يتوجه المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا في 29 حزيران الجاري الى نيويورك للمشاركة في جلسة لمجلس الامن لاطلاع الدول المعنية على ما آلت اليه العملية السياسية بعد شهرين كاملين من توقفها.

وصرح دو ميستورا في مؤتمر صحافي عقده أمس بعد اجتماع لمجموعة العمل الدولية حول الشؤون الانسانية ومتابعة وقف الاعمال العدائية ان التوصل الى اتفاق وقف النار في السابق حصل بعد اتفاق بين الراعيين للعملية السياسية في سوريا الروسي والاميركي "ونحن اليوم في حاجة من جديد الى مساع مماثلة من اجل اعادة دقع العملية السياسية الى الامام".

وصدر تصريح دو ميستورا الذي وضع الكرة في الملعب الروسي - الاميركي بعد معلومات حصلت عليها "النهار" من ممثلي دول تشارك في لقاءات المجموعة الدولية مفادها أن التباين بين الجانبين الروسي والاميركي وبلغ مستويات بعيدة حول العقدة الاساسية في اعادة العمل بقرار وقف الاعمال العدائية، أي تصنيف "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة". وقالت أوساط هؤلاء الاطراف لـ"النهار" إن الجانب الاميركي أسقط من تصنيفاته منذ أسابيع عدة التصنيف الاممي لـ"جبهة النصرة"، الموجودة الى جانب تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على لائحة الارهاب الاممية، وبات المندوبون الاميركيون يستخدمون عبارة "الثوار" عند الحديث عن "النصرة"، الامر الذي زاد الخلافات ووسع الشرخ مع الجانب الروسي المتمسك بتصنيف "النصرة" منظمة ارهابية بموجب التصنيف الاممي والذي يطالب بالتعامل معها عسكرياً كتنظيم "داعش".

وتقاطعت هذه المعلومات مع معطيات تم الحصول عليها من معارضين سوريين مقربين من موسكو، أوضحوا ان السفير الاميركي المعين في دمشق مايكل راتني عرض خلال لقاءاته مع المعارضين خريطة لتوزيع القوى في سوريا، وفي هذه الخريطة تنقسم السيطرة على الارض بحسب الالوان، الاحمر للقوات النظامية، الاسود لـ"داعش" والاصفر لـ"حزب الله"، والأخضر للفصائل المسلحة التي تعتبرها واشنطن معتدلة، وتضم هذه الفصائل "جيش الاسلام" و"أحرار الشام" و"الجيش السوري الحر" وعدداً من الفصائل الاخرى بينها "جبهة النصرة".

ويطمح دو ميستورا خلال لقاءاته في نيويورك ومن بعدها في واشنطن حيث سيلتقي مسؤولين في الادارة الاميركية، الى اعادة دفع العملية السياسية من خلال تحريك مفاوضات جنيف المتوقفة منذ 27 نيسان الماضي، وبالتوازي مع هذا المسعى يواصل الفريق الاممي لقاءات تحت عنوان "مشاورات تقنية" مع الاطراف السوريين.