الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٥, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
"الدولة الإسلامية" تقتحم الفرقة 17 في الجيش النظامي بالرقة واشتباكات بين "جبهة النصرة" وفصائل معارضة في الشمال والجنوب
الأسلحة الكيميائية السورية سلّمت إلى مصانع متخصصة
بدأ تنظيم "الدولة الاسلامية" هجوماً منسقاً على قوات النظام السوري على ثلاث جبهات في شمال سوريا، حيث تدور معارك هي "الاعنف" بين الطرفين، فيما تخوض "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" اشتباكات مع فصائل أخرى من المعارضة السورية.
 
يستهدف هجوم "الدولة الاسلامية" فرقة عسكرية في ريف الرقة ومقر حزب البعث وفوجاً عسكرياً في الحسكة ومطاراً عسكرياً في ريف حلب، في مواجهة هي الاولى بهذا الحجم مع النظام منذ ظهور التنظيم في سوريا عام 2013. ويذكر ان التنظيم الذي أعلن أخيراً اقامة "الخلافة الاسلامية" انطلاقاً من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، تتهمه فصائل المعارضة السورية المسلحة بـ"التواطؤ" مع النظام. وهو يخوض معارك دامية ضد هذه الفصائل منذ مطلع السنة.

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: "للمرة الاولى هناك هجمات متزامنة للدولة الاسلامية على مواقع النظام في الحسكة وحلب والرقة"، مشيراً الى ان المعارك هي "الأعنف" بين الطرفين.

وبدأت الهجمات بعد منتصف الليل على مقر الفرقة 17 في الرقة، بعد اقدام مقاتلين من التنظيم أحدهما سعودي على "تفجير نفسهما بعربتين مفخختين، احداهما في كتيبة الكيمياء داخل الفرقة 17 المحاصرة شمال مدينة الرقة، والاخرى في محيط الفرقة" .

وأفاد المرصد ان اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة وسط قصف متبادل بالمدفعية والهاون "ترافق مع إلقاء الطيران المروحي (التابع للنظام) براميل متفجرة على محيط الفرقة". واشار الى ان المعارك أدت الى مقتل وجرح العشرات من الطرفين.

وأكدت "الدولة الاسلامية" في تغريدات على الحساب الرسمي لـ"ولاية الرقة" في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، انها بدأت "عمليات مباركة على الفرقة 17"، اثر تنفيذ عنصريها ابو صهيب الجزراوي وخطاب الجزراوي، عمليتين "استشهاديتين" ضد الفرقة.
وعرض الحساب صوراً لست جثث ورؤوس مقطوعة، قائلاً انها "جثث جنود الجيش النصيري بعد ان قطف رؤوسها جنود الدولة الاسلامية".

وفي الحسكة، أعلن المرصد ان 11 رجلاً من القوات النظامية بينهم ضابط قتلوا اثر هجوم للتنظيم الجهادي على "فوج الميلبية"، مشيراً الى استمرار الاشتباكات.
وفي مدينة الحسكة، تدور معارك "بين عناصر حماية فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم ومقاتلين من "الدولة الإسلامية"، إثر اقتحام مقاتلين من الدولة الاسلامية مبنى فرع الحزب". ونقل المرصد عن شهود انه أمكن "رؤية راية الدولة الإسلامية منصوبة على المبنى".

وأكد حساب "ولاية البركة (الحسكة)" التابع للتنظيم الجهادي في "تويتر"، انه يشن "أكبر عملية عسكرية" له في الحسكة، من خلال "الهجوم على فوج الميلبية وجبل كوكب وحواجز مدينة البركة"، مشيراً الى "اقتحام فرع حزب البعث"، "مقر اللجنة الامنية وقيادة الجيش الوثني" الذي يعتبر، "من احصن مواقع النظام في المدينة" على حد قول التنظيم.

وفي ريف حلب، تتزامن المعارك بين "الدولة الاسلامية" وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري، مع قصف الطيران السوري لليوم الرابع مدينة الباب التي تسيطر عليها "الدولة الاسلامية" شمال المطار.
واوضح المرصد ان هذه الهجمات "تأتي ضمن محاولة الدولة الاسلامية التوسع في المناطق التي هي على تماس فيها مع النظام".

اشتباكات "النصرة" والمعارضة
وعلى جبهة اخرى، أورد المرصد وناشطون انه برز في الايام الاخيرة شرخ جديد داخل المعارضة السورية المسلحة من خلال مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة من سوريا بين "جبهة النصرة" من جهة وحلفاء لها من الكتائب المقاتلة المعارضة تسببت بسقوط عشرات القتلى.

وقال المرصد ان "الاشتباكات بين النصرة وكتائب مقاتلة بدأت منذ بداية شهر تموز تقريبا، وان اكثرها خطورة هي المعركة التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي في منطقة جسر الشغور في ريف ادلب بين النصرة ومقاتلين من جبهة ثوار سوريا وتسببت بمقتل عشرات المقاتلين من الطرفين". واضاف ان "اغتيالات متبادلة" سبقت هذه الاشتباكات وطاولت قادة كتائب مقاتلة ومسؤولين في "جبهة النصرة"، و"تم التكتم عليها" حرصا على ابقاء الصف موحدا في مواجهة القوات النظامية.
وأقرت "جبهة ثوار سوريا" و"جبهة النصرة" على صفحاتهما في مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المواجهات، مع تبادل الاتهامات.

فقد أعلنت "جبهة النصرة" قبل ايام انها اطلقت معركة "ردع المفسدين" وقالت في بيان انها ستسعى الى "اراحة البلاد والعباد من هؤلاء المفسدين - من أي فصيل كانوا -، ورفع أذاهم عن المسلمين".

وتستغل "جبهة النصرة" التجاوزات التي يقوم بها بعض عناصر الكتائب المعارضة المقاتلة من نهب وسرقة وخطف وطلب فدية، لتقديم نفسها كنموذج مختلف، مما يعزز شعبيتها بين الناس.
وردت "جبهة ثوار سوريا" على بيان "النصرة" باتهامها بمحاولة اعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات مع النظام. وقالت ان زعيم "النصرة" ابو محمد الجولاني يسعى الى "تشكيل امارته على الحدود السورية - التركية شمال ادلب". وأضافت ان "النصرة" عمدت من اجل ذلك الى مهاجمة "مناطق محررة تابعة لجبهة ثوار سوريا".
وقال المرصد ان "النصرة" تمكنت خلال هذه المعارك من السيطرة على قرى عدة في ريف ادلب.

وامتد التوتر الى ريف درعا جنوبا حيث حصلت مواجهات محدودة بين "النصرة" من جهة وكتيبتي "المثنى" و"شهداء الكحيل" من جهة اخرى.

وتحدث المرصد الاربعاء عن اقدام "النصرة" على "دهم مقرين للواء جند الحرمين الذي ينشط على الحدود السورية مع الجولان المحتل في درعا والقنيطرة"، وقتل عدد من عناصر اللواء واعتقال قائده اللواء شريف الصفوري، وقائد كتيبة فيه.

وكانت "جبهة النصرة" قامت بحملة مماثلة على كتائب "قبضة الشمال" في مدينة مارع بريف حلب الشمالي على الحدود السورية - التركية الاسبوع الماضي، وتمكنت من السيطرة على معبر "أكدة" في المنطقة.

في الوقت عينه، اصدرت حركة "حزم" العسكرية السياسية التي تدعمها الولايات المتحدة بيانا انتقدت فيه انسحاب "جبهة النصرة" من جبهة حلب في الشمال مع قوات النظام.


قافلة اغاثة أولى إلى سوريا من دون موافقة دمشق

أعلنت الأمم المتحدة أن قافلة إغاثة أولى دخلت من تركيا الى سوريا من دون موافقة الحكومة السورية وبموجب قرار أصدره مجلس الأمن حديثاً.
 
وصرحت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية اماندا بيت: "عبرت قافلة من تسع شاحنات معبر باب السلام التركي الى سوريا اليوم حاملة أغذية ومساعدات للإيواء وإمدادات لتطهير وتنقية المياه من الأمم المتحدة".


الأسلحة الكيميائية السورية سلّمت إلى مصانع متخصصة

سلمت الاسلحة الكيميائية السورية الى مصانع متخصصة في فنلندا وبريطانيا والولايات المتحدة من أجل اتلافها، كما أعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، المكلفة الاشراف على هذه العملية. وقالت المنظمة في بيان: "تم تسليم 1300 طن من المركبات الكيميائية التي نقلت الى خارج سوريا في عملية بحرية دولية الى مصانع متخصصة باتلافها خارج البلاد". وأضافت: "بدأت عمليات الاتلاف في كل المصانع"، موضحة أنه حتى الآن تم تدمير 31,8 في المئة من الترسانة الكيميائية السورية.
وقرر المجلس التنفيذي للمنظمة ايضا تدمير 12 مصنعا قديما لانتاج الاسلحة الكيميائية في سوريا. وسيدمر 12 عنبرا وتقفل خمس منشآت تحت الارض.
وستبدأ عمليات التدمير خلال شهرين.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة