الثلثاء ٧ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٥, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
فلسطين
مجزرة مدرسة "الأونروا" ترفع قتلى غزة إلى 750 وكيري يطلب تدخّل قطر وتركيا لدى "حماس"
المصدر: العواصم - الوكالات رام الله - محمد هواش
في اليوم الـ17 للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، قصفت الدبابات الاسرائيلية مدرسة تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا" في بيت حانون بشمال القطاع فقتلت 15 شخصاً وجرحت 70 بينهم موظفون في الوكالة. واعربت واشنطن عن حزنها للحادث ورأت انه أمر يؤكد الحاجة الى التوصل الى وقف للنار في اسرع وقت. ولكن لم تصدر أي اشارة حتى وقت متقدم امس الى قرب التوصل الى وقف للنار.

وافادت وزارة الصحة في غزة إنه مع الضحايا التي سقطت في المدرسة يرتفع الى 750 عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء عملية "الجرف الصامد" في 8 تموز الجاري.
وبثت الإذاعة الإسرائيلية من غير أن تذكر مصدراً أن معظم من قتلوا في المدرسة أطفال.
وقال الجيش الاسرائيلي انه ينظر في الحادث الذي ألقى تبعته على صواريخ حركة المقاومة الاسلامية "حماس" من غير ان يقدم اي دليل على ذلك.

وصرح الناطق باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة بأنه الى القتلى الـ 15، أصيب 200 آخرون في الهجوم. وقال مدير مستشفى محلي إن مراكز طبية عدة في بيت حانون تستقبل المصابين. وروى مراسل لـ"رويترز" في المدرسة أن الدماء غطت الأرض وتناثرت على طاولات الدراسة في فناء المدرسة قرب مكان سقوط قذيفة على ما يبدو.

وأصدر الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون بياناً في نيويورك جاء فيه: "سقط عدد كبير من القتلى، بينهم نساء واطفال وموظفون من الامم المتحدة". واعرب عن "استيائه" من هذا الهجوم "الذي لم تتضح ظروفه بعد".

وعلقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي: "هذا يؤكد الحاجة إلى إنهاء العنف وإنجاز وقف مستمر للنار وحل دائم للأزمة في غزة في أسرع ما يمكن... ندعو من جديد كل الأطراف لمضاعفة جهودها لحماية المدنيين".

وقال فلسطينيون إن سكان قريتي خزاعة وعبسان الجنوبيتين حوصروا بسبب قصف الدبابات طوال أيام وإن المسعفين غير قادرين على إجلاء المصابين. وأطلقت "حماس" صواريخ على تل ابيب وقالت إن مسلحيها نصبوا مكمناً فتاكا لجنود اسرائيليين في شمال غزة.

ونالت إسرائيل تخفيفا جزئيا للضغوط الاقتصادية التي نتجت من حربها على غزة بعدما رفعت الولايات المتحدة حظرا على الرحلات الجوية التجارية الى تل أبيب. لكن شركتي "لوفتهانزا" و"آير برلين" الألمانيتين اعلنتا ان وقف الرحلات سيستمر حتى اليوم.

وبتشجيع من واشنطن، تسعى مصر الى التوسط من أجل التوصل الى وقف محدود للنار لأغراض انسانية. وتشارك تركيا وقطر حليفة "حماس" أيضا في المساعي الديبلوماسية.
وقال مسؤول في القاهرة الأربعاء إن الهدنة قد تسري مطلع الأسبوع تزامنا مع عيد الفطر الذي قد يحل الاثنين أو الثلثاء. لكن مسؤولا أميركيا قال ان من المستبعد التوصل الى أي هدنة بحلول مطلع الأسبوع.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن نواصل العملية بكامل قوتنا، والجيش الإسرائيلي يحقق مكاسب كبيرة في قطاع غزة". كما أعلن عن تحقيق مكاسب ديبلوماسية لإسرائيل تتمثل في نجاحه في إقناع السلطات الأميركية بمعاودة الرحلات الجوية من مطار بن غوريون الإسرائيلي واليه، على رغم القلق الأميركي من التهديدات الصاروخية المستمرة من غزة.

وأفاد عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية جلعاد اردان أن الجيش يحتاج الى ما بين أسبوع وأسبوعين ليكمل مهمة هدم الانفاق التي تستغلها "حماس" لشن هجمات عبر الحدود. وقال للاذاعة الاسرائيلية: "إذا كان الحديث عن هدنة انسانية لغرض - لا أحب قول هذا - إزالة الجثث فان كل شيء له صلة بالمدنيين على المدى القصير قد يكون موضع نظر... لكنني سأعارض أي وقف للنار الى أن يتضح أن الانفاق ستدمر وما الذي سيحصل في الفترة التي تعقب وقف النار، وكيف سنضمن الحفاظ على الهدوء من أجل سكان اسرائيل على الأجل الطويل".

وواصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي عاد ليل الاربعاء من اسرائيل الى مصر، اتصالاته سعياً الى وقف للنار. واجرى لهذه الغاية اتصالاً هاتفيا مع نظيريه في قطر وتركيا اللتين تدعمان "حماس".

وقال مسؤول اميركي ان وزير الخارجية الاميركي يأمل في ان تستخدم تركيا وقطر نفوذهما لدى "حماس" من اجل تشجيعها على قبول خطة لوقف النار وقت ترفض الحركة حتى الآن الهدنة ما لم تكن مصحوبة بضمانات لرفع الحصار عن قطاع غزة.
 
مواجهات في الضفة الغربية
ليلاً اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات اسرائيلية في بيت لحم ورام الله والخليل في الضفة الغربية أسفرت عن مقتل فلسطينيين وجرح أكثر من 110 آخرين.

نتنياهو
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "العملية العسكرية ستستمر في قطاع غزة حتى عودة الهدوء". وقال خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في القدس ان "من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها"، مشبها ما يجري لإسرائيل حاليا بما جرى لبريطانيا لدى قصف المانيا اياها في الحرب العالمية الثانية.

وعن سير العملية البرية، قال ان" الجيش يحقق إنجازات عظيمة في قطاع غزة"، الا انه طالب الإسرائيليين "بالتحلي بالصبر". واضاف: "وحدة شعب إسرائيل ستمنحنا القوة لمواصلة المهمة حتى إعادة الهدوء لفترة طويلة".

وشكر لبريطانيا مواصلة الخطوط الجوية البريطانية تسيير رحلاتها الى اسرائيل وقد امتنع عدد من الشركات العالمية عن ذلك بسبب مواصلة إطلاق الصواريخ في اتجاه مطار بن غوريون.
ولاحقا أعلن نتنياهو خلال اجتماع للحكومة في الكنيست التي شهدف اداء اليمين القانونية لرئيس اسرائيل الجديد رئوبين ريفلين ان "الجيش الاسرائيلي اصاب حتى هذه اللحظة بشكل ملحوظ البنى التحتية للارهاب في قطاع غزة بما في ذلك الانفاق والمخربون والقذائف الصاروخية والقيادات والمنشآت لانتاج الوسائل القتالية بالاضافة الى اهداف عدة اخرى". واوضح ان "العملية العسكرية البرية تتركز على التعامل مع تهديد الانفاق وانه تم حتى الآن تحقيق انجازات ذات مغزى في العثور على الانفاق والقضاء عليها".
 
ليفني
أما وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني فرأت "ان وقف الهجوم على غزة يرتبط بقرار حركة حماس"، مشيرة الى "أن اتفاق وقف إطلاق النار لن يكون مع حماس وإنما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس". وقالت ان "اسرائيل تدرس إمكان وقف النار من جانب واحد وأنه اذا استمر اطلاق القذائف من غزة ستستمر العملية العسكرية".

ونقل عنها موقع "واللا" الاسرائيلي: "هناك من يظن ان اي عملية عسكرية يجب أن تنتهي بتفاهمات خيالية، وان التفاهمات يجب ان تكون مع حماس... أنا أقول لا، من غير الصحيح إستراتيجيا الحديث مع حماس، لاعطائهم ثمنًا في مقابل الهدوء. لست مستعدة ولا يمكن الجهات المتطرفة في المنطقة ان ترى ذلك يحصل... أنا أؤيد الردع والاستمرار في العملية العسكرية الى ان يتم ردع حماس. ومن السابق لأوانه معرفة ما اذا كنا قد حققنا ذلك...".

وكانت مصادر اسرائيلية على صلة بالمجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والامنية أفادت "ان النقاشات في المجلس تتجه نحو مواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة وتوسيعها على مراحل". وقالت ان "المساعي التي يبذلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري والامين العام للامم المتحدة بان كي - مون لم تفض الى بلورة اقتراح جدي وعملي لوقف النار".
ونقل موقع "القناة الثانية" للتلفزيون الاسرائيلي عن المصادر "انها تستبعد انجاز الاتفاق لوقف النار خلال اليومين المقبلين نظرا الى ان نتنياهو تلقى الاربعاء الاقتراح الاميركي الذي لم يشمل كل التفاصيل".
 
صواريخ
وكثفت فصائل المقاومة الفلسطينية قصفها بالصواريخ لمدينة تل أبيب وضواحيها. وأعلنت "كتائب عز الدين القسام "قصف تل أبيب بـ10 صواريخ على الأقل. ودوت صفارات الإنذار ثلاث مرات في ضواحي المدينة حتى ساعات الظهر. وسمعت صفارات الإنذار في ريشون لتسيون، وكريات غات، وهرتسيليا، وغوش دان، وبيت يام.

وعقب معاودة الرحلات الجوية الى مطار بن غوريون بعد 24 ساعة من تعليق شركات طيران اميركية واوروبية رحلاتها، أعلنت "كتائب عز الدين القسام" قصف المطار بصاروخين من طراز "م 75". وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان "اصوات انفجار الصواريخ سمعت في مطار بن غوريون، بينما افاد بعض المصادر أن صاروخا سقط في مدينة يهود المجاورة للمطار.

كما أعلنت "كتائب عز الدين القسام"، "ان مجموعة من مقاتليها تمكنت من التسلل خلف القوات المتوغلة شرق حي التفاح بمدينة غزة وقتلت ثمانية جنود من مسافة صفر كما دمرت ناقلة جند من نوع شيزاريت بقذيفة آر بي جي 29". وقالت إن "احدى وحدات النخبة القسامية هاجمت الآليات في منطقة كيسوفيم وفجرت عبوتين بآليتين وأصابتهما بشكل مباشر".

كما تبنت قصف القوات المتوغلة شرق جحر الديك والمغازي‬ بـ13 قذيفة هاون في وقت لاحق. وأقرت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن "شظايا الصواريخ سقطت وسط مدينة تل أبيب وعلى بناية"، من غير ان تشير الى طبيعة الاضرار وإلى ماهية هذه البناية، وأصيب اسرائيليان لدى هروبهما وصفت حالهما بانها "بسيطة".

وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان" اصوات انفجار الصواريخ سمعت في مطار بن غوريون"، بينما افاد بعض المصادر أن صاروخا سقط في مدينة يهود المجاورة للمطار.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة