الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ٢٨, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
"وحدات حماية الشعب" تواصل القتال لطرد "داعش" من محيط كوباني
أردوغان لا يريد "كردستان" في سوريا بعد انتصار الأكراد في كوباني
أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس ان تركيا لا تريد منطقة كردية خاضعة لحكم ذاتي في سوريا على غرار تلك القائمة في العراق، وذلك غداة سيطرة المقاتلين الاكراد على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود مع تركيا وطرد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) منها.
 
نقلت الصحف التركية عن اردوغان أمام مجموعة صحافيين في الطائرة التي عادت به الى انقرة في ختام جولة في افريقيا: "لا نريد تكرارا للوضع في العراق، شمال العراق. لا يمكننا الان ان نقبل نشوء شمال سوريا".
ونسبت اليه صحيفة "حريت": "يجب ان نحافظ على موقفنا في هذا الموضوع وإلا فسيكون شمال سوريا مثل شمال العراق. هذا الكيان سيكون مصدر مشاكل كبيرة في المستقبل".

ودافع مجدداً عن فكرته اقامة "منطقة حظر طيران" و"منطقة امنية" على الحدود السورية، مكررا معارضته الشديدة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال: "هدفنا هو النظام. مع النظام الحالي لا يمكن ان يستمر شيء في سوريا"، منتقدا موقف واشنطن "عدم استهداف النظام مباشرة". واضاف: "لا يمكننا التوصل الى حل بهذه الطريقة. وسيحصل في سوريا تحديدا ما حصل في العراق"، اي اقامة منطقة حكم ذاتي على رغم ان تركيا تقيم علاقة تعاون وثيقة مع اكراد العراق.

ومعلوم ان تركيا اعتمدت موقفا غامضا من هذه المسألة ورفضت المشاركة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب مواقع جهاديين في العراق وسوريا او دعم اكراد سوريا.
وسبق لاردوغان ان وصف حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي كان يخوض المعارك ضد تنظيم "داعش" بانه"ارهابي" على غرار "حزب العمال الكردستاني" الذي يخوض حربا مسلحة منذ 1984 على الاراضي التركية.

وبعد الضغوط الكبيرة التي مارسها حلفاؤه، قرر النظام الاسلامي المحافظ في انقرة القيام بمبادرة فسمح بمرور قوات البشمركة العراقية عبر اراضيها لدعم المقاتلين الاكراد خلال دفاعهم عن كوباني.

وعلى غرار ما حصل في سوريا، فان هزيمة "الدولة الاسلامية" في كوباني أثارت مشاعر فرح في جنوب شرق تركيا على الحدود مع العراق وسوريا وحيث تقيم غالبية كردية. ونزل آلاف الاشخاص الى شوارع المدن الرئيسية مثل دياربكر وهكاري ولكن ايضا في اسطنبول بشمال غرب البلاد للاحتفال بالنصر .
واستناداً الى مصور لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، فإن قوى الامن التركية تدخلت في سوروتش لمنع المرور من الحدود التركية الى كوباني.

وقد استخدمت قوى الامن قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد مجموعات من الاشخاص كانوا يقتربون من الحدود، فيما احتشد الاف المتظاهرين قرب مركز مرشد بينار الحدودي للاحتفال باستعادة المدينة التي كان تنظيم "الدولة الاسلامية" يسيطر على اجزاء منها.

ورددت الجموع التي احتشدت تلبية لدعوة من حزب الشعب الديموقراطي الموالي للاكراد هتافات مؤيدة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، التي دافعت عن المدينة طوال اكثر من اربعة اشهر من المعارك الشرسة، على مسافة كيلومترات من الحدود التركية. وتمكن عشرة من نواب حزب الشعب الديموقراطي من التوجه صباحا الى كوباني للقاء سلطاتها المحلية، كما اعلنوا على شبكات التواصل الاجتماعي، ونشروا صورتهم وسط المدينة التي دمرتها المواجهات.

وفور الاعلان عن "تحرير" كوباني، بدأ سكانها يعدون العدة للعودة اليها. وقال نائب وزير خارجية مقاطعة كوباني (الادارة الذاتية) ادريس نعسان في اتصال هاتفي: "الناس فرحون جدا. وهم يحتفلون. المعنويات مرتفعة". الا انه اشار الى ان السلطات المحلية تطلب من الناس التريث في العودة الى منازلهم.

وأكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له و"وحدات حماية الشعب" الكردي ‬‬إن القوات الكردية لا تزال تخوض معارك ضد "داعش" خارج كوباني.

وجاء في بيان لـ"وحدات حماية الشعب" في وقت متقدم الاثنين: "نحن كوحدات حماية الشعب نعلم ان الواجب الذي يقع على عاتقنا لم ينته بعد، لان أمامنا حملة تحرير باقي مناطق مقاطعة كوباني ولهذا نجدد عهدنا بان نستكمل حملتنا ونكللها بالانتصارات". وشكر "كل من ساندنا وساعدنا في هذه المقاومة وحملة التحرير"، معددا قوى الائتلاف الدولي والكتائب التابعة لـ"الجيش السوري الحر" وقوات البشمركة العراقية. ووصف "تحرير مدينة كوباني كاملة" بانه "انتصار لثورة روج آفا (غرب كردستان) وسوريا الديموقراطية والانسانية جمعاء ضد وحشية وظلامية مرتزقة داعش".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة