الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ١٨, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
"داعش" بعد الأرض في الجو وواشنطن لا علم لها
تركيا تريد 5 مناطق إنسانية و"القاعدة" اليمنية تناشد مسلمي العالم دعم "الدولة الإسلامية"
شنّ الائتلاف الدولي أمس غارات جديدة على المواقع الرئيسية لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا، فيما تبقى الاولوية بالنسبة الى واشنطن التصدي للتنظيم المتطرف في العراق حيث شنت قوات الامن هجوما في الرمادي غرب بغداد وآخر في شمال تكريت المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المتطرفون منذ أكثر من أربعة أشهر. 

وشهدت كوباني مزيداً من المعارك العنيفة بين القوات الكردية والمتطرفين. وتحدث قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد أوستن عن "مؤشرات مشجعة" بعد نحو مئة غارة شنت منذ نهاية أيلول حول هذه المدينة . وقال :"نرى الاكراد يقاتلون ويستعيدون مواقع"، لكنه فضل عدم الافراط في التفاؤل لان سقوط كوباني في ايدي الجهاديين لا يزال ممكناً في رأيه.
وأضاف "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن المتطرفين الذين يسيطرون على نصف المدينة شنوا صباحاً هجمات في شرق كوباني وقرب وسطها، فيما شنت "وحدات حماية الشعب" الكردية هجمات في جنوب شرقها.

الى ذلك، قال المرصد إن مسلحين ينتمون الى "الدولة الاسلامية" حلقوا في سماء حلب في سوريا بطائرات حربية استولوا عليها بعد سيطرتهم على مطارات عسكرية سورية، وذلك في اشراف ضباط عراقيين سابقين.

لكن القيادة المركزية الاميركية نفت علمها بأي "عمليات لطائرات تابعة لتنظيم داعش في سوريا أو غيرها"، مضيفة أن "واشنطن تراقب الأجواء السورية عن كثب بعد ورود تقارير عن تحليق طائرات لداعش".

وعلى رغم الالتزام الاميركي ضد المقاتلين الاسلاميين في سوريا، شدد أوستن على ان العراق يشكل "أولوية" واشنطن وسيبقى كذلك، قائلاً "ما نقوم به حاليا في سوريا نقوم به قبل كل شيء لتحسين الامور في العراق"، مشيراً في هذا السياق الى عزم على قطع خطوط امداد العدو. وأضاف: "إنهم يتخذون (العراقيون) الآن بعض الخطوات ليستردوا تدريجاً الأراضي التي خسروها". واستشهد بالعملية الكردية حول سد الموصل واستردادهم معبر ربيعة الحدودي. ولاحظ أن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على مقاتلي "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا تؤثر على التنظيم وتعوق قدرته على التنقل في قوافل كبيرة والتجمع بأعداد كبيرة لتنفيذ هجمات.

تركيا
وفي اسطنبول، شدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي على الطابع "الانساني المحض" للمنطقة العازلة التي ترغب انقرة في اقامتها في شمال سوريا لحماية اللاجئين الهاربين من الحرب. وقال ان "هذه المناطق الامنية يمكن اقامتها في مناطق تشهد تدفقاً كبيراً للاجئين ... انها مناطق أمنية انسانية وليست عسكرية".
وسئل عن مواقع هذه المناطق، فأجاب: جرابلس وكوباني وتل ابيض وحلب والحسكة.

ووضعت تركيا اقامة هذه المناطق العازلة فضلا عن فرض منطقة حظر طيران، شرطاً لمشاركتها في العمليات العسكرية ضد "الدولة الاسلامية" الى جانب الائتلاف الدولي . وقوبلت هذه الفكرة بفتور من الحلفاء الرئيسيين.

واستبعد داود أوغلو تماما فكرة اقامة منطقة عازلة على طول الحدود البالغ طولها 900 كيلومتر مع سوريا، كما أظهرت خرائط نشرتها صحف تركية. وقال ان هذه الخرائط "لسنا نحن من رسمها كما انها ليست قائمة على أي مشاورات ديبلوماسية".
وتركيا التي تستقبل نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، ترفض رفضاً قاطعاً ان تتدخل عسكرياً ضد الجهاديين على رغم الضغوط التي يمارسها الحلفاء.

واشنطن لا علم لها


أكد الجيش الأميركي أن لا علم له بأية طلعات جوية لـ"الدولة الإسلامية" "في سوريا أو غيرها" بعدما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن مقاتلي التنظيم يتلقون تدريباً على قيادة ثلاث طائرات مقاتلة استولوا عليها، فيما حض تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مسلمي العالم على دعم التنظيم المعروف بـ"داعش".

قال المرصد الذي يتخذ لندن مقراً له إن مسلحين ينتمون الى "الدولة الاسلامية" حلقوا في سماء حلب في سوريا بطائرات حربية استولوا عليها بعد سيطرتهم على مطارات عسكرية سورية، وذلك في اشراف ضباط عراقيين سابقين.

وجاء في بيان له ان التنظيم "اصبح يمتلك ثلاث طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد انها من نوع ميغ - 21 وميغ - 23"، وأن ضباطاً عراقيين من الجيش العراقي (الذي حلّ) وهم عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية يشرفون على تدريب المزيد من عناصر التنظيم اصحاب الخبرات على قيادة هذه الطائرات من خلال دورات تدريبية". وأوضح أن هذه الدورات تجرى "في مطار الجراح العسكري، أو ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد أهم معسكرات تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا".

ونقل المرصد عن سكان في حلب في شمال سوريا انهم "شاهدوا طائرة على الاقل تحلق على علو منخفض في اجواء المنطقة بعد اقلاعها من مطار الجراح العسكري، علما انها ليست المرة الاولى التي يشاهد فيها السكان تحليق طائرة تقلع من المطار على علو منخفض".

ولم يذكر المرصد تاريخ تحليق عناصر التنظيم بالطائرات، مكتفياً بأن التنظيم استولى على هذه الطائرات بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة، مشيراً الى انه من الصعب التأكد مما اذا كان يمتلك صواريخ لاستخدامها في هذه الطائرات. ويسيطر التنظيم المتطرف على مطارات الطبقة العسكري في الرقة في شمال سوريا، والجراح في حلب، والبوكمال في دير الزور في شرق البلاد.

وفي واشنطن، سئل الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل باتريك رايدر عن مسألة الطائرات التي يستخدمها "داعش"، فأجاب:"لا علم لنا بأية طلعات جوية للدولة الإسلامية عن سوريا أو غيرها... نحن مستمرون في مراقبة نشاط الدولة الإسلامية من كثب في سوريا والعراق وسنواصل توجيه ضربات تستهدف معداتها ومنشآتها ومقاتليها ومراكز وجودها أينما كانت".

في غضون ذلك، تحدث الجنرال لويد أوستن المكلف ادارة الغارات الجوية للائتلاف الدولي عن مؤشرات "مشجعة" في الايام الاخيرة في معركة السيطرة على مدينة كوباني الكردية السورية الحدودية، بعدما أبطأت الغارات الاميركية تقدم "الدولة الاسلامية"، وإن يكن أقر مجدداً بانه لا يزال " ممكناً جداً" ان تسقط المدينة في ايدي الجهاديين.

هجوم وغارات
وبعد أكثر من شهر على بدء هجوم التنظيم الجهادي على كوباني، لا يزال المقاتلون الاكراد يتصدون للجهاديين.
وقال المرصد إن التنظيم المتطرف "نفذ هجوماً بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية قبل يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الاولى". وأضاف ان الهجوم الذي تمكن الاكراد من صده "تزامن مع تنفيذ طائرات الائتلاف -الدولي غارات استهدفت تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الاشتباك في القسم الشرقي من مدينة عين العرب".

في المقابل، شنّ المقاتلون الاكراد "هجوما على نقطة تمركز للتنظيم عند طريق حلب في جنوب غرب كوباني، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها الى اشتباكات متقطعة" اسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين على الاقل من "وحدات حماية الشعب" الكردية وثمانية على الأقل من "الدولة الاسلامية".

كذلك، هاجمت "وحدات حماية الشعب" تجمعات لـ"الدولة الاسلامية" في قرية مينازي جنوب غرب كوباني، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الاذاعة في الريف الغربي للمدينة.

واعلن المرصد أن غارات الائتلاف قتلت الخميس 13 مقاتلا من التنظيم في مناطق مختلفة من كوباني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "هناك تنسيقاً بين القوات الكردية والاميركيين، اذ ان الاكراد يعطون الاميركيين احداثيات" خلال الاشتباكات.

وصرحت ناطقة عسكرية بأن طائرات الائتلاف شنّت 14 غارة على "الدولة الاسلامية" قرب كوباني وفيها الاربعاء والخميس، ودمّرت خصوصاً 19 مبنى يحتلها المسلحون الجهاديون ومركزين للقيادة.

وقال رئيس المجلس التنفيذي في كوباني انور مسلم إن "الائتلاف دمر الكثير من آليات ومدفعية تنظيم الدولة الاسلامية، مما أدى الى ابطاء تقدم الجهاديين. نحن نشاهد جثثهم في شوارع كوباني وقواتنا تحصن مواقعها الدفاعية".
واعترف الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" جون كيربي بان كوباني ليست نقطة استراتيجية بالضرورة. وقال إن "ما يجعلها مهمة هو ان (تنظيم) الدولة الاسلامية يريدها. وبقدر ما يرغب في السيطرة عليها ينشر قوات وموارد ويكون لدينا مزيد من الاهداف".
وفي جلساتهم الخاصة، يقرّ المسؤولون الاميركيون بان التغطية الاعلامية المهمة لكوباني، وخصوصا مشاهد الغارات واعمدة الدخان التي تصور من الحدود التركية جعلتها رمزاً.

دوما
الى ذلك، أعلن المرصد أن 15 شخصاً بينهم ثلاثة فتية قتلوا في غارات شنتها طائرات النظام السوري أمس واستهدفت مناطق مختلفة من مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال شرق ريف دمشق.
وتأتي هذه الغارات غداة مقتل 22 شخصاً في غارات مماثلة في مناطق تقع في الغوطة الشرقية أيضاً، حيث قتل 20 شخصاً بينهم امرأتان وطفلان في جسرين في شرق ريف دمشق، وقتل شخصان في سقبا القريبة.

"قاعدة الجهاد"
على صعيد آخر، جاء في بيان لتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب": "نؤكد نصرتنا لاخواننا ضد الحملة الصليبية... ونؤكد حرمة المشاركة في حربهم تحت دعوى انهم خوارج وليسوا كذلك"، كما "نوصي جميع المجاهدين بان ينسوا خلافاتهم ويوقفوا الاقتتال في ما بينهم، وان يجتهدوا في دفع الحملة الصليبية التي تستهدف الجميع". واعتبر ان "هذه الحملة صليبية ضد الاسلام يراد منها ان يبقى المسلمون تبعاً لاعدائهم... لاجل هذا تواطأ على هذه الحملة النصارى والمجوس والحكام الخونة المرتدون".ودعا "المسلمين الى نصرة اخوانهم ضد الصليبيين بما يستطيعون بالنفس والمال واللسان".

ويذكر أنه على رغم نزاعها مع "الدولة الاسلامية"، أعلنت "جبهة النصرة"، الفرع السوري لـ"القاعدة"، ان غارات الائتلاف الدولي تشكل "حربا على الاسلام" وهددت بحملة ضد مصالح البلدان المشاركة في هذا الائتلاف.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة