استعادت القوات العراقية أمس السيطرة الكاملة على مدينة الفلوجة، أحد أهم معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، بعد "تطهير" حي الجولان في المدينة التي سيطر عليها الجهاديون مطلع عام 2014. وتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى المدينة قائلاً: "أدعو العراقيين للخروج والاحتفال في كل مكان... أدعو جميع العراقيين الى الاحتفال بمثل هذا اليوم في جميع مناطق العراق". وأضاف: "سنرفع العلم العراقي في الموصل قريبا"، في اشارة الى كبرى المدن العراقية في شمال البلاد والتي لا تزال خاضعة لسيطرة الجهاديين.
وبدأت القوات العراقية فجر 23 أيار بمساندة الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة عمليات واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على الفلوجة الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً غرب بغداد، ثاني أهم معاقل الجهاديين بعد مدينة الموصل في شمال العراق.
وأعلن الناطق باسم جهاز مكافحة الارهاب صباح النعمان "استعادة كامل المدينة" وقال: "اليوم أعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي تطهير المدينة بعد سيطرة جهاز مكافحة الارهاب على حي الجولان" آخر الاحياء التي كان يتمركز فيها الجهاديون.
واضاف ان الجولان، "آخر معقل لتنظيم داعش في هذه المدينة التي أصبحت آمنة حالياً من تهديدات داعش الارهابي" وان تطهيره "لم يستغرق من قبل قواتنا أكثر من ساعتين ولم تطلق منه ولا رصاصة واحدة من داعش ما يدل على انه قد هزم وخسر المعركة". وأشار ان "القوات الامنية العراقية باتت تسيطر على مدينة الفلوجة بالكامل".
وأكد بيان لقيادة العمليات المشتركة "استعادة الجولان"، لكنه تحدث عن جيوب تقاوم في شمال شرق الفلوجة. وافاد مصدر عسكري عراقي ان الدمار الذي لحق بمدينة الفلوجة جراء العمليات العسكرية التي شهدتها لا يتجاوز عشرة في المئة.
وقال الساعدي إن "هذه المعركة هي أنظف معركة مدن في كل العراق"، في اشارة ضمنية الى اضرار كبيرة لحقت بمدن اخرى طرد منها الجهاديون مثل تكريت والرمادي. وسبق عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة فجر 23 أيار، حصار مشدد استمر أشهراً فرض على المدينة بمشاركة قوات الحشد الشعبي، الفصائل الشيعية المدعومة من ايران.
وتكرر حضور قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني "الباسدران" الجنرال قاسم سليماني في مواقع العمليات حول مدينة الفلوجة خلال الفترة الأخيرة.
|