الجمعه ٣ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ١٣, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
"داعش" يدفع بتعزيزات جديدة إلى كوباني وواشنطن لم تطلب من تركيا تدخّلاً برّياً
ارسل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) تعزيزات الى مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة تحولت معها المدينة الصغيرة رمزاً لمقاتلة هذا التنظيم الجهادي المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق.

وفيما يستميت المقاتلون الاكراد في دفاعهم عن مدينتهم وقد شنوا هجمات عدة وعلى اكثر من جبهة، صرّح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن واشنطن قلقة جداً مما وصفه بـ"المأساة" في كوباني، لكن القرارات المتعلقة بها لا تحدد الاستراتيجية ضد "الدولة الاسلامية". وأضاف كيري الذي كان يتحدث في مؤتمر بالقاهرة لإعادة إعمار غزة، أن تجميع صفوف الائتلاف الدولي تماماً لمواجهة المتشددين سيستغرق بعض الوقت. ورأى ان التركيز يجب أن يكون أولا على العراق، بينما يجري إضعاف التنظيم المتطرف في سوريا.

وتحض الولايات المتحدة تركيا على الاضطلاع بدور أكبر في الائتلاف ضد الجهاديين. وأفاد مسؤول اميركي بارز السبت ان أنقرة وافقت على تدريب المعارضة السورية المعتدلة على أراضيها، وأنها ستسمح للولايات المتحدة وقوات الائتلاف باستخدام قاعدة انجيرليك التركية في العمليات ضد المتشددين في سوريا والعراق.
واتصل وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل بنظيره التركي عصمت يلماظ وشكر له استعداد انقرة في المساعدة في القتال ضد "الدولة الاسلامية".

وفي وقت سابق، قالت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي سوزان رايس في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" الاميركية للتلفزيون إن الولايات المتحدة لم تطلب من "الاتراك ارسال قوات برية الى سوريا". وأوضحت ان المسؤولين الاميركيين "مستمرون في التحدث مع الاتراك عن وسائل أخرى يمكنهم ان يضطلعوا فيها بدور مهم. لقد سبق ان قاموا بدور اساسي في محاولة منع تدفق المقاتلين الاجانب" وفي الحؤول دون تصدير المتشددين النفط عبر تركيا و"هكذا فإن لدى تركيا وسائل كثيرة يمكن ان تساهم بها".

وتضغط تركيا وحلفاء آخرون للولايات المتحدة على واشنطن لاقامة منطقة حظر طيران داخل سوريا ويسعون الى اقامة منطقة عازلة في الجانب السوري من الحدود مع تركيا. وأكد هيغل أن أميركا منفتحة على مناقشة اقامة منطقة آمنة، لكن انشاءها "لا يدرس بنشاط".
 
الموقف التركي
وفي اسطنبول، صرّح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع صحيفة "صباح" الموالية للحكومة: "نحن في حاجة الان الى قوة امن تحمي الشعب السوري من تنظيم الدولة الاسلامية ومن النظام". ورأى أن "الحل يكمن في قوة ثالثة غير النظام وتنظيم الدولة الاسلامية، تمثل الشعب السوري وتكون مكونة من سوريين وليس من مقاتلين اجانب". وأضاف أن "هذه القوة الثالثة يجب ان تمثل الاطراف كافة في سوريا، والائتلاف الوطني السوري والمعارضة تتوافر فيهما هذه الشروط". ثم إن "قوة اخرى ستسيطر على الارض بفضل الحماية الجوية التي ستقدم لها، هذه القوة ستكون المعارضة المعتدلة".

وكشف مسؤول حكومي تركي ان انقرة ستدرب أربعة آلاف مقاتل من المعارضة السورية المعتدلة وان الاستخبارات التركية ستتولى التحقق من هؤلاء.

وحذّر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في خطاب القاه في بايبورت بشمال شرق البلاد، ان الحكومة التركية ستعمد الى تشديد قوانينها لقمع اعمال العنف خلال التظاهرات وذلك بعد الاضطرابات التي هزت البلاد هذا الاسبوع في اشارة الى التظاهرات التي نظمها الاكراد في عدد من المدن التركية تضامناً مع اكراد سوريا المحاصرين في كوباني.
وقال ان "جمهورية تركيا لن تكون دولة اذا لم تكن قادرة على ضبط بعض قطاع الطرق. انهم يحرقون لكنهم سيدفعون الثمن، سنبذل المزيد".

ومساء السبت اعرب اردوغان عن الامل في مدينة ريزي المجاورة في ان يعكف البرلمان على دراسة مشروع قانون جديد اعتبارا من الاسبوع المقبل "لتطهير الشوارع من هؤلاء المخربين".
وهزت تركيا هذا الاسبوع تظاهرات عنيفة موالية للاكراد لا سيما في جنوبها الشرقي حيث اغلبية السكان من الاكراد. واسفرت تلك الاضطرابات عن سقوط 31 قتيلا واكثر من 350 جريحا وفق حصيلة اعلنها الجمعة وزير الداخلية التركية افكان علاء.

وامس، افادت وسائل الاعلام التركية ان من حينها توفي على الاقل ثلاثة مصابين متأثرين بجروحهم لترتفع الحصيلة الى 34 قتيلا على الاقل.
غير ان الهدوء عاد الجمعة في حين نظمت بعض التظاهرات ليل السبت - الاحد لا سيما في مدينة سيلوبي جنوب شرق البلاد حيث جرح ثلاثة شرطيين.

موسكو
وفي موسكو نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف على هامش مشاركته
في مؤتمر إعادة إعمار غزة بالقاهرة، إن نجاح حملة الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة ضد "داعش" يتوقف على استعدادها للتعاون مع الحكومة السورية.
وأكد ضرورة معالجة قضايا الإرهاب "بشكل جماعي وعلى أساس مبادئ واضحة".

تفاصيل
دفع تنظيم "الدولة الاسلامية" تعزيزات الى مدينة كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب السورية، حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة تحولت معها المدينة الصغيرة رمزاً لمقاتلة هذا التنظيم الجهادي المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، فيما وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن انشاء ممر للأسلحة والمقاتلين المتطوعين من تركيا الى كوباني بأنه أمر غير واقعي.
 
على رغم سقوط مربعهم الامني في شمال عين العرب الجمعة الماضي، نجح المقاتلون الاكراد الاقل تسليحاً من عناصر "الدولة الاسلامية" في صد اكثر من هجوم وعلى أكثر من جبهة، وقت شن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جديدة على مواقع التنظيم المتشدد في محيط المدينة وداخلها.

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن تنظيم "الدولة الاسلامية" يجلب "مقاتلين من الرقة وحلب"، معقلي التنظيم الرئيسيين في شمال سوريا، وان قيادته لجأت كذلك "الى ارسال أشخاص غير ملمين كثيراً بالامور القتالية". وأضاف ان التنظيم المتطرف "وضع كل ثقله في المعركة" التي يخوضها منذ نحو شهر ويحاول خلالها السيطرة على هذه المدينة التي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة، ذلك انها "معركة حاسمة بالنسبة اليه، اذ ان خسارته لها ستزعزع صورته أمام الجهاديين". وأوضح ان التنظيم الجهادي الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق المجاور "لم يتقدم كثيراً منذ سيطر الجمعة على المربع الامني للمقاتلين الاكراد" الذين تقودهم "وحدات حماية الشعب".

وبعدما احكم التنظيم قبضته على عشرات القرى القريبة من عين العرب منذ بدأ هجومه عليها في 16 أيلول، تمكن مقاتلوه من الدخول الاثنين الماضي للمرة الاولى الى المدينة.

ويسيطر التنظيم حالياً على نحو 40 في المئة من عين العرب الواقعة في محافظة حلب، والحدودية مع تركيا، وخصوصا المناطق الواقعة في شرقها، الى احياء في الجنوب والغرب، كما يسيطر على المربع الامني في الشمال والذي يبعد نحو كيلومتر واحد من الحدود التركية.

وأفاد عبد الرحمن أن معارك كر وفر تدور بين الجانبين و"أنهم (المقاتلون الجهاديون) يقاتلون على أكثر من جبهة، لكن القوات الكردية تصدّهم قبل أن يعاودوا الهجوم ويصدّون من جديد".

ويستميت المقاتلون الاكراد في الدفاع عن مدينتهم، وقد شنوا هجمات عدة وعلى اكثر من جبهة استهدف احدها آليات للتنظيم كانت تحاول دخول المدينة. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 36 مقاتلاً اسلامياً على الاقل.
وحاول مقاتلو التنظيم المتطرف الوصول للمرة الاولى السبت الى الحدود التركية في شمال البلدة، لكن الاكراد نجحوا في دحرهم.

في المقابل، يشن الائتلاف الدولي غارات متواصلة على معاقل الجهاديين، بينها تسع غارات قبيل منتصف ليل السبت - الاحد استهدفت خصوصاً الاحياء الشرقية.
وتحدث المرصد عن "سقوط قتلى بين الجهاديين وتدمير آليات" في هذه الغارات.

ومنذ بدء الهجوم على عين العرب، قتل أكثر من 570 شخصاً في الاشتباكات وعمليات القصف والغارات الجوية، بينما فر 300 الف شخص من المدينة وصل أكثر من 200 الف منهم الى تركيا التي تمنع الاكراد من عبور الحدود نحو عين العرب وتتعرض لضغوط دولية متزايدة للانخراط في الحملة على تنظيم "الدولة الاسلامية".

ودعت الامم المتحدة تركيا أخيراً الى السماح بعبور المتطوعين نحو عين العرب، محذرة من انه اذا سقطت المدينة نهائياً فان المدنيين الذين لا يزالون فيها سوف "يقتلون على الارجح".

وفي هذا السياق، أعلن "حزب العمال الكردستاني" الانفصالي بلسان أحد أبرز قادته جميل بيك في مقابلة تلفزيونية اعادة مقاتلين من العراق الى تركيا بسبب معركة عين العرب والتظاهرات الموالية للاكراد التي قتل فيها نحو 30 شخصاً في تركيا وباتت تهدد عملية السلام مع انقرة.
وروى صحافيون في الجانب التركي من الحدود أن هدوءاً ساد عين العرب أمس، وأن أصوات طلقات نارية تسمع بين الحين والاخر.

وفي مخيم للاجئين الفارين من المدينة، قال ازاد بكير الذي وصل قبل ثلاثة أيام مع عائلته، إنه تحدث عبر الهاتف مع شقيقه في عين العرب، بلغه ان "وحدات حماية الشعب" الكردية "متماسكة، والمعارك تتواصل".

ومن المتوقع ان تكون المعركة في مدينة عين العرب على جدول محادثات اجتماع لقادة عسكريين في الدول المشاركة في الائتلاف الدولي وعددها 21 غداً الثلثاء في واشنطن لتقويم استراتيجيتهم، وقت دخلت حملتهم على تنظيم "الدولة الاسلامية" شهرها الثالث في العراق واسبوعها الثالث في سوريا من غير ان تتوصل الى صد هذا التنظيم وخصوصاً في عين العرب.

تركيا
وبعد مناشدة المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا أنقرة الجمعة السماح بعبور "متطوعين" الحدود الى كوباني وتعزيز الميليشيات الكردية هناك، صرح مولود جاويش أوغلو قناة "فرنس 24" انه ينبغي التوصل الى نهج أشمل لهزيمة تنظيم "الدولة الاسلامية"، و"تركيا لا يمكنها فعلا منح مدنيين أسلحة ومطالبتهم بالعودة لقتال جماعات ارهابية... هذا غير واقعي. من سيقدم امدادات الأسلحة اليوم؟ قبل أي شيء إن ارسال مدنيين الى الحرب جريمة". ولفت الى أن الغارات فشلت في وقف "الدولة الاسلامية"، وينبغي وضع استراتيجية أوسع عبر المنطقة، بما في ذلك انهاء الحرب الاهلية في سوريا. وأضاف: "قتل البعوض واحدة تلو الأخرى ليس الاستراتيجية الصحيحة. يجب ان نجتث الاسباب الجذرية لهذا الوضع... من الواضح انه نظام الاسد في سوريا". وعندما سئل هل ترسل تركيا قوات، أجاب: "إذا كانت ثمة استراتيجية مشتركة متفق عليها فستنظر تركيا جدياً في تنفيذ هذه الاستراتيجية مع الحلفاء والدول الصديقة".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة