السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٤, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
أوباما أطلق الحرب على جهاديي سوريا بمشاركة عربية
الأردن يشارك وإيران وروسيا تنتقدان
المصدر: العواصم الاخرى - الوكالات واشنطن - هشام ملحم 
وسعت الولايات المتحدة حربها على الجهاديين لتشمل سوريا للمرة الاولى، إذ شنت مقاتلات اميركية واخرى من المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والاردن فجر امس غارات على عشرات الاهداف لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" المتفرعة من "القاعدة" الأم وعلى "مجموعة خراسان" التابعة لها، مما أوقع اكثر من 120 قتيلا من الجهاديين. ونفت واشنطن ان تكون ابلغت الحكومة السورية سابقا نيتها شن الغارات، على رغم ان وزارة الخارجية السورية قالت انها تبلغتها قبل ساعات من حصولها بواسطة العراق. وتعد هذه العملية التدخل الاجنبي الاول منذ نشوب النزاع قبل اكثر من ثلاث سنوات في سوريا حيث يسيطر التنظيم المتطرف على مناطق واسعة متاخمة للحدود العراقية - التركية في شمال البلاد وشرقها.
 
ورأى الرئيس الاميركي باراك اوباما أن هذه الغارات تظهر ان واشنطن ليست وحدها في الحرب على "داعش". ورحب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المعارض المدعوم من الغرب بالغارات الجوية قائلا إنها ستساعد في معركته ضد الرئيس السوري بشار الأسد. أما روسيا، فانتقدت هذه الغارات قائلة إن من الضروري الاتفاق مع دمشق على أي غارات وإلا أحدث ذلك توترا في المنطقة. كما نددت ايران بانتهاك السيادة السورية. 

وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم ذكر اسمه لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة أبلغت إيران سلفا نيتها توجيه ضربات الى متشددي "الدولة الإسلامية" في سوريا وقالت لطهران إنها لن تستهدف القوات السورية النظامية. وأضاف: "نوقشت هذه القضية للمرة الاولى في جنيف، ثم نوقشت باستفاضة في نيويورك حينما تمت طمأنة إيران بأن الأسد وحكومته لن يكونا هدفا في حال أي عمل عسكري ضد داعش في سوريا". واكد أن إيران تبلغت سلفا بصورة منفصلة أمر الغارات الجوية.

وسألت "رويترز" مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية الأميركية عن التطمينات الى أن القوات الحكومية السورية لن تستهدف، فأجاب: "لقد نقلنا نياتنا ولكن لم نبلغ الإيرانيين التوقيتات المحددة ولا الأهداف. كما قلنا... لن ننسق أي عمل عسكري مع إيران. وبالتأكيد لن نطلع إيران ايضا على أي معلومات استخبارات".

المشاركة العربية
وأوضحت مصادر مطلعة في واشنطن ان توقيت الغارات مرتبط بالمعلومات الاستخبارية عن نيات "مجموعة خراسان" التي قدم أعضاؤها من المناطق القبلية في باكستان العام الماضي الى سوريا، للتخطيط لعمليات ضد أهداف غربية. أما السبب الاخر، فهو الخطاب الذي سيلقيه اوباما اليوم امام الدورة العادية الـ69 للجمعية العمومية للامم المتحدة.

وعن المشاركة العربية في الغارات، قالت مصادر مطلعة لـ"النهار" إن الولايات المتحدة طلبت رسميا الخميس الماضي من الدول العربية المشاركة في الغارات، وان هذه الدول وافقت خلال 48 ساعة من الطلب الاميركي. واضافت ان الاهداف التي قصفت كانت وفقا لقائمة وضعتها الولايات المتحدة بعد اكثر من شهر من عمليات الاستطلاع في سوريا. وكانت هناك 4 طائرات سعودية من طراز "ف - 16" و4 طائرات اماراتية من طراز "ف - 16" و4 طائرات اردنية من طراز "ف - 15" الى طائرتين بحرينيتين من طراز "ف - 16" وطائرة قطرية من طراز "ميراج".

وباستثناء الطائرة القطرية التي لم تشارك في القصف، اغارت كل الطائرات العربية الاخرى على الاهداف المحددة لها. وقد انطلقت الطائرات السعودية والاماراتية والبحرينية من قواعدها في دولها وزودت بالوقود في الجو بواسطة طائرات تموين اميركية.

وأفاد مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنوا اكثر من 200 غارة جوية على عشرات الاهداف للجهاديين في سوريا ومنها "مجموعة خراسان" غرب حلب. ولم يحدد عدد الغارات الجوية بالضبط او عدد الاهداف التي شملها القصف. واعلن ان الغالبية العظمى من نحو 47 صاروخ "توماهوك" اطلقت من سفن حربية اميركية في الخليج والبحر الاحمر استهدفت ثمانية مواقع لـ"مجموعة خراسان". واستهدفت الغارات التنظيم في معقله في الرقة الى جانب اهداف على الحدود بين سوريا والعراق في دير الزور والحسكة والبوكمال حيث دمرت الاهداف او ألحق الاذى بها.

ورحب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالغارات الجوية على مواقع "الدولة الاسلامية" في سوريا، قائلا ان انقرة يمكن ان تقدم دعما عسكريا ولوجستيا للحملة العسكرية.

وأصدرت السعودية والبحرين والامارات والاردن بيانات أكدت فيها المشاركة في الغارات. ونقلت وكالة الانباء السعودية "و ا س" عن ناطق رسمي ان "القوات الجوية الملكية السعودية شاركت في عمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش، لدعم المعارضة السورية المعتدلة ضمن تحالف دولي".

وفي الأيام الاخيرة استولت "الدولة الإسلامية" على قرى كردية قرب الحدود السورية مع تركيا مما دفع نحو 140 الف لاجئ الى عبور الحدود منذ الاسبوع الماضي. وقالت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تضع خططاً لوجستية لفرار نحو 400 ألف إلى تركيا.
 
اوباما
واثنى اوباما قبل مغادرته للبيت الابيض في طريقه الى نيويورك على "التحالف الواسع" الذي شن الغارات الجوية المكثفة على اهداف لتنظيم "داعش" في الاراضي السورية، ورأى ان هذا التحالف "يوضح للعالم ان القتال ليس قتالاً أميركياً فحسب، والاهم من ذلك ان شعوب وحكومات الشرق الاوسط ترفض داعش وتقف الى جانب السلام والامن الذي تستحقه شعوب المنطقة والعالم".

وأضاف ان حكومته ستعزز جهودها لتدريب المعارضة السورية وتسليحها، وخصوصاً بعدما صادق مجلسا الكونغرس على تخصيص الاموال لذلك، معتبراً ان "المعارضة السورية هي أفضل طرف مضاد لداعش ولنظام الاسد". وأشار في هذا السياق الى ان أكثر من 40 دولة قد عرضت المساعدة "في الجهود الشاملة لمواجهة هذا الخطر الارهابي وضرب مواقعه وتدريب وتسليح المقاتلين العراقيين والسوريين المعارضين الذين يقاومون "داعش" على الارض" ولوقف تمويل "داعش"، ومواجهة ايديولوجيته الحاقدة ولوقف تدفق المقاتلين من المنطقة واليها".

ووجهت الولايات المتحدة رسالة الى الأمم المتحدة جاء فيها أن الغارات الجوية على "داعش" في سوريا نفذت لأن دمشق "أظهرت انها لا يمكنها ولن تتصدى لتلك الملاذات الآمنة". وأضافت أن التحرك مبرر بموجب البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يغطي الحقوق الفردية أو الجماعية للدول في الدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ضرورة أن تكون الضربات العسكرية لـ "داعش"في سوريا، متفقة مع ميثاق المنظمة الدولية ومبادئ القانون الدولي.
 
هولاند وروحاني
الى ذلك، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمام الرئيس الايراني حسن روحاني الذي التقاه في مقر الامم المتحدة في نيويورك ان "جميع المساهمات" ضرورية لايجاد "الحلول السياسية" في الشرق الاوسط.
وقال في مستهل هذا اللقاء الذي استغرق 20 دقيقة في مقر البعثة الفرنسية في الامم المتحدة: "اعتقد اننا نستطيع، عبر المفهوم الذي لدينا عن توازن العالم، ايجاد مخارج في هذه اللحظة الرهيبة، المأسوية".
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان اعقب اجتماع الرئيسين انهما "تبادلا وجهات النظر في سبل مكافحة الارهاب".
 
الاسد
وفي دمشق، أكد الاسد لدى استقباله مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومستشار الامن الوطني في العراق فالح فياض تأييد بلاده "لاي جهد دولي" يصب في مكافحة الارهاب.

تفاصيل
شنت واشنطن وخمس دول عربية للمرة الاولى ليل الاثنين- الثلثاء غارات على معاقل لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا، كما أغارت مقاتلات أميركية على مواقع لجماعة "خرسان" التابعة لتنظيم "القاعدة" بدعوى أنها تعد لهجمات على مصالح أميركية وغربية أخرى، مما يشكل مرحلة جديدة من التعامل مع الجهاديين الذين يواجهون هجمات في العراق أيضاً.
 
في عملية تعتبر التدخل الاجنبي الاول منذ تفجر النزاع منذ أكثر من ثلاث سنوات في سوريا حيث يسيطر "داعش" على مناطق واسعة متاخمة للحدود العراقية - التركية في شمال البلاد وشرقها، أفادت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان الجيش الاميركي و"شركاء" شنوا للمرة الاولى غارات على مواقع لـ"الدولة الاسلامية" بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات من دون طيار، وأطلق 47 صاروخ "توماهوك" من سفن اميركية في البحر الاحمر ومنطقة الخليج. وأوضحت أن واشنطن تلقت دعماً في ضرباتها من حلفائها العرب، البحرين والاردن والسعودية وقطر والامارات، مضيفة ان "الضربات دمرت أو الحقت أضراراً باهداف عدة للدولة الاسلامية، بمن فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات امدادات وآليات عسكرية".

واستهدفت الغارات التنظيم في معقله في الرقة، الى جانب اهداف على الحدود بين سوريا والعراق في دير الزور في شرق سوريا والحسكة في شمال شرقها والبوكمال في شرقها حيث دمرت الاهداف او الحق بها الأذى.

قتلى وجرحى ونزوح
وأورد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان الائتلاف الدولي شن نحو 40 غارة على مواقع "الدولة الاسلامية" اسفرت عن مقتل 120 جهادياً على الاقل.
وقال ان بين القتلى اكثر من 70 عنصراً من "الدولة الاسلامية" قتلوا في شمال البلاد وشرقها، فيما قتل 50 عنصراً من "جبهة النصرة".
كذلك، قتل ثمانية مدنيين، بينهم ثلاثة اطفال خلال الغارات التي شنتها الولايات المتحدة في شمال شرق محافظة حلب" في شمال البلاد.
وأشار المرصد الى اصابة 300 عنصر من تنظيم "الدولة الاسلامية" بجروح بينهم أكثر من 100 جريح في حال حرجة وقد نقلوا الى العراق.
وروى شاهدان في مدينة الرقة أن مئات من سكان المدينة السورية فروا بعد القصف.

وقال شخص يدعى محمد لـ"رويترز" عبر الهاتف: "هناك نزوح جماعي من الرقة بينما نحن نتحدث. بدأ في الساعات الأولى من صباح اليوم (الثلثاء) بعد الغارات. الناس يفرون في اتجاه الريف".

وتحدث شهود عن اصابة مبان وقواعد عسكرية احتلها تنظيم "الدولة الاسلامية "في المحافظة، بينها اللواء الثالث والتسعين ومطار الطبقة العسكري الذي استولى عليه في آب الماضي، والمبنى الإداري الرئيسي في المدينة.

وقال أبو محمد: "في المدينة ذاتها الدمار غير واضح. تكاد لا تلاحظه. والشيء الوحيد الذي دمر في الهجوم كان المبنى الاداري لكنه لم يدمر بالكامل". وأفاد أن "الضربة كانت دقيقة جداً، حتى انها لم تصب سوى المبنى نفسه، ولم تلحق أضرارا بالمنازل المحيطة. أصابوا المبنى بأربعة صواريخ".

وقال سكان ان الكهرباء في المدينة قطعت، والمتاجر والاسواق أقفلت. وخلت الشوارع إلا من السكان الفارين الذين اكتظت بهم السيارات التي تنقل أمتعتهم.

ولجأ مقاتلون كثر الى مخابئ تحت الارض منذ أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما انه سيضرب مواقع "الدولة الاسلامية" في سوريا. وأخلى التنظيم المباني التي يستخدمها مكاتب ونقل اسر المقاتلين الى خارج المدينة.
 
"ضربات ناجحة جداً"
وأبلغ الناطق باسم "البنتاغون" جون كيربي الصحافيين أن "مؤشراتنا الاولية تدل على أن هذه الضربات كانت ناجحة جداً". وأكد أن الغارات لم تكن منسقة مع حكومة الرئيس بشار الاسد، وإن يكن لفت الى أنه "لم تحصل اية مقاومة أو تفاعل مع سلاح الجو السوري أو الدفاعات العسكرية السورية".

وقال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن أميركا وحلفاءها العرب حققوا هدفهم باظهارهم للمتطرفين أن هجماتهم لن تبقى بلا رد. ووصف الغارات بأنها تحالف لا سابق له مع دول عربية، معتبراً أن هذه الشركة تؤسس لحملة دولية أوسع على المتطرفين.
وقال للصحافيين على متن الطائرة التي أعادته الى واشنطن بعد رحلة استمرت أسبوعاً في أوروبا: "أردنا أن نتأكد من أن الدولة الاسلامية تعرف أنه ليس لديها ملاذ آمن، وبالتأكيد حققنا ذلك".
وحصل الرئيس باراك أوباما على دعم حزبي سريع من الكونغرس.

ووصف رئيس مجلس النواب جون بوينر الغارات بأنها "خطوة أولى في ما يجب أن يكون جهداً أوسع لتدمير داعش وإلحاق الهزيمة به".
وقال السناتور كارل ليفاين الديموقراطي الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان انخراط الشركاء العرب "اكتسب دلالات مهمة".

وفي ما بدا محاولة لاظهار حكومته في الجانب المؤيد للغارات، قال الرئيس السوري بشار الاسد إنه يدعم أي جهد دولي ضد الارهاب، خلال لقاء مع مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
ورحب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" بالغارات، قائلا إنها ستساعد في معركته ضد الأسد.

وأيد حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا الغارات، مبدياً رغبته في تنسيق جهود التصدي للتنظيم. ولفت زعيم الحزب صالح مسلم الى أن مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا لا تزال تواجه تهديد "الدولة الإسلامية".
 
"خراسان"
وبعد ساعات من اعلان "البنتاغون" شن هجمات على أهداف عدة لـ "داعش"، أفادت القيادة المركزية الاميركية أن مقاتلات أميركية شنت ثماني غارات في حلب "لاحباط الهجوم الوشيك على الولايات المتحدة ومصالح غربية الذي كانت تخطط له" جماعة "خراسان" التابعة لتنظيم "القاعدة".
وانضمت عناصر "خراسان" الى تنظيم "جبهة النصرة"، استنادا الى المرصد الذي احصى سقوط 50 مقاتلاً من التنظيم خلال الغارات.

وكشف ديمبسي أن توقيت الغارات مرتبط بمخاوف من أن تدفع الغارات في شرق سوريا المقاتلين القدامى في "القاعدة" الى التفرق. وقال ان الاهداف شملت معسكرات تدريب ومنشآت انتاج ذخائر ومتفجرات ومبنى للاتصالات ومنشآت للقيادة والمراقبة.

ونسبت "رويترز" الى مسؤولين أميركيين أن بعض الغارات هدفه إحباط مخطط في مراحله الاخيرة لمقاتلي "القاعدة" لشن هجمات على الولايات المتحدة أو أوروبا.

وبدأت الغارات على مواقع "داعش" في سوريا الساعة 8:30 مساء الاثنين بتوقيت شرق الولايات المتحدة . وأوضحت القيادة المركزية أن أميركا أطلقت 47 صاروخ "توماهوك" من البارجتين "يو أس أس أرليغ بورك" و"يو أس أس فيليبين سي" العاملتين في المياه الدولية في البحر الاحمر وشمال الخليج. وشاركت في القصف أيضاً مقاتلات وطائرات من دون طيار وقاذفات تابعة لأسلحة الجو والبحرية والمشاة.
 
واشنطن تنفي
وأعلنت وزارة الخارجية السورية ان واشنطن ابلغت المندوب السوري لدى الامم المتحدة الاثنين أن "غارات ستشن على تنظيم داعش الارهابي في الرقة".
لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي صرحت بان واشنطن لم تبلغ النظام السوري سلفاً شن الغارات الجوية. وقالت: "لم نطلب اذنا من النظام. ولم ننسق تحركاتنا مع الحكومة السورية. ولم نقدم تبليغا مسبقا للسوريين على مستوى عسكري، ولم نعط اي مؤشر لتوقيتنا لضرب اهداف محددة". واضافت ان "وزير الخارجية (جون) كيري لم يبعث برسالة الى النظام السوري". الا انها اقرت بانه عقب خطاب الرئيس اوباما في وقت سابق من هذا الشهر والذي حدد فيه خطته لاستهداف "الدولة الاسلامية "في العراق وسوريا، ابلغت واشنطن مندوب سوريا لدى الامم المتحدة نية واشنطن استهداف الجهاديين.

وأكدت السعودية والبحرين والامارات مشاركتها في الغارات.
وفي اسطنبول، نقلت شبكة "أن تي في" التركية عن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه يمكن بلاده تقديم دعم عسكري أو في مجال الامداد والتموين للحملة الجوية التي تقودها أميركا على متشددي "الدولة الإسلامية "في سوريا.


الأردن يشارك في ضرب "داعش" جواً بعد استمرار التنظيم في محاولة اختراق الحدود

عمان - عمر عساف
أعلنت الحكومة الأردنية بدء مشاركته في الحرب العالمية على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ، بقصف سلاح الجو الملكي أهدافا منتخبة للتنظيم وتدميرها فجر امس.
وصرح وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني لوسائل الإعلام المحلية بأن بلاده "بدأت بتوجيه ضربات جوية الى معاقل تنظيم داعش الإرهابي"، من غير ان يحدد ما إذا كانت الضربات في الأراضي العراقية ام السورية وإن تكن وزارة الدفاع الأميركية قالت انها ودولا عربية وجهت ضربات الى التنظيم في سوريا.

وأكد المومني أن هدف الغارات الجوية "القضاء على الإرهاب في عقر داره بعد استمراره في محاولة خرق حدود المملكة وعدم قدرة الدول المجاورة على وقف محاولات هذه التنظيمات خرق الحدود".

وسبق توجيه الغارات الجوية تصريح الملك عبدالله الثاني بن الحسين بأن الاستجابة لخطر "داعش"، "يجب أن تكون سريعة". وقال العاهل الأردني، الذي يزور واشنطن حاليا، في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه شبكة "سي بي أس" الأميركية للتلفزيون الإثنين، إن المشكلة مع التنظيم المتطرف "أنه عابر للحدود، فهو موجود في سوريا والعراق ... وهذا ما جعل المسألة صعبة بعض الشيء، وذلك من باب إيجاد حل للجزء العراقي من المشكلة، والجزء السوري كذلك". وقال: "لا أعتقد أن هناك من يتوقع إرسال قوات أجنبية على الأرض ... حيث إن مواجهة التطرف والإرهاب في العراق يجب أن تكون من العراقيين، وفي سوريا من المعارضة السورية المعتدلة".

وجاء تصريح الناطق باسم الحكومة لاحقا لبيان عسكري أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية على لسان مصدر مسؤول في هذا الشأن. وقال البيان انه "في الساعات الاولى من فجر اليوم الثلثاء قامت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني بتدمير عدد من الاهداف المنتخبة والتي تعود لبعض الجماعات الارهابية التي دأبت على ارسال بعض عناصرها الارهابية لتنفيذ اعمال تخريبية داخل المملكة، وعادت جميع الطائرات الى قواعدها سالمة".


إيران وروسيا تنتقدان الغارات الأميركية: انتهاك للسيادة السورية والقانون الدولي

وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الغارات الأميركية في إطار الائتلاف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" والتي استهدفت سوريا أمس، بأنها غير قانونية لأنه لم يتم التنسيق في شأنها مع السلطات السورية ولا الحصول على موافقتها. وشدد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش على وجوب الحصول على "موافقة واضحة من الحكومة السورية أو موافقة من مجلس الأمن".

وكان روحاني يتحدث في نيويورك على هامش مشاركته في قمة المناخ. وشدد على إدانة بلاده لـ"الدولة الإسلامية" لانتهاكها حقوق الإنسان وانتهاجها التعذيب، وعلى استعداد ايران لمكافحة الإرهاب.

ولاحظ أن السياسة الأميركية "مربكة وغامضة" لأنها تعارض المتشددين وتسعى إلى إضعاف النظام السوري في الوقت نفسه.

وفي طهران، رأى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان أن "المغامرات الهوليوودية لا تؤدي إلي مكافحة الإرهاب، وإيران تتابع بدقة أبعاد القصف الجوي الأميركي لبعض المواقع في سوريا". وأضاف أن العمليات العسكرية الأميركية تعد انتهاكاً لسيادة سوريا والقانون الدولي، وطهران تعتبر أي عمل عسكري على الأرض السورية من دون طلب من الحكومة السورية ورعاية القوانين الدولية مرفوضاً، لأن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تشكل أساساً لانتهاك السيادة الوطنية للدول. وأكد وجوب احترام القوانين الدولية وحقوق الشعوب في مواجهة الإرهاب.
 
روسيا
وفي موسكو اعتبر الكسندر لوكاشيفيتش إنه من الضروري الاتفاق مع دمشق على أي ضربات جوية، وإلا أحدث ذلك توتراً في المنطقة. وقال: "أي تحرك من هذا القبيل لا يمكن ان ينفذ إلا بما يتفق والقانون الدولي. وهذا يعني لا مجرد إخطار رسمي شكلي من جانب واحد بالغارات الجوية فحسب، بل وجود موافقة واضحة من الحكومة السورية أو موافقة قرار من مجلس الأمن في هذا المعنى". غير أن "محاولات تحقيق أهداف جيوسياسية خاصة بانتهاك سيادة دول المنطقة لن تؤدي إلا الى تصعيد التوتر وزيادة عدم الاستقرار".

وندّد زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف بـ"الممارسات الإجرامية" في سوريا، في إشارة إلى الغارات الأميركية. وقال أن "نشأة تنظيم التطرف والإرهاب في العراق وأراضي الدول المجاورة ناجمة عن السياسة الأميركية الإجرامية التي خربت العراق ودمرت ليبيا".




 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة