صنعاء - أبو بكر عبدالله عاد خيار الحل السياسي للأزمة اليمنية إلى الواجهة مع توصل المشاورات التي يقودها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر مع الأطراف الموقعين لوثائق التسوية، إلى تفاهمات أولية على خريطة طريق يتوقع إقرارها اليوم، بينما أعلن قادة الجيش مضي القوات المسلحة اليمنية في مهماتها الوطنية بعيدا من المناكفات السياسية والدعايات التي تستهدف زعزعة تماسكها مؤكدين أن قوات الجيش "تقف على مسافة واحدة من الجميع".
وقال المبعوث الأممي إن "روح المسؤولية" سادت المفاوضات التي جمعته أمس وممثلي القوى السياسية والحوثيين، وطالب هؤلاء بالحفاظ على هذه الروح والتعجيل في الحوار لإنهاء الأزمة.
وتوقعت دوائر سياسية أن يعلن عن صيغة توافقية للحل السياسي في رعاية الأمم المتحدة خلال الساعات الــ 48 المقبلة، تشمل التوافق على مسودة الدستور الاتحادي وتشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مقررات الحوار الوطني، وتقترح سحب الرئيس عبد ربه منصور هادي استقالته ورفض استقالة حكومة رئيس الوزراء خالد بحاح أو ممارسة مهماتها في تصريف الأعمال الى حين تأليف حكومة انقاذ والشروع في تنفيذ استحقاقات اتفاق السلم والشركة، مع اتخاذ خطوات عملية لتخفيف حدة الاحتقان وسحب المسلحين من المواقع السيادية والمرافق الحكومية وإتاحة الفرصة للحكومة لممارسة مهماتها من دون تدخل، والإفراج عن المعتقلين. مجلس رئاسي وتوقفت المشاورات عند قضية تأليف مجلس رئاسي انتقالي برئاسة الرئيس هادي وعضوية الاطراف السياسيين الموقعين لاتفاق السلم والشركة والذي اقترح الحوثيون تأليفه لإتاحة تمثيل عادل للحراك الجنوبي يمكن من خلاله تطويق التداعيات الحاصلة في المحافظات الجنوبية ويتيح للحراك والحوثيين سلطة اتخاذ القرار والتعيين والإشراف على المؤسسات الرقابية. غير أن مكتب المبعوث الأممي نفى وجود ترتيبات لتشكيل مجلس رئاسي، مشيرا إلى أن القوى السياسية لم تتفق بعد على رؤية محددة ويتوقع ان تقدم رؤاها إلى اجتماع مشترك مقرر اليوم الأربعاء. وليلا أعلن القيادي في جماعة "أنصار الله" الحوثية علي القحوم إفراج الجماعة عن الدكتور احمد عوض بن مبارك المخطوف لديها منذ منتصف الشهر الجاري ،مؤكدا تسليم بن مبارك إلى وفد من وجهاء قبائل محافظة شبوة. تفاعلات جنوبية وفي الجنوب، طالب أعضاء مجلسي النواب والشورى والهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مقررات الحوار الوطني من المحافظات الجنوبية، مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي بتمكين الشعب الجنوبي من تقرير مصيره". الحوثي ووصف زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي استقالة الرئيس هادي ورئيس الحكومة بأنها "خطوة شاذة وغير جادة هدفها المناورة من أجل الابتزاز"، معتبرا انهما "اقدما على هذه الخطوة بسوء نية"، مكررا مطالبة جماعته "بانتقال سلمي للسلطة والإسراع في ترتيب الوضع الداخلي". وقال في خطبة إلى الشعب أذاعتها على الهواء قناة "المسيرة" إن القوى السياسية توجهت بعد الاستقالات إلى التشاور حول الانتقال السلمي للسلطة وان المشاورات لا تزال مستمرة في رعاية اممية، آملا في نجاحها. ودعا القوى التي تحاول اشاعة الفوضى إلى إعادة حساباتها، محذرا الخارج من أن" الدفع باليمن نحو الانهيار والفوضى سيكون له آثار سلبية على المنطقة بكاملها".
|