الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٢٣, ٢٠١٤
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
910 قتلى في شهرين من غارات التحالف واتفاق أميركي - تركي على استبعاد الأسد
أنقرة - يوسف الشريف 
إسطنبول، لندن، موسكو - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أسفرت محادثات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول أمس عن الاتفاق على دعم المعارضة السورية «المعتدلة» للسيطرة على المناطق التي ينهزم فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وضمان «مرحلة انتقالية بعيداً من نظام الأسد»، كما قال بايدن في مؤتمر صحافي مشترك مع أردوغان. في وقت قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أميركا تعمل على «إطاحة الأسد بعيداً من الأضواء».

وأعرب أردوغان عن تفاؤله بنتائج محادثاته مع بايدن التي استمرت نحو أربع ساعات، وقال إنه متأكد من أن النتائج ستكون «إيجابية وكثيرة فيها البركة»، فيما قال بايدن إن الموقفين الأميركي والتركي من الوضع العراقي «متطابق» وإنه بحث مع أردوغان «ليس فقط «داعش» وحرمانه من ملاذ آمن لهزيمته، بل أيضاً تقوية المعارضة السورية وضمان مرحلة انتقالية من دون نظام الأسد».

وقالت مصادر تركية إن اللقاء «ركز أكثر على تقوية المعارضة السورية المعتدلة ودعمها لإفساح المجال أمامها للسيطرة على المناطق التي ينسحب منها داعش»، ما يعني «حلاً وسطاً» بين المطلب الأميركي بالتركيز على «القضاء على «داعش» أولاً» والطلب التركي بألا يستفيد الأسد من هجمات التحالف الدولي - العربي على التنظيم، وتقوية المعارضة من أجل إحياء مفاوضات «جنيف1» وإجبار الأسد على التفاوض من أجل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات».

وكان البيت الأبيض أعلن بعد اجتماع بايدن مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اتفاق البلدين على «ضرورة ضرب تنظيم «الدولة الإسلامية» وهزيمته وللتوصل إلى عملية انتقالية في سورية ودعم قوات الأمن العراقية والمعارضة السورية المعتدلة». وقال مسؤول أميركي «سيكون من الأفضل التركيز على الأهداف بدلاً من الوسائل. إننا متفقون مع الأتراك على عملية انتقالية في سورية في نهاية المطاف من دون الأسد»، وهو ما أكده داود أوغلو قائلاً إن تركيا وواشنطن قد تختلفان في الأساليب لكنهما تشتركان في الأهداف وإن الولايات المتحدة تريد أيضاً رحيل الأسد.

وكان أحد أسباب زيارة بايدن إزالة التوتر الذي ظهر مع أنقرة منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بعد اتهامه أردوغان بـ «دعم إرهابيين» خلال تركيزه على إسقاط الأسد، الأمر الذي تطلب اعتذاراً من نائب الرئيس الأميركي. لكن توتراً آخر ظهر أمس، لدى تحذير بايدن من «تركيز السلطات» في يدي رئيس أي دولة نظراً إلى أخطار «التآكل»، في وقت توجه إلى أردوغان تهمة سلوك نهج تسلطي. وأفاد صحافيون بأنه لم يسمح لهم بتوجيه أسئلة إلى أردوغان وبايدن بعد لقائهما أمس، لتجنّب إظهار الخلاف بينهما.

من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء «إيتار - تاس» الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف أمام منتدى خبراء سياسيين: «من المحتمل ألا تكون عملية التحالف الدولي - العربي ضد «الدولة الإسلامية» بقدر ما هي تمهيد لتغيير النظام بعيداً من الأضواء تحت غطاء مكافحة الإرهاب».

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله: «عندما تشكّل التحالف ضد «الدولة الإسلامية»، سألت جون كيري: لماذا لا تتوجهون إلى مجلس الأمن بخصوص هذه المسألة، فأجابني: إذا ذهبنا إلى مجلس الأمن يجب عندها تثبيت وضع نظام الأسد». وأوضح لافروف: «بالطبع يجب (الذهاب إلى المجلس، لأن) سورية دولة ذات سيادة وعضو في مجلس الأمن، لم يفصلها أحد من هناك»، لافتاً إلى أن نظام الأسد «كان شريكاً شرعياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة وروسيا ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في موضوع تدمير الأسلحة الكيماوية السورية».

910 قتلى في شهرين من غارات التحالف... و«داعش» يقصف عين العرب

قصف عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بأكثر من 30 قذيفة مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية أمس، في وقت أفيد بأن 910 قتلى معظمهم من «داعش» سقطوا خلال شهرين منذ بدء التحالف الدولي- العربي غاراته على التنظيم في سورية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في سورية «أسفرت عن مقتل 910 قتلى بينهم 52 مدنياً منذ بدء الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلين آخرين قبل شهرين». وأضاف أن «785 قتيلاً، أي معظم القتلى، ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية».

وتابع أن بين المدنيين القتلى ثمانية أطفال وخمس نساء. وكانت الأمم المتحدة ذكرت أنها تأخذ تقارير سقوط قتلى من المدنيين بجدية وتقول إن لديها عملية للتحقيق في أي تقارير من هذا النوع. وأشار «المرصد» الى إن «72 عضواً في جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سورية قتلوا في الغارات الجوية التي بدأت يوم 23 أيلول (سبتمبر) الماضي».

وقالت الولايات المتحدة إنها استهدفت جماعة «خراسان» في سورية. وأضافت أن الجماعة تضم مقاتلين قدامى في «القاعدة» وتحظى بحماية «جبهة النصرة». ولا يفرق معظم المحللين والنشطاء بين الجماعتين بهذه الطريقة.

الى ذلك، قال «المرصد» إن «ما لا يقل عن 30 قذيفة أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» سقطت على مناطق في مدينة عين العرب من دون معلومات عن خسائر بشرية، فيما شهدت جبهات ومحاور عدة في المدينة وأطرافها تبادل إطلاق نار واشتباكات متقطعة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف من قبل قوات البيشمركة الكردية ووحدات الحماية على تمركزات للتنظيم في مدينة عين العرب ومحيطها».

وكان «المرصد» أشار إلى أن «وحدات حماية الشعب الكردي نفذت هجوماً في وقت متأخر من ليل (أول) أمس، على مراكز تنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة البلدية في المدينة دارت على أثرها اشتباكات بين الطرفين استمرت لما بعد منتصف الليل، وسط أنباء مؤكدة عن مصرع عدد من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية». وأشار إلى أن مقاتلات التحالف شنت ضربتين استهدفتا تمركزات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة البلدية وفي الجبهة الجنوبية الشرقية للمدينة.

على صعيد المواجهات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، قال «المرصد» إن فصيلاً معارضاً «دمر بصاروخ آلية لقوات النظام عند دوار البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، كما قصفت قوات النظام بعدة قذائف أماكن في منطقة الملاح بالقرب من مدينة حريتان في ريف حلب الشمالي، في وقت قصفت قوات النظام بعدة قذائف صاروخية مناطق من قرية بابيص ومناطق أخرى من قرية المنصورة بريف حلب الغربي، وألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على منطقة المعامل القديمة في الشيخ نجار القديمة شرق حلب».

في جنوب البلاد، دارت «اشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة النصرة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى بمحيط اللواء 82 في ريف درعا، فيما استشهد مقاتل من الكتائب الإسلامية متأثراً بجروح أصيب بها إثر اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها بريف درعا»، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن «قوات النظام قصفت مناطق في بلدتي علما والحراك بريف درعا، في وقت سقطت عدة قذائف على مناطق بالقرب من دوار البانوراما بمدينة درعا».

في دمشق، استمرت المواجهات بين قوات النظام والميلشيات الموالية ومقاتلي المعارضة في حي جوبر شرق العاصمة، بالتزامن مع سقوط صاروخين من نوع أرض- أرض على مناطق في بلدة زبدين في الغوطة الشرقية، وفق «المرصد». وأضاف أن «قوات النظام قصفت مناطق في قريتي عين الفيجة ودير مقرن بوادي بردى، وسط استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في منطقة بسيمة بوادي بردى بالتزامن مع مواجهات بين الطرفين في منطقة عين الخضرة بوادي بردى».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة