الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٦, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
مقاتلات الائتلاف الدولي تستهدف نفط "داعش" في سوريا
القوّات الكردية تصدّ هجوماً على كوباني والنظام يستعيد عدرا العمالية
وسع الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مدى غاراته الجوية أمس مستهدفا المنشآت النفطية الخاضعة لسيطرة "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا، بينما شنت مقاتلات فرنسية غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في العراق بعد قتل الرهينة الفرنسية ايرفيه غورديل الذي كان محتجزا لدى مجموعة "جند الخلافة" الجزائرية المتطرفة، ولم تستبعد الانضمام الى الغارات على الجهاديين في سوريا.
 
وللمرة الاولى منذ بدء الغارات في سوريا استهدفت طائرات اميركية وسعودية واماراتية منشآت نفطية تشكل ابرز مصادر تمويل التنظيم.
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" الكولونيل البحري جون كيربي للصحافيين بأن 10 مقاتلات من السعودية والامارات اغارت مساء الاربعاء في رفقة ست مقاتلات اميركية على مصافي النفط الخاضعة لسيطرة "الدولة الاسلامية"، موضحا ان 80 في المئة من القصف تولته المقاتلات السعودية والاماراتية.

واكد السفير الاماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة ما تناقلته وسائل الاتصال الاجتماعي من ان الرائدة في سلاح الجو الاماراتي مريم المنصوري شاركت في الغارات التي شنتها مقاتلات اماراتية في وقت سابق من هذا الاسبوع على مواقع الجهاديين في سوريا. وتعد المنصوري المرأة الاولى تنضم الى سلاح الجو في دولة الامارات العربية المتحدة.

وعلى رغم الغارات الجوية للائتلاف، لا يزال مقاتلو "داعش" يحاصرون مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود السورية – التركية في مسعى للسيطرة عليها بعد سيطرته على اكثر من 60 بلدة في هذه المنطقة من شمال سوريا.

وأعلن "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل "141 مقاتلا منذ بدء ضربات التحالف الدولي" للجهاديين في سوريا، مشيرا الى ان هؤلاء هم "84 على الاقل من تنظيم الدولة الاسلامية، و57 من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة". واضاف ان 12 فقط من القتلى هم من السوريين، في حين ان 129 هم من الاجانب "وخصوصاً من الاوروبيين والعرب والشيشانيين والاتراك". كما ادت الغارات الجوية والقصف بصواريخ موجهة، الى مقتل 13 مدنيا على الاقل.

وأفادت معلومات الاستخبارات الاميركية ان أكثر من 15 الف مقاتل اجنبي أتوا من أكثر من 80 بلدا للانضمام الى الجهاديين في العراق وسوريا في السنوات الاخيرة. وكشف مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي جيمس كومي ان بعض المقاتلين الاجانب الاميركيين الذين عادوا من سوريا اعتقلوا او وضعوا تحت المراقبة. كذلك كشف ان الولايات المتحدة حددت هوية الجلاد الملثم الذي ظهر في شريطي فيديو بثهما تنظيم "داعش" وهو يقطع رأسي الرهينتين الاميركيتين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، قائلاً: "لقد حددنا هويته"، وذلك ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي عن هوية قاتل الصحافيين الاميركيين.

وكان التنظيم المتطرف اثار موجة استنكار عالمية اثر تصويره وبثه عمليتي اعدام الصحافيين الاميركيين اللذين خطفا اثناء عملهما مراسلين مستقلين في سوريا واعدما بقطع الرأس على يد مسلح ملثم يتكلم الانكليزية بلكنة بريطانية.

من جهة أخرى، صرحت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كيتلين هيدن بان البيت الابيض لا علم له بمؤامرة محددة من متشددي "داعش" لمهاجمة شبكات مترو فرنسية واميركية تحدث عنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت سابق.
وقالت: "رأينا التقارير عن تصريحات رئيس الوزراء العبادي... لم نؤكد مثل هذه المؤامرة وسيكون علينا مراجعة اي معلومات من شركائنا العراقيين قبل اصدار احكام أخرى".

وكان العبادي قال إن العراق تلقى معلومات استخبارية "ذات صدقية" عن ان متشددي "الدولة الاسلامية" يخططون لشن هجمات على شبكات المترو في باريس والولايات المتحدة. واضاف أن المعلومات التي تلقاها جاءت من متشددين اعتقلوا في العراق. وذكر انه طلب مزيدا من التفاصيل وخلص الى ان المعلومات ذات صدقية.

وأبلغ مجموعة من الصحافيين الاميركيين: "اليوم، بينما انا هنا، اتلقى تقارير دقيقة من بغداد حيث اعتقلت بضعة عناصر وهناك شبكات تخطط من داخل العراق لتنفيذ هجمات".
ويزور العبادي نيويورك لحضور دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

أما السلطات الفرنسية، فقررت تعزيز التدابير الامنية في "الاماكن العامة ووسائل النقل" في فرنسا. كما قررت باريس التي تخوض حرباً على "داعش" توسيع نطاق تحذيرها للفرنسيين الذي اطلقته في بداية الاسبوع "لتوخي اقصى درجات اليقظة" من نحو 30 الى 40 دولة.

وفي لندن، أقر مجلس الوزراء البريطاني مشروعا سيعرض على مجلس العموم للتصويت عليه للسماح لسلاح الجو الملكي بشن غارات على "داعش" في العراق.

قصف منشئات نفطية
وسّعت القوات الاميركية وحليفتها العربية نطاق غاراتها على "الدولة الاسلامية" في سوريا، واستهدفت مصافي نفطية عدة تشكل ابرز مصادر عائدات مالية للتنظيم. وللمرة الاولى منذ بدء الغارات في سوريا الثلثاء، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان الولايات المتحدة والسعودية والامارات العربية المتحدة قصفت مساء الاربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية "، موضحة أن عشر مقاتلات عربية من أصل 16 شاركت في هذه الغارات.

وهدف هذه الغارات قطع المصدر الرئيسي لتمويل الجهاديين الذين يبيعون النفط المهرب عبر وسطاء في تركيا والعراق وايران والاردن.
وقالت القيادة المركزية الاميركية في بيان ان هذه المصافي تنتج ما بين 300 و500 برميل يومياً وتدر نحو مليوني دولار يومياً على الجهاديين.

وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركي "البنتاغون" جون كيربي لشبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون بأن الغارات شملت 13 هدفاً، بينها 12 مصفاة في شرق سوريا، فيما كان الهدف الثالث عشر آلية قرب دير الزور. وأوضح ان هذه المنشآت الصغيرة "اصيبت بصواريخ اطلقها طيران الائتلاف. والواقع ان عدد طائرات الائتلاف في هذه العملية كان اكبر من عدد الطائرات الاميركية".

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن ما لا يقل عن 14 جهادياً وخمسة مدنيين قتلوا في الغارات على محافظة دير الزور في شرق سوريا، بينما قتل خمسة مدنيين، بينهم طفل في غارات على مدينة الحسكة شمال شرقها.

الا أن الناطق باسم "البنتاغون" رد بأنه يبحث في ادعاءات عن مقتل مدنيين، إنه لا يملك تقارير "موثوقاً بها" عن حصول هذا الامر.

الى ذلك، رأى كيربي في مؤتمر صحافي أنه من السابق لأوانه القول إن الائتلاف "ينتصر" على "الدولة الاسلامية"، قائلاً: "سؤالكم هو... كيف تعرفون انكم تنتصرون؟ وما اقوله لكم هو اننا سنستغرق بعض الوقت لنكون قادرين على ان نقول ذلك... حتى بعد الغارات التي تعرضوا لها... لا يزال لديهم تمويل في متناولهم. لا يزال لديهم كثير من المتطوعين... كثير من الاسلحة والمركبات والقدرة على التحرك".

وتحدث المرصد عن مقتل اكثر من 150 جهادياً، غالبيتهم من الاجانب، في الغارات التي بدأها الائتلاف فجر الثلثاء. وقتل أيضاً 13 مدنيا على الاقل.

وقال مدير المرصد : "قتل 141 مقاتلاً منذ بدء ضربات الائتلاف الدولي" للجهاديين في سوريا، مشيرا الى ان هؤلاء هم "84 على الاقل من تنظيم الدولة الاسلامية، و57 من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة". واوضح ان 12 فقط من القتلى سوريون، والآخرون من الاجانب "وخصوصاً من الاوروبيين والعرب والشيشانيين والاتراك".

كوباني
في غضون ذلك، صدت القوات الكردية في شمال سوريا تقدم مقاتلي "داعش" نحو مدينة كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب، الاستراتيجية على الحدود التركية، وطالبت قوات الائتلاف باستهداف دبابات التنظيم وأسلحته الثقيلة.

وكان مقاتلو "الدولة الإسلامية" شنوا هجوماً جديداً لمحاولة الاستيلاء على كوباني قبل أكثر من أسبوع، بعد قتال استمر أشهراً ومحاصرتها من ثلاث جهات، الامر الذي أدى الى فرار أكثر من 140 ألف كردي من المدينة والقرى المحيطة بها وعبروا الحدود إلى تركيا.

وروى شاهد من "رويترز" أن مقاتلي الجانبين، الأكراد و"داعش"، تبادلوا القصف بالمدافع والمدافع الرشاشة في قرى عدة على مسافة 15 كيلومتراً غرب كوباني، حيث بدا أن الخطوط الأمامية لم تتغير كثيراً عنها قبل أيام.

الى ذلك، قال مسؤولان كرديان إن التنظيم ركز مقاتليه جنوب كوباني في ساعة متقدمة الاربعاء، وتقدم نحو المدينة، لكن وحدات حماية الشعب الكردية صدت الهجوم.
وصرح وكيل وزارة الخارجية في إقليم كوباني ادريس ناسان بأن وحدات حماية الشعب صدت الهجوم وأبعدت القوات المهاجمة مسافة تراوح بين عشرة و15 كيلومترا.

وأكد لاجئون من الأكراد السوريين الذين يتابعون القتال من تل على الجانب التركي من الحدود إن مقاتلي "الدولة الاسلامية" لم يتمكنوا من التقدم من المواقع التي استولوا عليها في بساتين الزيتون غرب كوباني.
وسيرت القوات التركية دوريات على الجانب التركي من الحدود.

وجددت وحدات حماية الشعب مطالبتها قوات الائتلاف بشن غارات على مواقع التنظيم حول كوباني. وقال الناطق باسم هذه الوحدات ريدور خليل إنه "على رغم أن كل مواقع الدولة الاسلامية وأسلحتها الثقيلة، بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة حول كوباني واضحة وعلى مرأى من الجميع على الخط الأمامي، فمن الجدير بالذكر أن هذه الاهداف لم تقصف حتى الآن... نحن على أقصى درجات الاستعداد للتعاون مع قوات الائتلاف الدولي ضد الارهاب وتقديم تعليمات تفصيلية لها عن الأهداف الرئيسية".

وقال المسؤول الكردي أوجلان ايسو إن وحدات حماية الشعب أوقفت تقدم التنظيم جنوب كوباني "وعثرنا على 12 جثة لمقاتلي الدولة الاسلامية"، فيما لا يزال مقاتلو التنظيم في شرق المدينة وغربها، مع استمرار القتال في الجنوب.
وأشار المسؤولان الى أنهما سمعا أزيز طائرات حربية تحلق فوق كوباني مساء الاربعاء للمرة الاولى، ولكن لم تعرف أهدافها على الفور.
 
عدرا العمالية
على جبهة أخرى، استعادت القوات النظامية السورية السيطرة على بلدة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، والتي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ كانون الاول 2013.
وقال مصدر أمني سوري: "منذ صباح اليوم (الخميس)، استعاد الجيش العربي السوري السيطرة على بلدة عدرا العمالية، واعاد الامن والاستقرار اليها".

وتقع البلدة على مسافة نحو 30 كيلومتراً شمال شرق دمشق، وتعد جزءاً من مدينة عدرا التي تتألف من عدرا العمالية وعدرا الصناعية وعدرا البلد. ويسيطر نظام الرئيس بشار الاسد على المنطقة الصناعية، بينما يسيطر المقاتلون على عدرا البلد.

وتعد المنطقة الصناعية في عدرا الاكبر في سوريا. كما تسيطر القوات النظامية على الجزء المطل على الطريق الدولية بين دمشق وحمص.
وقال المرصد إن القوات النظامية أحرزت تقدماً كبيراً في عدرا العمالية، الا ان بعض الاشتباكات لا يزال يدور على اطرافها.

كما قال إن القوات الجوية السورية ألقت براميل متفجرة على الريف شمال مدينة حمص. وأضاف أن طائرات الهليكوبتر السورية استخدمت البراميل المتفجرة شمال قرية خارج مدينة حماه، وأن الطائرات الحربية قصفت مناطق في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة