Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : فرار الالاف هربا من معارك حلب والتدخل السعودي التركي محل تساؤل
الخميس ٢٨ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٧, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
فرار الالاف هربا من معارك حلب والتدخل السعودي التركي محل تساؤل
كثفت القوات الحكومية السورية بدعم روسي هجومها على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محيط حلب في تصعيد دفع عشرات الآلاف للفرار قاصدين الحدود التركية.

وتسبب الهجوم حول حلب -التي يقول عمال إغاثة إنها قد تسقط سريعا في أيدي قوات الحكومة- في تعليق محادثات السلام السورية في جنيف الأسبوع الماضي. وتسبب تدخل روسيا بضرباتها الجوية لمساعدة حليفها الرئيس بشار الأسد في ترجيح كفة دمشق في الحرب وانتزاع مكاسب حققها مقاتلو المعارضة العام الماضي.

وبدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أي آمال في التوصل لوقف نار بقوله إنه سيستحيل عمليا وقف القتال مع استمرار السماح بعبور المقاتلين للحدود من تركيا والأردن.

ومن شأن السيطرة الكاملة على حلب -التي كانت أكبر مدن سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية قبل خمس سنوات- منح حكومة الأسد مكسبا استراتيجيا كبيرا في الصراع الذي قتل خلاله 250 ألف شخص على الأقل وتشرد نحو 11 مليونا.

ويهدد تقدم الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه وتضم مقاتلين إيرانيين بمحاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة المنقسمة. ويعيش أكثر من مليون شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب بينما يعيش 350 ألفا في مناطق المعارضة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن ما يصل إلى 55 ألف شخص يفرون الآن من حلب قاصدين حدود بلاده التي تؤوي فعلا مليونين ونصف المليون سوري.

وعلى رغم قول تشاووش أوغلو إن الحدود التركية السورية لا تزال مفتوحة فإن اللاجئين عند معبر أونجو بينار قرب مدينة كلس التركية وضعوا في معسكرات داخل الجانب السوري. وهذا المعبر مغلق بدرجة كبيرة منذ نحو عام.

قصف وسيارات إسعاف
وقال المسؤول المحلي التركي سليمان تبسيز إن نحو 35 ألف سوري وصلوا إلى معبر أونجو بينار خلال 48 ساعة. وأضاف: "حدودنا ليست مغلقة.. لكن لا توجد حاجة في الوقت الراهن لاستضافة هؤلاء الأشخاص داحل حدودنا."
واكد مسؤول إغاثة تركي إن اللاجئين على الجانب السوري آمنين ويتلقون الغذاء.
وبعض الخيام في المخيم ممزقة وبالية بينما يبدو البعض الآخر والذي وفرته منظمات الإغاثة التركية جديدا.

وقال أحد اللاجئين ويدعى محمد إدريس إنه فر من مدينة أعزاز القريبة معتمدا على سياسة الباب المفتوح التي يتبناها الرئيس التركي طيب إردوغان. وبعد أربعة أيام لا يزال محمد في انتظار الدخول. واضاف:"من قبل كان طيب إردوغان يقول على شاشات التلفزيون إن سوريا وتركيا شقيقتان لكنه الآن لا يفتح الأبواب... منازلنا دمرت وأتينا لبيته. فإلى أين يمكن أن نذهب؟".
وسمع مراسل ل"رويترز" في أونجو بينار قصفا بين الحين والآخر ورأى العديد من سيارات الإسعاف التركية عبر الحدود.
في الوقت نفسه اصطف عشرات اللاجئين السوريين على الجانب التركي من أونجو بينار لمناشدة السلطات السماح بدخول أقاربهم الهاربين من القصف.

وكان أحمد سعدول (43 عاما) يجلس في سيارته مع أطفاله الأربعة في الجانب التركي من الحدود على أمل أن يعود إلى سوريا حتى يتسنى له البحث عن أقربائه. وكان يعيش في منطقة أعزاز لكنه يقيم الآن في كلس.

وقال "الآن هناك آلاف من أعزاز ينتظرون على الجانب الآخر. لقد هربوا من الروس. أريد أن أعود لأجلب أقاربي. يقصفون السوريين طوال الوقت. واضاف: "غادر كثيرون حلب لكن لا يزال هناك كثير من المدنيين. إذا نجحت روسيا سنموت كلنا."

وتنفي روسيا أنها تستهدف المدنيين وتقول إن أفعالها تهدف لدعم الحكومة الشرعية في سوريا ومحاربة الإرهاب. ويتهم الغرب وتركيا اللذان يريدان رحيل الأسد موسكو باستخدام القوة بلا تمييز في الصراع.

لكن الحكومة السورية حصلت على دفعة هائلة بالتدخل الروسي. وقال المعلم في مؤتمر صحافي اليوم السبت إن دمشق ستقاوم أي طرف يعتدي على أراضيها.
وأضاف "أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده."
وبدا أنه يقصد بتعليقاته السعودية والبحرين اللتين قالتا الأسبوع الماضي إنهما مستعدتان للمشاركة في أي عمليات برية في سوريا إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق بدء مثل هذا النوع من العمليات.

وجاءت تصريحاته ردا على اعلان الناطقق باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ان الرياض مستعدة للمشاركة في اي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا.
وفي اليوم نفسه اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان لديها "اسبابا جدية" تحمل على الاعتقاد بان انقرة تعد "لتدخل عسكري" في سوريا.
هل تتدخل السعودية؟
ويرى محللون أن السعودية وتركيا قد ترسلان عددا محدودا من القوات البرية إلى سوريا لدعم فصائل المعارضة خشية ان تواجه هزيمة ساحقة محتملة من قبل النظام السوري المدعوم من روسيا.
ويشكل مصير الفصائل المقاتلة المدعومة سعوديا في سوريا، مصدر قلق كبير للمملكة.

وأعتبر أندرياس كريغ من قسم الدراسات الدفاعية في كلية "كينغ" في لندن بأن السعودية "مستميتة للقيام بشيء ما في سوريا".
وقال إن المعارضة "المعتدلة" تواجه خطر التعرض لهزيمة كبيرة في حال سيطرت قوات النظام على حلب، خصوصا بعدما تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق امداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا، بغطاء جوي روسي.
واضاف كريغ الذي يعمل ايضا مستشارا للقوات المسلحة القطرية "انها مشكلة بالنسبة إلى السعودية وقطر اللتين استثمرتا بكثافة في سوريا من خلال طرح المعارضة المعتدلة كبديل على الأرض".
وشدد على أن "تركيا والسعودية في حاجة إلى تغيير مسار هذه الحرب. لذا فإن أي تدخل سعودي سيكون بالتعاون مع الدوحة وأنقرة".

وتعتبر محافظة حلب أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة المسلحة في سوريا، التي تواجه ربما أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات تقريبا، تزامنا مع تعثر مفاوضات السلام.

وفي هذا السياق، يشير مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج إلى أن "السعوديين يعتقدون أن فرصة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية محدودة جدا".
ويضيف "انهم لا يرون أن هناك ضغوطا حقيقية على النظام لتقديم تنازلات كبيرة (...) ويعتقدون أن الامور ستحسم ميدانيا في نهاية المطاف".
ويوضح أن "تركيا متحمسة لهذا الخيار (إرسال قوات برية) منذ بدأ الروس حملتهم الجوية ومحاولته اخراج تركيا من المعادلة".
يؤكد العاني أن السعوديين جادون في نشر قوات "كجزء من التحالف الدولي، خصوصا في حال مشاركة قوات تركية".
لكنه يرى على غرار محللين اخرين ان التدخل السعودي سيكون محدودا، نظرا إلى كون الرياض تقود تحالفا عربيا مستقلا يقاتل في اليمن منذ عام تقريبا، وتحرس الحدود الجنوبية للمملكة من هجمات المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.
ويقول العاني إن السعوديين "منهكون، ولكن من حيث المبدأ أعتقد أنهم لن يترددوا في إرسال عدد معين من مقاتليهم للقتال في سوريا"، مضيفا أن ذلك من المحتمل أن يشمل قوات خاصة سعودية.

ويوضح كريغ أنه مع "تعثر" السعودية ودول خليجية أخرى في اليمن، لا يمكن توقع سوى امكان توسيع عمليات "التدريب والتجهيز" وإرسال قوات خاصة خليجية لمساعدة المعارضة المسلحة في سوريا.
ويقول ان "لدى السعودية وقطر شبكات على الأرض"، ويرى الدوحة حلقة وصل بين الرياض وانقرة وسط تحسن العلاقات بين البلدين.

والجمعة، رحب الناطق باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر "بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف" ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتدعو الولايات المتحدة منذ أسابيع عدة شركاءها في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى تكثيف جهودهم العسكرية ضد الجهاديين.
وفي تشرين الثاني ، أبدت الإمارات استعدادها أيضا لإرسال قوات برية لمحاربة الجهاديين في سوريا.

لكن في ما يتعلق بالسعودية، اعربت الباحثة في "تشاثام هاوس" في لندن جين كينينمونت عن اعتقادها ان الرياض أكثر اهتماما بحرب اليمن من مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتضيف "لكن ما قد ترونه هو أعداد صغيرة من القوات البرية، وربما أيضا قوات خاصة من شأنها أن تكون هناك جزئيا كإشارة رمزية بأن المملكة السعودية تدعم قتال داعش".
وتبدو كينينمونت "متشككة نسبيا" حيال احتمال تدخل الجيش التركي في سوريا، "لكننا قد نرى اهتماما لديهم في احتواء النفوذ الكردي".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة