الأحد ٢٨ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٩, ٢٠١٦
المصدر : جريدة القدس العربي
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تقرير حالة الحريات الإعلامية الصادر عن «سند»: ارتفاع معدلات الانتهاكات ذات الطابع الجنائي عام 2015
طارق الفايد
عمان ـ «القدس العربي»:فقد 58 صحافياً حياتهم خلال عام 2015 على خلفية عملهم الإعلامي، منهم 43 قتلوا عمداً، و15 آخرين سقطوا ضحايا أثناء قيامهم بالتغطية الإعلامية في مناطق النزاع. وما يلفت الانتباه أن ما نسبته 70٪ من الصحافيين الذين قتلوا عمداً تم إعدامهم رمياً بالرصاص من قبل تنظيم الدولة وبشكل علني، وذلك بعد اختطافهم وإجراء المحاكمات الميدانية لهم أمام أعين السكان المحليين في الساحات العامة.

وقام تنظيم الدولة بإعدام 30 صحافياً منهم 29 في العراق، إلى جانب إعدام الصحافي الياباني كينجي غوتو في سوريا ونشر فيديو إعدامه على «اليوتيوب». واختطف 69 صحافياً منهم 44 في اليمن من قبل جماعة الحوثي، و4 في سوريا من قبل تنظيمات مسلحة، وقد تم اختطاف صحافي في قطاع غزة من قبل مجهولي الهوية وأفرج عنه لاحقاً، فيما تعرض ثلاثة صحافيين لمحاولات اغتيال، و4 آخرون لمحاولات اختطاف. وكشف الملخص الإعلامي المكثف لتقرير حالة الحريات الإعلامية الصادر عن شبكة «المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي» «سند» أن العام 2015 شهد ارتفاعاً في عدد القتلى والمختطفين من الصحافيين، كما شهد ارتفاعاً ملحوظاً في تكرار الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة. وتستمر شبكة «سند» والتي يتولى إدارتها مركز حماية وحرية الصحافيين، في إصدار تقريرها السنوي للعام الرابع على التوالي، والذي يرصد ويوثق الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها الإعلاميون بسبب عملهم ونشاطهم الإعلامي.

تزايد حالات الانتهاكات

ويعرض الملخص أبرز النتائج والمؤشرات الأولية التي أعدها فريق من الباحثين والراصدين الذين تمكنوا من رصد وتوثيق 34 نوعاً ونمطاً من الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون بسبب عملهم الإعلامي. ووثق التقرير خلال العام 2015 نحو 3863 انتهاكاً بارتفاع كمي ملموس عن العام السابق 2014 عندما وثقت شبكة «سند» 3277 انتهاكاً. وأفاد أن فريق رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة «سند» قد تمكن من رصد وتوثيق الانتهاكات في 19 دولة عربية هي: الأردن، الإمارات، البحرين، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، سوريا، الصومال، العراق، فلسطين ـ وتشمل انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة وقطاع غزة ـ قطر، موريتانيا، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، اليمن ومصر. ولم يتمكن باحثو وراصدو الشبكة من جمع معلومات عن باقي الدول لصعوبات ومشكلات الرصد والتوثيق ولم تتوفر عنها معلومات كافية وهي: جيبوتي، جزر القمر وسلطنة عمان. وبين أن معدلات الانتهاكات الجسيمة ذات الطابع الجنائي في العام 2015 قد استمرت بالمحافظة على معدلاتها المرتفعة بشكل ملحوظ مقارنة مع العام الذي سبقه 2014، في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار والصراعات في عدد من دول العالم العربي. وسجل التقرير خلال العام الماضي 1658 انتهاكاً جسيماً وجنائياً ما شكل 43٪ من مجموع الانتهاكات، ولم يثبت للباحثين في «سند» تعرض أحد مرتكبي هذه الانتهاكات للعقاب أو التحقيق والمساءلة في الانتهاكات التي قام بارتكابها ومست الحقوق الإنسانية للصحافيين بسبب عملهم الإعلامي. وأظهرت نتائج ملخص التقرير تعرض نحو 2410

صحافيين وإعلاميين للانتهاكات والاعتداءات، وبلغ عدد المؤسسات الإعلامية التي تعرضت مكاتبها ومقارها لاقتحامات أو اعتداءات نحو 222 مؤسسة إعلامية، وكلها وقعت في 1084حالة تمكن الباحثون في شبكة «سند» من رصدها وتوثيقها. وأشار إلى أن دول العراق واليمن وسوريا وليبيا والصومال هي أخطر الدول على حياة الصحافيين خاصة مع تواجد تنظيم الدولة على أراض شاسعة في العراق وسوريا، ومحاولة جماعة الحوثي فرض سيطرتها على وسائل الإعلام في اليمن. وبين أن تنظيم الدولة و»جماعة الحوثي» هما من أكثر الجهات اعتداء وخطراً على الصحافيين وحياتهم، حيث قتل تنظيم الدولة في العراق 27 صحافياً عمداً بعد اختطافهم خاصة في مدينة الموصل، فيما فقد صحافيان آخران حياتهما برصاص قناصي التنظيم أثناء قيامهما بالتغطية، بينما أقدم التنظيم على قتل الصحافي الياباني كينجي غوتو في سوريا.

وأوضح الملخص الإعلامي أن 15 صحافياً فقدوا حياتهم أثناء قيامهم بتغطية الاشتباكات المسلحة في مناطق الصراع، منهم ثلاثة صحافيين في العراق و7 في سوريا و5 في اليمن. وقال إن 69 صحافياً اختطفوا منهم 44 صحافيا في اليمن من قبل جماعة الحوثي، وقد أفرج عن 11 منهم بينما لم يتمكن الباحثون في شبكة «سند» من معرفة مصير الآخرين وعددهم 33 صحافيا. وأضاف أن تنظيم «داعش» في العراق قام باختطاف 20 صحافياً ثم قام بإعدامهم بعد اختطافهم.

انتهاكات الأجهزة الأمنية

وتشير إحصائيات التقرير الذي تعتزم شبكة «سند» إطلاقه للسنة الرابعة على التوالي وبنسخته الكاملة إلى أن الأجهزة الأمنية في الدول العربية ارتكبت ما نسبته 40.5٪ من مجموع الحالات التي رصدتها «سند»، وقد حلت على رأس قائمة الجهات المنتهكة، يليها بنسبة 16٪ انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصحافيين الفلسطينيين. وبينت الإحصائيات أن الحالات التي ارتكبتها جماعة الحوثي في اليمن حلت في المرتبة الثالثة كماً من مجموع الانتهاكات وبنسبة بلغت 9.3٪ ، وتليها في المرتبة الرابعة مباشرة انتهاكات قيدت تحت بند «مجهولي الهوية» وهي الانتهاكات التي لم تعرف حتى إعداد التقرير الجهات التي ارتكبتها على وجه التحديد وبلغت نسبتها 5.5٪ . وأظهرت «سند» أن انتهاكات تنظيم «داعش» قد حلت بالمرتبة الخامسة وبنسبة 5.3٪ ، تليها انتهاكات اشتبه مسؤولون ومتنفذون بارتكابها في عدد من دول العالم العربي بنسبة 4.7٪ وحلوا في المرتبة السادسة، كما جاءت انتهاكات ارتكبها مواطنون عاديون في المرتبة السابعة بنسبة 4.2٪ . وحول ترتيب المناطق والدول كماً من حيث عدد الانتهاكات فقد جاءت انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على الصحافيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بالمرتبة الأولى بمجموع 1007 انتهاكاً بما نسبته 26٪ من مجموع الانتهاكات. وجاءت مصر في المرتبة الثانية بمجموع انتهاكات بلغ 650 انتهاكاً وبنسبة 17٪ من مجموع الانتهاكات، يليها في المرتبة الثالثة العراق 440 انتهاكاً بنسبة 11.4٪ ، ثم اليمن في المرتبة الرابعة بواقع 322 انتهاكاً وبنسبة 8.4٪ . وحلت فلسطين وتشمل الانتهاكات في الضفة الغربية وقطاع غزة بالمرتبة الخامسة بواقع 296 انتهاكاً وبنسبة 7.7٪ ، تليها تونس في المرتبة الخامسة بواقع 282 انتهاكاً وبنسبة 7.3٪ ، والسودان في المرتبة السادسة بمعدل 255 انتهاكا وبنسبة 6.6٪ ، ثم المغرب في المرتبة السابعة بواقع 165 انتهاكاً وبنسبة4.3 ٪ . أما الانتهاكات في سوريا فقد حلت في المرتبة العاشرة بواقع 103 انتهاكات وبنسبة 2.7٪ ، ثم لبنان في المرتبة الحادية عشرة بواقع 95 انتهاكاً بنسبة. واحتل الأردن المرتبة الثانية عشرة وقد سجل 73 انتهاكاً، يليه الجزائر في المرتبة الثالثة عشرة بـ 35 انتهاكاً، ثم الصومال بالمرتبة الرابعة عشرة بواقع 35 انتهاكاً، وليبيا في المرتبة الخامسة عشرة بواقع 30، فالسعودية في المرتبة السادسة عشرة بـ24، وموريتانيا في المرتبة السابعة عشرة بواقع 23، والبحرين في المرتبة الثامنة عشرة 15 انتهاكاً، ثم قطر في المرتبة التاسعة عشرة بواقع 13 انتهاكاً، تليها الإمارات بواقع 5 انتهاكات في المرتبة العشرين، وفي المرتبة الحادية والعشرين والأخيرة تأتي الكويت بمعدل انتهاكين فقط.

الاعتداء على الحق في حرية الرأي

وتضمن الملخص الإعلامي إحصائية خاصة بالحقوق المعتدى عليها والواردة في القانون الإنساني الدولي، حيث جاء الاعتداء على الحق في حرية الرأي والتعبير بالمرتبة الأولى مسجلاً 1398 انتهاكاً وبنسبة 36.2٪ من مجموع الانتهاكات التي سجلها الملخص الإعلامي. وجاء الاعتداء على الحق في السلامة الشخصية في المرتبة الثانية مسجلاً 1196 انتهاكاً وبنسبة 31٪ ، يليه في المرتبة الثالثة الاعتداء على الحق في التملك بنحو 478 انتهاكاً وبنسبة 12.4٪ ، ثم الاعتداء على الحق في الحرية والأمان الشخصي بواقع 443 انتهاكاً وبنسبة 11.5٪ . وسجل الملخص 104 حالات لمحاكمات غير عادلة ما يندرج في الاعتداء على الحقوق في مجال شؤون القضاء وقد حل بالمرتبة الخامسة، يليه الاعتداء على الحق عدم الخضوع للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة بواقع 89 انتهاكاً في المرتبة السادسة، ثم الاعتداء على أسمى الحقوق الإنسانية وهي الحق في الحياة بواقع 61 انتهاكاً وحل بالمرتبة السابعة. وحل الاعتداء على الحق في حرية التنقل والإقامة في المرتبة الثامنة بواقع 48 انتهاكاً، يليه الاعتداء على الحق في الخصوصية في المرتبة التاسعة مسجلاً 24 انتهاكاً، وفي المرتبة العاشرة والأخيرة حل الاعتداء على الحق في معاملة غير تمييزية مسجلاً 22 انتهاكاً.

ووثق الباحثون في شبكة «سند» خلال العام الماضي 879 انتهاكاً في المنع من التغطية وحجب المعلومات، و674 اعتداء جسدياً والإصابة بجروح تعرض له صحافيون في الميدان على خلفية عملهم الإعلامي. وسجل التقرير تعرض 193 صحافيا ومؤسسة إعلامية لأضرار بالأموال وخسائر بالممتلكات ما يعتبر اعتداء على الحق في التملك، فيما سجل 304 حالات لحجز الحرية والاعتقال التعسفي في معدل غير مسبوق حسب إحصائيات شبكة «سند». وتعرض 337 صحافياً وصحافية لاعتداءات لفظية تتضمن القدح والذم وتهديد بالإيذاء بسبب عملهم الإعلامي، فيما تعرض 156 صحافيا

وصحافية للاستهداف المتعمد بالإصابة أثناء قيامهم بواجبهم المهني في الميدان. وبينت إحصائيات الشبكة في تقريرها الرابع لعام 2015 تكرار الاعتداء على أدوات العمل ومصادرتها 152 مرة، فيما تعرض 104 صحافيين لمحاكمات غير عادلة خاصة في مصر. وأظهرت الإحصائيات تعرض 97 صحافياً للمضايقة أثناء العمل الإعلامي، والأخطر تعرض 89 صحافياً للتعذيب والمعاملة المهينة. وتعرض 88 صحافيا وصحافية للتحقيق الأمني على خلفية تقارير إعلامية من إعدادهم، وتكررت الرقابتان السابقة واللاحقة 74 مرة، وحجزت أدوات عمل 60 صحافيا. وتكررت مصادرة الصحف بعد الطبع 59 مرة خاصة في السودان، وتشير الإحصائيات إلى تعرض 56 مقراً لمؤسسات إعلامية للاعتداء، ومنها للاعتداء الجسيم بالقصف في اليمن، وقد تعرض 52 صحافيا لحذف محتويات الكاميرا أثناء التغطية، ومنع التنقل والسفر أو الإقامة 48 صحافياً خاصة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة. وتضمنت الإحصائيات منع 44 مادة إعلامية ومطبوعة من النشر والتوزيع، فيما تعرض 38 صحافياً للسجن والتوقيف.

حجب مواقع إعلامية

وواجه 28 موقعاً إعلامياً الحجب غالبيتها في اليمن، فيما تعرضت قنوات بث 28 قناة فضائية وإذاعة راديوية للتشويش و/ أو المنع من البث الإذاعي والفضائي وهي نسبة مرتفعة مقارنة بنوع الانتهاك. وقد واجه 25 صحافياً التهديد بالقتل على خلفية عمله الإعلامي، وتعرض 24 صحافيا للاعتداء على منزله ما يعتبر اعتداء على حرمة الأماكن الخاصة. وأظهرت الإحصائيات تعرض 22 صحافياً ومؤسسة إعلامية للتمييز على أساس الجنس والفكر والمعتقد، كما تعرض 21 إعلامياً للمنع من العمل الإعلامي ومنح تصاريح العمل، وحجزت الوثائق الرسمية لنحو 19 صحافيا، وتعرض 17 للاعتداء على الممتلكات الخاصة. وتعرضت عائلات 9 صحافيين للإيذاء ما يندرج تحت مسمى إيذاء ذوي القربى، فيما تعرض 7 صحافيين للتحريض، كما تعرض 4 صحافيين لمحاولات الاختطاف التي باءت بالفشل.
ووثق الباحثون في شبكة «سند» حرمان 4 صحافيين من العلاج أو المأكل والمشرب أثناء اعتقالهم و/ أو اختطافهم على خلفية عملهم الإعلامي.

February 6, 2016


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
من "ثورة الياسمين" إلى "الخلافة الإسلامية"... محطّات بارزة من الربيع العربي
لودريان: حرب فرنسا ليست مع الإسلام بل ضد الإرهاب والآيديولوجيات المتطرفة
نظرة سوداوية من صندوق النقد لاقتصادات الشرق الأوسط: الخليج الأكثر ضغوطاً... ولبنان ‏الأعلى خطراً
دراسة للإسكوا: 31 مليارديرًا عربيًا يملكون ما يعادل ثروة النصف الأفقر من سكان المنطقة
الوباء يهدد بحرمان 15 مليون طفل شرق أوسطي من الحصول على لقاحات
مقالات ذات صلة
المشرق العربي المتروك من أوباما إلى بايدن - سام منسى
جبهات إيران الأربع والتفاوض مع الأمريكيين
إردوغان بوصفه هديّة ثمينة للقضيّة الأرمنيّة
إيران أو تحويل القضيّة فخّاً لصاحبها - حازم صاغية
عن تسامح الأوروبيين ودساتيرهم العلمانية الضامنة للحريات - عمرو حمزاوي
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة