الخميس ١٨ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٨, ٢٠١٤
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
غارات التحالف تقترب من قوات النظام السوري
واشنطن - جويس كرم 
لندن، نيويورك، دمشق - «الحياة»، أ ف ب، أ ب - وسّع التحالف الدولي - العربي بقيادة الولايات المتحدة نطاق غاراته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية لتقترب من مواقع القوات النظامية في وسط البلاد.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمة تم توزيعها في الأمم المتحدة امس، إن «اي امكانية للحل السياسي ينبغي ألا يكون لبشار الأسد الفاقد للشرعية اي دور سياسي فيه بأي شكل من الأشكال». وأضاف ان «بيان جنيف الأول» للعام 2012 يوفر أفق الحل المؤدي الى انتقال سلمي للسلطة بما يحافظ على مؤسسات الدولة ويحفظ لسورية استقلالها وسيادتها ووحدتها الوطنية والاقليمية، و «من البديهي الا تتوافر امكانية مثل هذا الحل مع وجود القوات الاجنبية على الأراضي السورية ممثلة بالحرس الثوري الإيراني وقوات «حزب الله» وانعدام توازن القوى على الأرض».

وقال الأمير سعود الفيصل ان استراتيجية النظام السوري كانت تدفع الى المشهد الذي نراه اليوم، اذ انه في وقت وقف المجتمع الدولي متردداً ومنقسماً «عمد النظام السوري الى عسكرة الثورة وقمع التظاهرات السلمية بوحشية وممارسة سياسات الحصار والتجويع والقتل، بهدف دفع الثورة الى حاضنة الجماعات الإرهابية وتبرير سلوكه الهجمي كحرب على الإرهاب».

وأشار الى ان السعودية «كانت ولا تزال داعمة للمعارضة المعتدلة ومحاربة الجماعات الإرهابية على الأراضي السورية، لكن معركتنا على الإرهاب يجب ان تشمل القضاء على الظروف المؤدية اليه. ان الشواهد كلها تدل الى ان النظام السوري الراعي الأول للإرهاب».

وكان التحالف الدولي - العربي وسّع امس نطاق ضرباته الجوية في سورية، بعدما أرسلت ثلاث دول أوروبية مقاتلات للمشاركة في الضربات ضد تنظيم «داعش» في العراق. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان قوات التحالف شنت سلسلة جديدة من الغارات ضد اهداف «داعش» في سورية والعراق. وقالت القيادة الأميركية الوسطى ان الهجمات اصابت سبعة أهداف في سورية بينها مبنى تابع للتنظيم المتطرف وعربتان عسكريتان عند معبر حدودي في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية المحاصرة. ورد التنظيم باستهداف مناطق في الأحياء الشرقية في مدينة عين العرب. كما قصفت قوات تركية اطراف المدينة بعد سقوط قذائف في الأراضي التركية وسط استمرار وصول مقاتلين اكراد للقتال ضد «داعش».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان 40 من «وحدات حماية الشعب الكردي» قتلوا خلال الاشتباكات المستمرة منذ نحو 5 أيام، مع عناصر «داعش» في مدينة راس العين (سري كانييه) الكردية، شرق البلاد، حيث قصف التحالف مدينة الرقة التي يتخذها التنظيم المتشدد مقراً لـ «الخلافة» التي اعلنت في حزيران (يونيو) الماضي في العراق وسورية. وقال «المرصد» انه سمعت أصوات «31 انفجاراً على الأقل في مدينة الرقة ومحيطها».

كما وجّه التحالف للمرة الأولى ضربات جوية على مواقع للتنظيم في محافظة حمص في وسط سورية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن «طائرات تابعة للتحالف قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية» قرب خط الجبهة حيث تنتشر القوات النظامية السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد.

الى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي أن الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد «داعش» لا تساهم في بقاء الأسد في الحكم. وقال كيري في مقال لصحيفة «بوسطن غلوب»: «في هذه الحملة لا يتعلق الأمر بمساعدة الأسد. نحن لسنا في الجانب ذاته الذي يقف فيه الأسد. فهو في الواقع العامل الذي اجتذب مقاتلين اجانب من عشرات البلدان الى سورية» قدموا للقتال مع «الدولة الإسلامية». وكرر كيري ان «الأسد فقد منذ وقت طويل كل شرعية» للبقاء في الحكم.

وأكد ديبلوماسيون اميركيون هذا الأسبوع أن إدارتهم اختارت «طريقاً بديلاً» بين التنظيم المتطرف والنظام السوري من خلال قرارها تدريب وتسليح معارضين سوريين معتدلين يقاتلون الطرفين. وقال كيري ان هذه الجهود «ستساعد في ايجاد الشروط التي يمكن ان تؤدي الى تسوية تفاوضية تنهي النزاع».

وقال مسؤول أميركي لـ «الحياة» إن المبعوث الأميركي جون آلن سيتوجه من نيويورك الى الشرق الأوسط، في جولة هي الأولى له منذ تعيينه في المنصب منذ أسبوعين حيث يبحث في دول الخليج والعراق في التحالف العسكري وتوزيع المهمات الى جانب تدريب المعارضة السورية، بحيث يتوقع بحث تجهيز المعارضة وأن تكون له محطتان في العراق وتركيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن القوات التركية قد تساهم في إنشاء «منطقة آمنة» شمال سورية في حالة إبرام اتفاق دولي على اقامة ملاذ للاجئين الذين يفرون من مقاتلي «داعش». وقال أردوغان في مقابلة مع صحيفة «حريت» في طريق عودته من نيويورك: «عند توزيع الأعباء ستضطلع كل دولة بدور معين وستنفذ تركيا الدور المناط بها مهما كان. ان العمليات الجوية وحدها لن تكفي ولا يمكن القضاء على مثل هذه المنظمة الإرهابية بالغارات الجوية فقط. القوات البرية تلعب دوراً تكميلياً». وكان مسؤولون أميركيون قالوا ان واشنطن تدرس طلباً تركياً لإقامة منطقة حظر جوّي في شمال سورية.

التحالف يركز على سورية... والغارات تمتد إلى حمص

وسّع التحالف الدولي - العربي بقيادة الولايات المتحدة غاراته الجوية امس نطاق غاراته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية في اطار موجة غارات «شبه متواصلة» ضد الجهاديين. وتفرغت المقاتلات الأميركية لسورية بعد توسيع التحالف في العراق.

واستهدفت الضربات مقاتلي التنظيم المتطرف في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية التي فر منها نحو 160 ألف شخص بسبب تقدم مقاتلي «داعش» فيها. كما وجّه التحالف للمرة الأولى ضربات جوية على مواقع للتنظيم في محافظة حمص في وسط سورية.

ويأتي توسيع واشطن وحلفاؤها العرب لهذه الضربات بعد ان أرسلت ثلاث دول أوروبية مقاتلات للمشاركة في الضربات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، ما يتيح للطائرات الأميركية التفرغ لحملتها في سورية.

ووافقت كل من بريطانيا والدنمارك وبلجيكا على الانضمام الى فرنسا وهولندا في شن غارات جوية ضد «داعش» في العراق، ما يترك لواشنطن فرصة التركيز على العملية الأكثر تعقيداً في سورية التي أقام فيها التنظيم مقار له.

وهذه المرة الثانية التي يشن فيها التحالف غارات جوية على عين العرب منذ بدء تقدم تنظيم «داعش» فيها. وقالت وسائل الإعلام الرسمية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن التحالف شنّ غارات على مشارف المدينة ليل الثلثاء - الأربعاء.

وقال «المرصد»: «تعرضت تمركزات تنظيم «الدولة الإسلامية» في قرية سي طلب في جنوب شرقي مدينة عين العرب لقصف من طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي - الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى تضمّ مقاتلين من جنسيات غير سورية، ومعلومات عن خسائر بشرية في منطقة القصف».

في المقابل، سقطت قذائف أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق في الأحياء الشرقية في مدينة عين العرب «ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، وأنباء عن شهيد».

وهذه المرة الأولى التي تسقط فيها القذائف على مدينة عين العرب منذ بداية الهجوم الذي نفذه «داعش» على ريف المدينة في 16 من الشهر الجاري.

وصرح المسؤول الكردي البارز نواف خليل إلى وكالة «فرانس برس» ان الضربات الأخيرة أصابت بلدة علي شار التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية شرق عين العرب ودمّرت العديد من دبابات التنظيم. وقال: «نحن نرحب بكل تأكيد بالتحالف الدولي في القتال ضد الدولة الإسلامية».

وجاءت هذه الضربات بعد يوم من عبور مئات المقاتلين الأكراد الحدود التركية لتعزيز صفوف المدافعين من ميليشيا عين العرب الكردية، حيث اخترقوا سياجاً حدودياً تحت أعين القوات الأمنية التركية التي يبدو انها غضت النظر عن دخولهم.

كما قصف التحالف مدينة الرقة في شمال شرقي البلاد، التي يتخذها التنظيم المتشدد مقراً لـ «الخلافة» التي اعلنت في حزيران (يونيو) الماضي في العراق وسورية.

وقال «المرصد» انه سمعت أصوات «31 انفجاراً على الأقل في مدينة الرقة ومحيطها».

وفي وسط البلاد، صرّح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان «طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (...) قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة في شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية» بعيداً من خط الجبهة حيث تنتشر القوات النظامية السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد.

وأفاد «المرصد» بأن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنت غارات جديدة مساء الخميس وأمس على منشآت نفطية في محافظة دير الزور في شرق سورية قرب الحدود مع العراق. كما استهدفت غارات الجمعة مقراً لعمليات «داعش» في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشآت نفطية بالإضافة الى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة.

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تنفيذ ضربات في سورية دمرت دبابات للمتطرفين في دير الزور وضربات في العراق في محافظة كركوك وإلى الغرب من بغداد.

وأسفرت الضربات الجوية التي بدأت في سوريا الثلثاء عن مقتل 141 مسلحاً بينهم 129 اجنبياً وفقاً لـ «المرصد» الذي لم يكن بوسعه تأكيد ما إذا أوقعت ضربات اليوم قتلى في صفوف الجهاديين. وبين الأجانب 84 ينتمون الى «داعش».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة