "كان سيئاً جداً، وكان السيد طعمه يحاول استرضاء المكونات والقوى السياسية بعمليات توظيف شملت توظيف ما بين عشرة و15 شخصا كمستشارين".

ومن المقرر ان تنتخب الهيئة العامة لـ"الائتلاف" خلال اجتماعها المقبل بعد شهر، رئيساً جديداً للحكومة.

ميدانياً، تُعد معارك جوبر الأعنف منذ أشهر وترافقها غارات جوية عنيفة يشنها الطيران الحربي السوري مدعوماً بدبابات في ساحة العباسيين. وأدى ذلك الى تساقط قذائف هاون على وسط دمشق.


معارك هي الأعنف في أشهر في حي جوبر الدمشقي ومقاتلو "الدولة الاسلامية" تقهقروا إلى جنوب العاصمة

على أطراف دمشق، في حي جوبر، تدور معارك هي الأعنف منذ أشهر بين الجيش السوري وقوات معارضة تساقطت قذائف هاون نتيجة لها على أحياء في العاصمة وإصيب 18 شخصاً بجروح.
وصرح مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبدالرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: "تدور منذ فجر الثلثاء اشتباكات هي الأعنف منذ أشهر في حي جوبر، تترافق مع قصف جوي مكثف" من سلاح الطيران للنظام السوري. فقد شن تسع غارات على مناطق في الحي تزامناً مع استمرار الاشتباكات بين مسلحي الكتائب الاسلامية والقوات الحكومية.

ومعلوم أن حي جوبر يقع عند الطرف الشرقي للعاصمة، وهو يتصل من جهة الشرق بمعاقل لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية. كما تقوم في الجهة الغربية من الحي ساحة العباسيين، الأكبر في دمشق. وهناك نشر الجيش السوري دبابات تقصف مواقع المقاتلين في جوبر.

وقال المرصد ان حدة المعارك ارتفعت في الحي خلال الأيام الاخيرة، وخصوصاً بعد شن المقاتلين هجوماً على حاجز متقدم للجيش السوري في المنطقة، فرد الأخير بهجوم مضاد واستعاد الحاجز مع تواصل المعارك في محيطه.

وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف هاون على مناطق في وسط دمشق وشرقها. وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن "إرهابيين أطلقوا 11 قذيفة هاون سقطت في محيط سوق الهال في الزبلطاني، مما أسفر عن إصابة 18 مواطناً".
وفي محيط دمشق، شن الطيران الحربي غارات على عربين وحمورية، مما ادى الى مقتل رجل وفتاة.

إلى ذلك، يخوض مقاتلو المعارضة معارك منذ ثلاثة أسابيع مع مقاتلي "الدولة الاسلامية"، "داعش" سابقاً، في جنوب شرق دمشق في سعياً الى طردهم من المناطق المحيطة بالعاصمة. وقد دُفع مقاتلو "الدولة الإسلامية" إلى أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم في جنوب دمشق.

وشدد الجيش السوري حصاره لحي الوعر في مدينة حمص. وأورد المكتب الإعلامي لـ"حي باب السباع" أن الجنود يمنعون منذ أسابيع إدخال المواد الغذائية إلى الحي.

وسقط 20 مقاتلاً معارضاً في مكمن نصبته قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام السوري قرب قرية معرشحور في ريف حماة.

وفي حلب أدى قصف بالبراميل المتفجرة إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في حي السكري بالمدينة، كما قتلت امرأة وولد في قصف صاروخي لبلدة عنجارة في ريف المدينة.

واستهدفت المقاتلات بالرشاشات الثقيلة المباني والأحياء السكنية في بلدة التمانعة بريف إدلب، فسقط شخص والعديد من
الجرحى.
وأعلنت وزارة النفط السورية إن قطاع النفط المحلي تكبد خسائر مباشرة وغير مباشرة قيمتها 23 ملياراً ونصف مليار دولار منذ بداية الأزمة في البلاد عام 2011.
 
شلل الأطفال
وفي عمان، أعلنت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" في تقرير مشترك أن "اكثر من 5,6 ملايين طفل سوري يحتاجون الآن الى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة. و765 ألف طفل دون سن الخامسة من هؤلاء يعيشون داخل سوريا في مناطق من الصعب الوصول إليها".
وأضاف التقرير أن "النزاع والقيود تجعل ايصال المساعدات الإنسانية، بما فيها اللقاحات، بشكل منتظم، أمراً في غاية الصعوبة".

وصدر التقرير بعد انتهاء المرحلة الاولى من حملة تلقيح لمواجهة شلل الأطفال عُدت الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط، وشملت 37 جولة تلقيح لأكثر من 25 مليون طفل دون سن الخامسة في سبع دول في المنطقة.

ورصد التقرير فقدان 36 طفلاً في سوريا القدرة على الحركة بسبب الشلل، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1999. وعزا عودة ظهور المرض في البلاد إلى "تعطل برامج التحصين الروتينية والضرر الكبير الذي لحق بالبنى التحتية الصحية في سوريا والنزوح المستمر للسكان داخل سوريا وعبر حدودها وعدم القدرة على الوصول الى جميع الأطفال". كما ان "60 في المئة على الأقل من المستشفيات في سوريا تضررت أو دمرت، وأقل من ثلث سيارات الإسعاف العامة لا تزال تعمل، فضلا عن تعطل إمدادات اللقاح ومركبات الخدمات ومعدات التبريد تماماً".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة