الأربعاء ٨ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ١٤, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
نيران كوباني تقترب من الحدود التركية والنظام السوري يضاعف ضرباته لحلب وادلب
الفيصل يُطالب إيران بسحب قواتها "المحتلة" من سوريا
وصلت المعارك بين تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) والمقاتلين الاكراد أمس في كوباني الى مكان غير بعيد من الحدود التركية – السورية، بينما نفت انقرة رواية اميركية عن الموافقة على استخدام الولايات المتحدة قاعدة انجرليك الجوية في سياق الحرب على التنظيم المتطرف. وفي العراق حقق "داعش" سيطرة تامة على قضاء هيت في محافظة الانبار التي تحاذي سوريا والاردن والمملكة العربية السعودية.
 
وأفادت مصادر أمنية وطبية إن ثلاث قنابل انفجرت في أحياء شيعية في بغداد أسفرت عن مقتل 30 شخصاً.
وأعلن الجيش الاميركي ان مقاتلات أميركية وسعودية شنت ثماني غارات جوية في سوريا الاحد والاثنين استهدفت مقاتلي "الدولة الاسلامية" في كوباني.

والى الغارات التي يشنها الائتلاف الدولي على "داعش"، لاحظ "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، أن سلاح الجو السوري أغار على مقاتلين معارضين بمعدل يفوق ضعفي المعدل المعتاد ليكثف هجومه قرب العاصمة.

وستزيد الغارات الجوية لحكومة الرئيس بشار الأسد المخاوف بين خصومه من أنه يغتنم فرصة الغارات الأميركية لسحق خصوم آخرين بينهم "المعارصة المعتدلة" التي تدعمها واشنطن.

وتقول الولايات المتحدة إنها لا تريد مساعدة حكومة الأسد على رغم قصف "الدولة الأسلامية" أقوى جماعة تحارب دمشق في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وتهدف واشنطن إلى المساعدة في تسليح معتدلين ليقاتلوا الاسد و"الدولة الإسلامية".

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن سلاح الجو السوري شن 40 غارة أمس على مناطق في محافظتي ادلب وحلب شملت اسقاط براميل نفط مليئة بالمتفجرات والشظايا. ولا تشن دمشق عادة سوى 12-20 غارة يومياً.

وأعلن جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "الشاباك" ان ثلاثة شبان من عرب أراضي 1948 توجهوا خلال عطلة عيد الاضحى قبل أيام الى سوريا للقتال في صفوف "الدولة الاسلامية". وصرحت ناطقة باسم الجهاز: "ان الشبان كانوا أربعة عندما توجهوا الى تركيا، لكن احدهم عاد الى اسرائيل في حين ان الثلاثة الاخرين دخلوا الاراضي السورية للمشاركة في القتال مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" المحظور في اسرائيل.


تركيا تنفي السماح لواشنطن باستخدام قاعدة انجرليك سعود الفيصل يُطالب إيران بسحب قواتها "المحتلة" من سوريا


خلافاً لما أعلنه مسؤول أميركي، قالت انقرة إنها لم توافق على استخدام الولايات المتحدة قاعدة انجرليك الجوية في حربها على تنظيم "الدولة الاسلامية"، فيما دارت معارك بين هذا التنظيم والمقاتلين الاكراد في مكان غير بعيد من الحدود التركية - السورية قرب كوباني المعروفة ايضاً بعين العرب، وانفجرت سيارة مفخخة يقودها مقاتل من التنظيم المتشدد في شمال المدينة السورية الحدودية مع تركيا.
 
طالب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ايران بسحب قواتها "المحتلة" من سوريا، معتبراً ان الامر ينطبق أيضاً على وجود ايران في العراق واليمن.
وصرح للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني فرانك - فالتر شتاينماير : "يتوقف دور ايران في المنطقة على ايران نفسها. ليس هناك تحفظ عن ايران كوطن ومواطنين وانما التحفظ عن سياسة ايران في المنطقة". وقال انه "في كثير من هذه النزاعات، هي جزء من المشكل وليست جزءا من الحل... في سوريا مثلا لديها قوات... تحارب سوريين. في هذه الحال، يمكننا القول ان القوات الايرانية قوات محتلة في سوريا لان النظام فقد شرعيته". وأضاف:"اذا كانت تريد ان تسهم في حل المشاكل في سوريا، عليها ان تسحب قواتها من سوريا"، و"نفس الشيء" ينطبق على مناطق اخرى "سواء في اليمن او العراق واي مكان". وخلص الى انه "اذا ارادت ان تكون جزءا من الحل فأهلا وسهلا بها". 

تركيا
على صعيد آخر، أفاد مصدر حكومي تركي أن بلاده لم توقع"اتفاقا جديدا" مع واشنطن يجيز فتح قواعدها امام طائرات الائتلاف الدولي.
وقال: "لا اتفاق جديداً مع الولايات المتحدة في خصوص انجرليك"، في اشارة الى القاعدة الجوية الواقعة في جنوب تركيا.
وكان مسؤول اميركي في وزارة الدفاع "البنتاغون" قال الاحد ان حكومة انقرة سمحت للجيش الاميركي باستعمال منشآتها لشن غارات على تنظيم "الدولة الاسلامية".

لكن المصدر التركي شدد على ان "موقفنا واضح، ليس هناك اتفاق جديد". وذكر بان الاتفاق الساري حاليا بين تركيا والولايات المتحدة لا يسمح للجيش الاميركي باستخدام قاعدة انجرليك، قرب اضنة، الا لمهمات لوجيستية او انسانية، و"المفاوضات مستمرة على أساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا".

وترفض أنقرة الانضمام الى الائتلاف الدولي بحجة أن الغارات الجوية على مقاتلي "الدولة الاسلامية" قد تعزز معسكر الرئيس السوري بشار الاسد، العدو اللدود للحكومة التركية الاسلامية المحافظة.وهي اشترطت قبل المشاركة اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران في شمال سوريا وتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة واعادة التأكيد ان الهدف هو قلب نظام دمشق.

ويستخدم سلاح الجو الاميركي منذ زمن بعيد قاعدة انجرليك حيث ينشر نحو 1500 من رجاله.
الا ان الطائرات التي تشن غارات على مواقع التنظيم المتشدد تنطلق من قواعد الظفرة في الامارات العربية المتحدة وعلي السالم في الكويت والعديد في قطر، حيث مركز العمليات الجوية الاميركي الذي يغطي 20 دولة في المنطقة.
كما تستخدم الولايات المتحدة قاعدة دييغو غارسيا، وهي منطقة بريطانية في المحيط الهندي لقاذفاتها "بي52 "و"بي1 "و"بي2".
 
أردوغان و"لورنس العرب"
الى ذلك، شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هجوما لاذعاً على امثال "لورنس العرب" الجدد الذين رأى انهم مصممون على احداث اضطرابات في الشرق الاوسط.
ولا يزال لورنس يعتبر بطلاً في بريطانيا وعدد من الدول العربية، وخصوصاً بعد النجاح الذي لقيه الفيلم الذي يروي قصته في الستينات.
الا ان أردوغان قال انه يرى الضابط البريطاني الذي اشتهر بارتدائه الملابس العربية، رمزاً للتدخل الخارجي غير المرغوب فيه في المنطقة التي يجب ان يكون لتركيا نفوذ فيها.

وجاء في كلمة متلفزة له في جامعة باسطنبول ان "لورنس كان جاسوسا بريطانيا متنكرا في زي عربي... هناك الان عدد كبير من امثال لورنس الجدد المتطوعين المتنكرين في زي الصحافيين ورجال الدين والكتاب والارهابيين... ان واجبنا يقتضي ان نشرح للعالم ان هناك امثال لورنس خدعتهم منظمة ارهابية"، من غير ان يحدد تلك المنظمة.
ولم يتضح ما اذا كان هجوم اردوغان يقصد جهة معينة، الا انه بدا يصوّب الى القوى الخارجية التي يشعر بانها ترغب في اضعاف تركيا وزعزعة الشرق الاوسط.
 
اجتماع قادة الائتلاف
ويجتمع اليوم قرب واشنطن القادة العسكريون في 21 دولة عضوا في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وينعقد هذا الاجتماع الاستثنائي في قاعدة اندروز الجوية بضاحية واشنطن، وسيضم ممثلين لكل الشركاء الاوروبيين في الائتلاف، الى خمس دول عربية تضطلع بدور ناشط في الغارات الجوية، وهي البحرين والاردن وقطر والسعودية والامارات.

وأمس، أفادت القيادة المركزية الأميركية إن واشنطن والرياض شنتا ثماني غارات جوية الأحد والاثنين على أهداف لـ"الدولة الإسلامية" في سوريا، منها سبع قرب كوباني. وقالت في بيان أن أربع غارات على جنوب غرب كوباني أصابت وحدات للتنظيم المتشدد ودمرت موقعا لإطلاق النار، فيما أصابت ثلاث غارات أخرى في شمال شرق كوباني وحدة عسكرية ودمرت موقع تجمع ومباني عدة.

وعلى الارض، أفاد مراسلون ان دوي الطلقات النارية وقذائف الهاون كان مسموعاً أمس في اطراف كوباني، على مسافة اقل من كيلومتر واحد من الاسلاك الشائكة التي تفصل تركيا عن سوريا.
ويعبر مدنيون اكراد كل يوم منفذ مرشدبينار الحدودي التركي فرارا من المعارك، كما ينتقل عبره مقاتلون اكراد اصيبوا في الاشتباكات ليتلقوا العلاج في مستشفيات بلدة سروج التركية. ولاحظ مراسلون انتشار تعزيزات عسكرية تركية على طول الحدود.

في غضون ذلك، نجح المقاتلون الاكراد ليل الاحد-الاثنين في استرجاع موقعين كان استولى عليهما التنظيم المتشدد في جنوب عين العرب.
ولكن على رغم نجاح مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية في كسب بضعة امتار عقب هجمات مضادة خلال الساعات الاخيرة، لا يزال التنظيم المعروف بـ"داعش" يسيطر على مساحة تقارب 40 في المئة من المدينة الصغيرة المحاصرة من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة وتقفل معبرها الحدودي على الاسلحة والمتطوعين الاكراد الراغبين في دخولها للقتال الى جانب المدافعين عنها.

وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له في بيان: "نفذت وحدات حماية الشعب هجوماً معاكساً في القسم الجنوبي لمدينة عين العرب انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين لتنظيم الدولة الإسلامية".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة