أعلنت حركة "الجهاد الاسلامي" في غزة خلال عرض عسكري نظمته احتفالا بـ"الانتصار" امس انها سترد على اي هجمات اسرائيلية، مشددة على الاستعداد "للمعركة القادمة"، فيما اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة المقاومة الاسلامية "حماس" باطالة أمد الحرب من دون طائل برفضها المبادرة المصرية التي عادت وقبلت بها لاحقاً.

 

قال الناطق باسم "سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"الجهاد الاسلامي" ابو حمزة في كلمة امام حشد كبير: "ايدينا ستبقى على الزناد للرد على أي عدوان صهيوني ونقول لقادة العدو المجرم نحن لكم بالمرصاد وان عدتم عدنا وعلى موعد مع نصر قادم".

ونظم آلاف من مقاتلي "الجهاد الاسلامي" عرضا عسكريا في مقدم مسيرة شارك فيها قادة سياسيون وعسكريون في الحركة انطلق من ساحة "فلسطين" وسط غزة في اتجاه مفترق الوحدة في غرب المدينة.

وبعدما اشاد بايران و"حزب الله" اللبناني، اضاف ابو حمزة ان "دولة (اسرائيل) لا تستطيع الانتصار على غزة هي دولة قابلة للزوال والهزيمة امام اي جيش من جيوش امتنا لو وجدت الارادة والقرار"... سنضاعف جهدنا ونسخر كل امكاناتنا وطاقاتنا استعدادا للمرحلة القادمة التي نامل ان تكون معركة التحرير".

ورفع عدد من المسلحين نماذج لصواريخ استخدمت في قصف مدن اسرائيلية خلال الحرب.

ورأى القيادي البارز في "الجهاد" محمد الهندي ان "اسرائيل وللمرة الاولى عاجزة تستجدي امن حيفا وتل ابيب"، مشيرا الى ان الصاروخ الذي ضرب المدينتين "صناعة فلسطينية". وقال: "يجب ان نستعد للجولة القادمة وألا يصيبنا الغرور لان اسرائيل عندما تنهار تصبح اكثر دموية وشراسة". ودعا الى ايواء النازحين "فورا دون انتظار مساعدات خارجية لا نعرف متى تصل". ووصف الحرب بانها "هيروشيما جديدة في غزة من القتل وتدمير عشرات آلاف المنازل". وطالب الدول العربية بدعم اعادة اعمار غزة قائلاً: "لا نسامح احدا لا يساعد في اعادة اعمار ما دمره العدوان".

و أعلنت "سرايا القدس" في وقت سابق سقوط 121 من رجالها في الحرب الاخيرة التي اوقعت 2143 قتيلا ونحو 11 الف جريح في قطاع غزة.

في غضون ذلك، صرح عباس في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي: "لقد كان من الممكن لنا تجنب كل ذلك، الفي شهيد، وعشرة آلاف جريح، وتدمير 50 الف منزل". وقال ان "حماس" أصرت على مناقشة مطالب قبل انتهاء الحرب مما أسفر عن اطالة اعمال العنف.

ولفت الى "انهم (حماس) لديهم حكومة ظل (في قطاع غزة)، واذا ما استمر ذلك لن تكون هناك وحدة (فلسطينية). ان الاختبار سيأتي قريباً. ان الحكومة تحتاج الى القيام بعملها والتعامل مع كل شيء... لا أقول إن المطلوب ان ينتهي كل شيء في دقيقة، فهذا انقسام عمره سبعة اعوام ويحتاج الى أشهر وسنوات".

 

على صعيد آخر يزداد عدد الشاحنات التي تنقل مواد غذائية وسلعا اخرى وتمر من معبر كرم ابو سالم الى غزة حيث ينتظر السكان خصوصا مواد البناء لاعادة اعمار القطاع .

وفي الجانب الفلسطيني من المعبر، يجلس السائقون فوق بضائع مكدسة ويتبادلون الاحاديث ويتساءلون عن رجال الجمارك في حين يسير عدد من رجال الشرطة بازيائهم السود بين الشاحنات في موقف السيارات المغبر.

وينتظر طالب ابو جراي (50 سنة) انتهاء رجال الجمارك من تفتيش شاحنته المحملة مواد غذائية مقدمة من اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وقال انه منذ دخول اتفاق وقف النار الذي تضمن فتح المعابر حيز التنفيذ الثلثاء، باتت حركة النقل "اكثر سهولة"، كما ان الاسرائيليين يسمحون بدخول مواد كانوا يمنعونها سابقا. الا انه استدرك موضحا "ولكن، بالنسبة الى ما ينتظره الناس هنا بدءا بمواد البناء، فان شيئا لم يطرأ" على هذا الصعيد.

ويذكر ان المعبر ظل مفتوحا خلال الحرب الاخيرة امام المساعدات الانسانية، وباتت اعداد الشاحنات اكبر مع الوقت لنقل البضائع المخصصة للمحال التجارية في القطاع.

وخضع قطاع غزة منذ عام 2006 لقيود فرضتها اسرائيل على دخول مواد مثل الاسمنت والحديد خشية استخدام المقاتلين الفلسطينيين اياهم لبناء انفاق يشنون منها هجمات. وينص وقف النار الذي وافق عليه الطرفان على تخفيف هذه القيود، لكن احداً لا يعرف الى اي مدى لان الاتفاق لا يزال طي الكتمان.

اما مدير المعبر منير الغلبان، فهو يتوقع تدفقا اكبر لعدد الشاحنات قائلا :"ننتظر اليوم 300 شاحنة وكان عددها مئتين اثناء المعارك والحاجة الاكثر الحاحا الان هي الى مواد البناء".

وفي مكان غير بعيد، في معبر رفح بين قطاع غزة ومصر وهو الوحيد غير الخاضع لسيطرة اسرائيل، ينتظر فلسطينيون وصلوا في اوتوبيس للركاب في صالة صغيرة لمعرفة ما اذا كان سيسمح لهم بالعبور الى مصر.

وابقت السلطات المصرية المعبر مقفلاً أكثر ايام الحرب إلاّ لحاملي جوازات السفر المصرية او الاجانب او حملة الاقامات او الحالات الخطرة من الجرحى.

 

وتوفي جندي اسرائيلي متأثرا بجروحه بعدما اصابته قذيفة اطلقت من قطاع غزة الاسبوع الماضي في اشدود بجنوب اسرائيل.

وبذلك يكون نيتانيل مامان (21 سنة) القتيل الـ65 من جنود الجيش الاسرائيلي منذ بداية الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من تموز، وهي اكبر حصيلة بشرية يتكبدها الجيش الاسرائيلي منذ الحرب على "حزب الله" عام 2006.