الثلثاء ٧ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ١٧, ٢٠١٤
المصدر : جريدة الحياة
مصر
مصر تستنكر ترحيب أردوغان باستضافة قادة «الإخوان» المُبعدين
وزير الخارجية المصري إلى واشنطن
القاهرة - محمد الشاذلي  




استنكرت القاهرة تصريحات نشرتها وسائل إعلام تركية أمس على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب فيها عن استعداد بلاده لاستضافة قياديين في جماعة «الإخوان المسلمين» قررت قطر إبعاد سبعة منهم قبل أيام ويُتوقع أن تبعد آخرين قريباً. وقال لـ «الحياة» مسؤول مصري رفيع إن تصريحات أردوغان «تأتي في إطار المواقف السلبية التي يتخذها ضد مصر».

وكانت صحف تركية نقلت عن أردوغان قوله ان قادة «الإخوان» الذين سيغادرون الدوحة سيكونون «موضع ترحيب» في تركيا. وقال عقب عودته مساء أول من أمس من زيارة رسمية إلى قطر: «إذا عبروا عن رغبة في المجيء إلى تركيا، سندرس طلبهم. وإذا كان هناك أي سبب يمنعهم من المجيء إلى تركيا، فسنقوّمه، وإذا لم تكن هناك عراقيل فسنمنحهم نفس الحقوق مثل كل الآخرين».

واعتبر المسؤول المصري ان أردوغان «ينسّق بالكامل مع القطريين. هذه (قطر) تستبعد وتنفي أنها استبعدت، وتلك (تركيا) تعلن استعدادها للاستضافة... الدولتان تتلاعبان بمصائر المنطقة ككل وفي جميع ملفاتها، خصوصاً دعمهما الواضح لمنظمات إرهابية في ليبيا والعراق وسورية وتقديم السلاح والتدريبات لهذه المنظمات». ورأى أنه «ليس مستغرباً من حاكم تركيا وحلم الخلافة ما فتئ يراوده أن يستمر حتى اللحظة الأخيرة في دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية... كان ذلك أثناء حكم (الرئيس السابق) محمد مرسي ثم منذ عزله وحتى الآن». وقال إن «التنظيمات الإرهابية في المنطقة كلها مرتبطة».

وأشار إلى أن «القاهرة نجحت في إقناع دول عربية وأجنبية عدة بهذا الارتباط الواضح لهذه التنظيمات التي تعيش تحت عباءة واحدة في مناطق مختلفة في العالم، من أنصار بيت المقدس إلى داعش وفجر ليبيا وغيرها، وكشفنا أيضاً حقيقة دعم قطر وتركيا المفرط لهذه التنظيمات». وختم قائلاً: «نرفض إعلان أردوغان، وسندرس ونتخذ الخطوات المناسبة والقانونية ضد هذه الخطوة التي تعد تدخلاً سافراً في الشأن المصري».

ويرى مراقبون في القاهرة أن الدوحة تنازلت شكلياً فقط عن دعم «الإخوان»، بضغوط من الرياض وأبوظبي وواشنطن، فيما تواصل دعمهم بكل السبل الأخرى المالية وترتيب إقامات وتوصيل رسائل. ويعتبرون مغادرة بعض قادة الجماعة الدوحة «فعلاً تكتيكياً كي تقول (قطر) لشركائها الخليجيين إنها نفذت التزامات الرياض وتضمن عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين».

وزير الخارجية المصري إلى واشنطن

في وقت أفيد بأن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيسافر إلى واشنطن قبل مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اختتم وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان زيارته إلى القاهرة أمس بعد لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.

ووصف لودريان في تصريحات أعقبت اللقاء مع السيسي، محادثاته في القاهرة بـ «البناءة» على الصعيد الفني والسياسي، مشيراً إلى أنها تناولت «التعاون في مجال التسليح ومواصلة إمداد مصر بشحنات عسكرية، خصوصاً في مجال المركبات المدرعة». وقال إن القاهرة وباريس «تربطهما علاقات وثيقة في جميع المجالات ولا سيما المجال العسكري، وهو ما يعكس رغبة الطرفين في تعزيز سبل التعاون الأمني والعسكري المشترك لمواجهة مخاطر الإرهاب العالمي في منطقة الشرق الأوسط».

وعبر الوزير الفرنسي عن قلق بلاده إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، مشيراً إلى أن فرنسا «تعمل على الصعيد السياسي من خلال دعم عمليات المصالحة الوطنية بين مختلف القبائل الليبية لوضع حد لنزيف الدم». وأضاف أن «هناك مخاطر تحدق بالسيادة الليبية وهناك مخاوف لدى الأوروبيين من تدفق للمهاجرين يثير قلقاً كبيرا ولا يمكن التحكم فيه. على الأقل نحاول بسط الاستقرار... هناك مخاطر تحدق بالسيادة الليبية غير المتوافرة حالياً». وأوضح أن «فرنسا لديها تقديرات شاملة حول الخطر المتنامي للجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية، وفي كل من ليبيا ولبنان ومالي»، مشيراً إلى أن «العملية العسكرية التي شنتها القوات الفرنسية في مالي كان هدفها احتواء التهديد الإرهابي من خلال نشر 3 آلاف جندي، وهو ما أتاح تعزيز القدرة العسكرية في منطقة الساحل الأفريقي».

وقال إنه بحث مع وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي في «كل المواضيع المتعلقة بالعراق وليبيا وسورية ولبنان». وأشار إلى «استعداد فرنسا للتدخل في سورية تحت إطار تحالف دولي ومظلة الأمم المتحدة»، مشدداً على «أهمية أن تكون هناك تعبئة للمجتمع الدولي... باريس تتمسك بالحفاظ على سلامة الأراضي السورية وعدم تفتيتها، ولا بديل عن دعم الجيش السوري الحر حتى لا تستفيد الجماعات الإرهابية من هذا الدعم».

وعن إمكان مشاركة فرنسا في عمليات عسكرية في العراق، قال لورديان إن فرنسا «على استعداد كامل للتدخل في العراق شرط طلب السلطات العراقية ذلك التدخل»، مشيراً إلى أنه تأكد خلال زيارته لقاعدة الظفرة الفرنسية في الإمارات من جاهزية القوات واستعدادها للتدخل الفوري وقت الحاجة.

ولفت إلى الاتفاق مع إقليم كردستان العراق على «مواصلة فرنسا تقديم المساعدات العسكرية لقوات البيشمركة وتدريبها، بما يمكنها من الحد من تقدم داعش»، مشدداً على «ضرورة تشكيل حكومة عراقية تضم أطياف المجتمع كافة للقضاء على خطر داعش». وأشار إلى أن «التحالف الدولي لمواجهة داعش هدفه اقتلاع جذورها من خلال تسخير الإمكانات العسكرية كافة في دول التحالف».

إلى ذلك، علمت «الحياة» أن وزير الخارجية المصري سيزور العاصمة الأميركية هذا الأسبوع. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية بدر عبدالعاطي إن شكري سيلتقي في واشنطن نظيره الأميركي جون كيري للبحث في «مجمل جوانب العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية أخرى في إطار سعي البلدين إلى مزيد من التواصل في شأن عدد من الملفات الثنائية والدولية».

وأكد مسؤول مصري أن الزيارة ستستمر يوماً واحداً وسيبحث خلالها شكري ونظيره الأميركي في «أطر تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين فضلاً عن القضايا الراهنة في الشرق الأوسط كعملية السلام وسبل تثبيت الهدنة بين إسرائيل وحماس والجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الإرهاب في المنطقة والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي ومكافحة الإرهاب في ليبيا ودعم البرلمان الليبي».

وأشار إلى أن شكري سيطلب من الجانب الأميركي «تنفيذ الوعود المتعلقة بإمداد مصر بمروحيات أباتشي لمحاربة الإرهاب في سيناء». وثمّن التصريحات التي صدرت عن الخارجية الأميركية أمس عن أن مصر تواجه تحدياً إرهابياً، خصوصاً في سيناء، وأن واشنطن ملتزمة دعم مصر في مكافحة هذا الإرهاب. وأوضح أن «الثوابت المصرية» بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي «قائمة على دعم وتطوير العلاقات الخارجية التي تستند إلى المصالح المشتركة والمتبادلة والتي لا تؤثر على استقلالية القرار المصري وتتماشى مع أهداف وتطلعات الشعب المصري».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة