غداة التحذير الذي وجهه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه امام الكونغرس الاميركي من التوصل الى اتفاق نووي بين ايران والغرب، انتهى حوار الايام الثلاثة بين الجانبين الاميركي والايراني في مدينة مونترو السويسرية بحصيلة ايجابية مع الاقتراب من التوصل الى اتفاق على الخطوط العريضة المقررة حدوده في نهاية اذار الجاري. ونتيجة هذه الجولة اتفق الطرفان على أن تقدماً قد أحرز في البنود التقنية المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني وكذلك في مسألة رفع العقوبات المفروضة على ايران.

 

وأكدت مصادر اميركية في جنيف لـ"النهار" ان التقدم لامس كل المستويات. وأوضحت ان الشروط الاميركية المتعلقة برفع الحظر تدريجاً تدخل اليوم في منطق عملية التفاوض القائمة على اساس تقديم التنازلات من كلا الطرفين. واشارت الى ان النقطة الخلافية التي اثارها الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تجميد البرنامج الايراني النووي مدة عشر سنين بعد توقيع الاتفاق النهائي، هي بدورها قابلة للمنطق التفاوضي في معرض تقديم التنازلات. لكنها أضافت ان على الجانب الايراني في المقابل تقديم تطمينات يمكن مراقبتها من حيث سلمية برنامجها النووي.

وجاءت هذه المعلومات مطابقة الى حد كبير مع التصريحات التي ادلى بها كل من وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف التي توافقت على احراز تقدم في هذه الجولة من المفاوضات.

وقال كيري لصحافيين اميركيين ان خيارات مهمة وفجوات كثيرة لا تزال تنطوي عليها المحادثات، لكنه شدد على أن المفاوضات مستمرة من غير أن تتأثر بعوامل خارجية. وفي رسالة مبطنة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاحظ كيري أنه "لم يقدم أحد أي بديل دائم أكثر قابلية للتنفيذ في شأن كيفية منع ايران فعليا من الحصول على سلاح نووي، لذلك فان مجرد المطالبة بأن تذعن ايران ليس خطة، ولن يؤيدنا في هذا الوضع أي من شركائنا".

أما ظريف، فأكد أن المفاوضات أحرزت تقدما جديا في هذه الجولة و"على رغم الفجوات التي لا تزال قائمة بين الجانبين، فلسنا بعيدين عن اتفاق الصفقة النهائية". وخيّر الغرب ولا سيما منه الولايات المتحدة بين التوصل الى اتفاق نووي مع إيران أو استمرار العقوبات و"هذان الخياران لا يمكن أن يسيرا جنبا إلى جنب". وأفاد ان الحوار كان جدياً ومهماً في ما يتعلق برفع العقوبات، مكررا ان الاتفاق النهائي في حاجة الى ارادة سياسية.

ولاحقاً، صرح ظريف لشبكة "ان بي سي نيوز" الاميركية للتلفزيون بأن ايران مستعدة للعمل "على مدار الساعة" للتوصل الى اتفاق. وقال: "نعتقد اننا قريبون جدا... قريبون جداً". لكنه اضاف: "يمكن ان نكون بعيدين جداً...يمكن ان نكون قريبين جدا إذا أمكن اتخاذ القرار السياسي للتوصل الى ذلك... نعم... كما قال الرئيس (الاميركي باراك) اوباما".

وقد توجه وزير الخارجية الاميركي الى الرياض لاطلاع المسؤولين السعوديين على فحوى مفاوضات مونترو، بينما ستتوجه رئيسة الوفد الاميركي المفاوض ويندي شيرمان خلال الساعات المقبلة الى اسرائيل لابلاغ المسؤولين الاسرائيليين النتائج التي توصلت اليها هذه الجولة.

ومن المقرر ان تعقد الجولة المقبلة من المفاوضات الثنائية بين الوزيرين كيري وظريف في نهاية الاسبوع المقبل على ان تعقد في جنيف على الارجح.

وفي واشنطن، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كروكر ، إنه لم يحدد موعد لإجراء تصويت على مشروع قرار يلزم الرئيس باراك أوباما أن يحيل أي اتفاق نووي مع إيران على الكونغرس كي يصادق عليه.

وكان ديموقراطيون قد قالوا إنهم يعارضون خطط الجمهوريين لإجراء تصويت بحلول الأسبوع المقبل على هذا الإجراء. وسبق لأوباما ان هدد باستخدام حقه في نقض مشروع القرار باعتباره تهديدا للمفاوضات مع إيران.

 

وفي اسرائيل، ادعى نتنياهو أنه قدم "بديلا عمليا" من الاتفاق النووي الدولي الذي يجري التفاوض في شأنه مع ايران في رد في ما يبدو على الانتقادات التي وجهها اليه أوباما على خطابه امام الكونغرس الثلثاء. وقال ردا على الانتقادات: "الاتفاق المطروح حاليا على بساط البحث معيب جداً... هذا الاتفاق الوشيك سيسهل لإيران اكتساب القدرة على انتاج أسلحة نووية بدل منعها من ذلك. البديل من ذلك الاتفاق السيىء ليس الحرب بل التوصل إلى اتفاق أفضل".

 

في طهران، رأى الرئيس الايراني حسن روحاني على هامش جلسة مجلس الوزراء، أن اسرائيل "تشكل الخطر الاكبر على المنطقة". وقال ان "هذا الكيان الارهابي الاكثر اجراما يتحدث اليوم عن السلام والاخطار المستقبلية، في حين انه يشكل الخطر الاكبر على المنطقة".