الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٢, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
اليمن
اجتياح الحوثيين لصنعاء أطاح الحكومة وفرض اتفاق "السلم والشركة الوطنية"
صنعاء - أبو بكر عبدالله 
وقع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع ممثلين اثنين لزعيم جماعة" أنصار الله" الحوثية عبد الملك الحوثي وممثلي القوى السياسية ليل أمس، اتفاقاً للحل السياسي لانهاء الأزمة، بعد ساعات من اعمال عنف ومواجهات اجتاحت صنعاء، وانتهت ليلا بفرض الحوثيين سيطرة كاملة على أجزاء من العاصمة، وعدد كبير من المرافق السيادية. وشهد اليوم الدراماتيكي الطويل في اليمن اعلان رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه، متهماً الرئيس هادي بالتفرد بالسلطة، فيما طلب وزير الداخلية من اجهزة الامن عدم مواجهة الحوثيين. 

ورأى هادي خلال توقيع اتفاق الحل السياسي مع الحوثيين إن اتفاق" السلم والشركة الوطنية" الذي وقعه الحوثيون والقوى السياسية اليمنية استنادا إلى مقررات الحوار الوطني، مكن اليمن من تجاوز محنة كبيرة كادت أن تعصف بالوطن وأحلام ابنائه.

وقال: "غلبنا لغة الحكمة والتعقل والمضي قدماً في بناء اليمن الجديد، يمن الجمهورية والوحدة والديموقراطية والحوار الوطني، يمن التعايش والسلام والمواطنة المتساوية، يمن الحرية والكرامة والعيش الكريم، اليمن الذي نحلم به جميعاً والقائم على العدل وسيادة القانون، اليمن الذي تسود فيه لغة الحوار وتحترم فيه ثقافة التنوع والقبول بالآخر".

وبارك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر للشعب اليمني بتوقيع الاتفاق الذي وصفه بأنه وثيقة مهمة لإنهاء الأزمة وإيقاف الصراع، مشيرا إلى أن "الامم المتحدة تتطلع إلى استمرار العمل والتعاون مع الرئيس هادي والأطراف السياسيين كافة لانجاح الخطوات المتبقية للعملية الانتقالية بما يكفل وضع اللبنات القوية لبناء اليمن الجديد". وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف بنود الاتفاق والبدء بوقف النار فوراً ووقف نزف الدم اليمني.

ونص الاتفاق على وقف فوري للنار في العاصمة، وخفض أسعار الوقود، ومنح حالات الضمان الاجتماعي زيادة بنسبة 50 في المئة.

كما نص على تسمية رئيس للوزراء في غضون ثلاثة أيام وتأليف حكومة كفايات في غضون شهر على ان يتولى الرئيس اختيار الحقائب السيادية الداخلية والخارجية والدفاع والمال، وتعيين مستشارين له من الحراك الجنوبي وجماعة "انصار الله".

والزم الاتفاق جماعة "انصار الله" انهاء مظاهر التوتر المسلح في العاصمة وتسليم مرافق الدولة ورفع مخيمات الاعتصام في محيط صنعاء فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، كما الزمهم سحب مخيماتهم بعد اعلان تأليف حكومة الشركة.


سقوط مقار الحكومة وقيادة الجيش والإذاعة في صنعاء بأيدي الحوثيين 
باسندوه استقال من رئاسة الوزراء إفساحاً في المجال لاتفاق سياسي

سجل اليمن أمس تحولات سياسية وأمنية عاصفة بعد معارك خاضها المسلحون الحوثيون ضد مسلحي "الاخوان المسلمين" والجماعات السلفية وقوات عسكرية موالية للواء علي محسن الأحمر، اطاحت بنفوذ "الاخوان" واسفرت عن سيطرة كاملة للحوثيين على جامعة الايمان السلفية ومعسكر الفرقة الأولى المدرعة، الى مبنى الإذاعة ومقري الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة، وسط اعمال سلب ونهب طاولت مرافق حكومية وعمليات نزوح للمدنيين.
 
استبقت التداعيات الميدانية توقيع رعاه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاتفاق سياسي اقترحه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر من شأنه تجنيب هذا البلد الواقف على حافة الهاوية حرباً أهلية.
وسارع رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه، الى اعلان استقالته لإتاحة الفرصة لتنفيذ أي اتفاق سياسي بين جماعة "أنصار الله" الحوثية والرئيس هادي، متهما الاخير بالتفرد بالسلطة" الى درجة انني اصبحت والحكومة بعدها لا نعلم أي شيء عن الاوضاع العسكرية والامنية". 

المواجهات الميدانية
وحصلت مواجهات عنيفة في معسكر الفرقة الأولى مدرع، بعدما تحصنت فيه قوات عسكرية موالية للواء علي محسن الأحمر، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فيما تمكن الحوثيون من السيطرة على أجزاء كبيرة من المعسكر وتحدثت مصادر عسكرية عن مغادرة اللواء الأحمر صنعاء إلى جهة غير معلومة.

وغداة معارك ميدانية في جامعة الأيمان السلفية، غادر عشرات المسلحين السلفيين مبنى الجامعة، فيما سلم الحوثيون ليلا المبنى إلى قوات الحماية الرئاسية، واكد عاملون في الجامعة أن الطلاب غادروها بعدما ابلغتهم اللجنة الأمنية العليا أنها لا تستطيع حمايتهم. كذلك شهدت مناطق في شارع الستين وحي السنينة ومنطقة شملان اشتباكات بين الجانبين.

وهزت الانفجارات احياء العاصمة ، وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من منطقة صوفان وسط عمليات نزوح للمدنيين، كما حلقت مقاتلات لسلاح الجو اليمني فوق العاصمة ساعات، وشوهدت قوات من الجيش معززة بالسلاح الثقيل تتمركز في محيط القصور الرئاسية.

وسجلت احياء شملان، مذبح، ذهبان وقرية ضلاع همدان والتي اعلنت السلطات فرض منع للتجول فيها، مواجهات متقطعة . وأوضحت اللجنة الأمنية العليا أن قرار منع التجول اتخذ حرصاً على أمن المواطنين ولضمان سلامتهم، مشيرة إلى أنه سيبدأ من التاسعة مساء وحتى السادسة صباحاً حتى إشعار آخر.

وتسلمت قوات الشرطة العسكرية ليلا مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد محاولات لاقتحامه واخلائه من قوات الحماية، وسمع إطلاق نار في محيط مقر القيادة، وكذلك في محيط مبنى وزارة الدفاع، كما شهد مقر إذاعة صنعاء مواجهات محدودة بعد محاولات سلب ونهب غداة اعلان قوات الحماية العسكرية تأييدها مطالب المتظاهرين.

وروى سكان أن المناطق المحيطة بوزارة الداخلية وشارع المطار سادها هدوء حذر بعد اخلاء مبنى وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، الى مباني عدد من المؤسسات الحكومية في الحصبة.
 
قيادة الجيش
في غضون ذلك، دعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة "منتسبي الوحدات العسكرية المرابطة في اطار أمانة العاصمة وما حولها إلى البقاء في وحداتهم بحال جهوزية عالية والحفاظ على الممتلكات والمعدات ومختلف العهد العسكرية وعدم التفريط فيها ، كونها من ممتلكات الشعب".
كما دعت "سائر المقاتلين إلى استشعار حجم المسؤولية الوطنية وعدم التفريط في ممتلكات القوات المسلحة ، وأن يكونوا في جهوزية ويقظة دائمة لتنفيذ ما يسند إليهم من مهمات".
 
الحوثيون
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية محمد عبد السلام "اعلان القيادة العامة للقوات المسلحة، ومعسكر الإذاعة، وقوات الحماية برئاسة الوزراء وبعض المؤسسات الرسمية، الانحياز إلى خيارات الشعب"، مشيرا إلى "تنامي التأييد للثورة الشعبية في مختلف المؤسسات العسكرية والأمنية ورفضهم خوض أي مواجهات مع الشعب".
كما تحدث الحوثيون عن فرار اللواء علي محسن الأحمر من معسكر الفرقة الأولى المدرعة بعد سيطرتهم عليه واعلنوه مطلوبا للعدالة".




 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة