الأحد ١٩ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٢٢, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
موسكو تشن اعنف الغارات في شرق سوريا والمناورات الديبلوماسية للحل السياسي في اوجها
شنت القوات الروسية غارات هي الاعنف في شرق سوريا ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) منذ بدء النزاع قبل نحو خمس سنوات، في وقت تشهد التحركات الدبلوماسية الدولية حول سوريا انطلاقة قوية في ظل الاولوية المطلقة المشتركة لمكافحة الارهاب، لكن مصالح الاطراف في هذا النزاع المعقد متباعدة جدا، كما ان احتمالات احراز تقدم لاتزال ضعيفة.

ويزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران الاثنين في حين يتوجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى واشنطن وموسكو الثلثاء والخميس، كما ستجري المناورات الدبلوماسية الكبرى حول سوريا في قمة الاسبوع المقبل.

وفي ظل تعثر استمر عدة اشهر، انطلقت المناقشات بين اللاعبين الرئيسيين في القضية في ايلول مع التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي ادى الى عقد اجتماعين دوليين في فيينا لاعادة اطلاق العملية السياسية في البلاد التي تمزقها حرب بدات قبل اكثر من اربع سنوات واوقعت نحو 250 الف قتيل.

وتنفي فرنسا ان تكون تخلت عن استراتيجيتها (لا للاسد ولا لتنظيم الدولة الاسلامية).لكنها على رغم ذلك اكدت ان مكافحة التنظيم الجهادي يشكل اولوية مطلقة.واعلن هولاند تكثيف الضربات الفرنسية في سوريا والعراق، وسيلتقي الثلثاء في واشنطن باراك أوباما والخميس بوتين في موسكو.

وقال مصدر دبلوماسي ان "الفكرة تقضي باستخدام الوضع الراهن لزيادة الضغوط العسكرية على داعش مع تنسيق أفضل" مضيفا ان الضربات "تمنحنا صوتا اقوى" و "دفعا اضافيا للقول: هذا ما نطلبه الآن على الارض".

واوضحت مصادر حكومية فرنسية ان باريس التي رفضت طوال عام الانخراط في سوريا باسم استراتيجيتها المذكورة اعلاه، ترى انها باتت حاليا في موقف تطالب بموجبه بمزيد من المشاركة اكثر من حليفها الاميركي الكبير صاحب المواقف الخجولة جدا على الصعيدين السياسي والعسكري.
اما بالنسبة لزيارة هولاند لموسكو، فان هدفها ان "نرى فعلا الى اين وصلنا مع الروس" بحسب احد مصادره.

وقررت باريس تقاربا غير مسبوق مع موسكو، بحيث بدات الدولتان تنسيقا عسكريا في سوريا، لكن انعدام الثقة لا يزال ماثلا بالنسبة للنيات الحقيقية لروسيا.

وما تزال موسكو حتى تثبت العكس الداعم المؤكد للرئيس السوري بشار الاسد، ورغم الضربات العسكرية الموجهة الى حد كبير ضد الجهاديين منذ بضعة أيام، قال مصدر دبلوماسي "نريد التحقق من عزم بوتين على ضرب داعش".

وسيزور الرئيس الروسي من جهته طهران الاثنين في اول زيارة رسمية الى هذا البلد منذ عام 2007، وسيلتقي اعلى سلطة في النظام، المرشد الاعلى علي خامنئي.
وادى الاجتماع الاخير الدولي حول سوريا في 14 تشرين الثاني في فيينا، غداة اعتداءات باريس، للمرة الاولى عن اتفاق الغربيين والدول العربية من جهة وروسيا وايران من جهة اخرى، على خريطة طريق وجدول زمني لعملية انتقال في سوريا.

حتى ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اظهر تفاؤلا كبيرا موضحا ان سوريا قد تبدا عملية انتقال سياسي في "غضون أسابيع".
وهذا التفاؤل سابق لاوانه، استنادا الى عدد من النقاط التي يتعين حلها، اولا وقبل كل شيء مسألة الاسد الذي نأى بنفسه أيضا عن عملية فيينا.

كما ان باراك اوباما صرح الخميس ان الحرب لا يمكن أن تنتهي دون رحيل الاسد، لكن موسكو وطهران تكرران باستمرار ان مصيره يبقى وقفا على ارادة السوريين.

الغارات الروسية
في غضون ذلك،استهدفت الطائرات الحربية الروسية والسورية محافظة دير الزور غداة مقتل 36 شخصا على الاقل واصابة العشرات بجروح جراء سبعين غارة جوية شنتها تلك الطائرات على مناطق عدة في المحافظة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن فإن "هذا القصف الجوي هو الاعنف الذي تشهده محافظة دير الزور منذ اندلاع الثورة السورية في 2011.
وقال عبد الرحمن "يواصل الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري شن غارات مكثفة في محافظة دير الزور وتتركز اليوم على حقل التيم النفطي (جنوب مدينة دير الزور) مستهدفة الصهاريج النفطية".

وتعهدت كل من موسكو وواشنطن في الايام الاخيرة تكثيف استهدافها صهاريج النفط في مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية". وتشكل عائدات تهريب النفط احد ابرز مصادر التمويل للتنظيم.
وطال القصف الجوي الجمعة احياء عدة في مدينة دير الزور واطرافها ومدن البوكمال والميادين وبلدات وقرى اخرى في المحافظة، الى ثلاثة حقول نفطية.

ويسعى التنظيم منذ اكثر من عام لوضع يده على كامل مدينة دير الزور، مركز المحافظة، فضلا عن مطار دير الزور العسكري.
وتستمر الاشتباكات السبت بين قوات النظام والجهاديين في محيط المطار العسكري "الذي شهد فجر الجمعة هجوماً عنيفاً من قبل التنظيم في محاولة لاقتحامه"، وفق المرصد.

الغارات الاميركية
و أعلن الجيش الأميركي في بيان أن الولايات المتحدة وحلفاءها شنت 20 غارة على أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق و22 في سوريا يوم الجمعة.
واضاف أن إحدى الغارات التي وقعت على مقربة من مدينة البوكمال في سوريا أصابت نقطة لتجميع النفط تابعة للتنظيم.

بريطانيا
وفي لندن، افاد رئيس حزب العمال المعارض في بريطانيا جيريمي كوربين إن الحزب سيبحث اقتراحات تقدمت بها الحكومة للبدء في توجيه ضربات جوية لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا بعد عامين على عرقلته قيام بريطانيا بعمل عسكري هناك.
وتشارك بريطانيا في شن غارات على التنظيم المتشدد في العراق.

وقال كوربين اليوم السبت إن حزب العمال سيدعم أي إجراء ضروري لحماية الشعب وسيبحث اقتراحات الحكومة التي يقودها المحافظون إثر هجمات باريس الأخيرة التي ادت الى مقتل 130 شخصا.
وأضاف خلال اجتماع حزبي في بريستول بجنوب غرب انجلترا "حزب العمال سيتصدى دائما لأي تهديد لهذا البلد ولشعبنا. لن نترك بريطانيا أبدا دون حماية."
لكن كوربين دعا في الوقت عينه إلى نهج مختلف في السياسة الخارجية وتسوية شاملة.

ويسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى نيل موافقة البرلمان على التحرك عسكريا ضد الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن عارض حزب العمال هذا الإجراء عام 2013.
وقال الناطق باسم كاميرون إن رئيس الوزراء سيلتقي بالرئيس الفرنسي يوم الاثنين لمناقشة الحرب على المقاتلين المتشددين في سوريا والعراق.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة