الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ١٩, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
اليمن
معارك الحوثيين و"الإخوان" في أحياء صنعاء والجيش انتشر في محيط القصور الرئاسية
صنعاء – أبو بكر عبدالله 
في موازاة بطء جهود الحل السياسي التي يقودها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر لاحتواء تداعيات ميدانية تهدد العاصمة، بدت التطورات على الأرض اسرع مع توسع المواجهات بين المسلحين الحوثيين ومسلحي جماعة "الإخوان المسلمين" في الضواحي الشمالية للعاصمة، فيما أعلن بن عمر استمرار المحادثات مع زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي للتوصل إلى حل سياسي توافقي للأزمة.
 
تحدث بن عمر عن لقاء جمعه الأربعاء وزعيم جماعة الحوثيين ثلاث ساعات وبحثا خلاله في الحلول التي يمكن أن تحظى بتوافق جميع الأطراف وتكون مبنية على مقررات مؤتمر الحوار الوطني، واصفاً المحادثات بأنها "ايجابية وبناءة" وأمل أن تفضي إلى "نتائج إيجابية".

ولم يفصح المبعوث الأممي عن العراقيل التي حالت دون توقيع مشروع اتفاق الحل السياسي للأزمة، لكن الناطق باسم جماعة "انصار الله" محمد عبد السلام صرح بأن الحوثي أبلغ بن عمر حصر المحادثات في مطالب المتظاهرين الثلاثة، مشيراً إلى أن "كثيرا من محاولات السلطة في مواجهة الخيارات الثورية الشعبية السلمية تثبت أنها لا تزال مصرة على موقفها بعدم الاستجابة للمطالب الشعبية... وتراهن على الوقت وليست جدية في تلبية المطالب الشعبية"، متهما اياها "بنكث الاتفاقات التي تعهدتها في الفترة الماضية".

وقال عبد السلام إن الحوثي استغرب ما سماه "القلق المصطنع لدى بعض الاطراف الدولية من الحراك الثوري الشعبي"، ودعا هؤلاء "إلى احترام ارادة الشعب اليمني وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، خصوصا أن الشعب يطالب بتحسين وضعه الاقتصادي والسياسي والأمني". واكد أن "النشاط الثوري والشعبي لن يتوقف وسيظل مستمرا وان محاولات السلطة للالتفاف على ثورة الشعب لن تجدي". 

توسع المواجهات
وسبقت التداعيات الميدانية جهود الحل السياسي مع توسع رقعة المواجهات بين الحوثيين و"الإخوان المسلمين" في الضواحي الشمالية للعاصمة حيث شهدت مناطق الضرائب والأعناب وشملان مواجهات عنيفة وامتدت إلى شارع الثلاثين القريب من جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح.
واشتعلت المواجهات بعد محاولة الحوثيين نصب مخيم اعتصام شمال منطقة تبة الشيخ الاحمر، وتلتها اشتباكات استخدم فيها الجانبان اسلحة خفيفة ومتوسطة، في محاولة لفرض السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية.

ولم تُعرف الحصيلة النهائية للمواجهات التي استمرت حتى عصر أمس وسط انباء عن سقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى، فيما وجه سكان الأحياء المجاورة نداء استغاثة إلى السلطات لإنقاذهم من الحصار الذي فرضته المواجهات وحالت دون مغادرتهم منازلهم.

وقال وجهاء وسكان إن الحوثيين سيطروا على منطقة تبة الشيخ الاحمر وحي الخانق شمال غرب العاصمة، فيما اقفلت قوات الجيش شارع الستين وباقي المنافذ المؤدية إلى مناطق المواجهات، تحسباً لتسلل مقاتلين من الجانبين. وشوهدت قوات عسكرية معززة بالدبابات تنتشر في محيط منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي بشارع الستين بالعاصمة.
واضاف هؤلاء ان الجنود الذين خاضوا مواجهات في مناطق شملان، الخانق، المحجر وشارع الثلاثين اكثرهم من المجندين في صفوف الفرقة الأولى المدرعة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وقد جندوا جماعياً بعد احتجاجات ثورة 2011، ولم يتلقوا تدريبات كافية لخوض مواجهات ميدانية.

مواجهات الجوف
وفي محافظة الجوف، ساد الهدوء أمس أكثر جبهات القتال بين المسلحين الحوثيين ومسلحي "الإخوان المسلمين" بناء على جهود وساطة قبلية. واكد وجهاء ان المسلحين الحوثيين انسحبوا من أكثر المواقع التي سيطروا عليها اخيرا في مديرية الغيل إلى أطرافها، بالتزامن مع انسحاب مسلحي "الاخوان" وكذلك انسحاب قوات الجيش من بعض المناطق التي كانت تتمركز فيها.

وأعلن محافظ الجوف محمد سالم بن عبود أن المواجهات أرغمت زهاء ثمانية آلاف مدني على النزوح من قراهم وأكثرهم من مناطق الغيل والمصلوب ومناطق مجاورة للقفر. وحذر من تردي الأوضاع الإنسانية ونقص المواد التموينية جراء استمرار المواجهات، ودعا السلطات والمنظمات الإغاثية والإنسانية الى تقديم المساعدات للنازحين والمساهمة في توفير حاجاتهم المتمثلة في المأوى والمواد الغذائية والملابس والخدمات الطبية.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة