السبت ٢٠ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢٤, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
تركيا تمهِّد لهجوم جرابلس وترى مكاناً للنظام وسيطرة كردية على الحسكة وتحذير أميركي لدمشق
توصل المقاتلون الاكراد وقوات النظام السوري أمس في رعاية روسية الى اتفاق "نهائي" لوقف النار ينهي أسبوعاً من المعارك العنيفة في مدينة الحسكة التي بدأت الحياة تعود اليها تدريجاً في شمال شرق البلاد.
ورأى المحللون ان هذا الاتفاق يصب في مصلحة الاكراد الذين نجحوا في تحقيق "انتصار" عسكري في المدينة.

وأعلن مسؤول في المكتب الاعلامي التابع للادارة الذاتية الكردية في شمال سوريا انه تم التوصل الى "اتفاق نهائي حول وقف النار برعاية روسية" بين "وحدات حماية الشعب" الكردية وقوات النظام السوري في مدينة الحسكة.
وأكد التلفزيون الرسمي السوري بدوره التوصل الى "اتفاق لوقف النار" يتضمن "تسليم الجرحى وجثامين الشهداء وتبادل الاسرى" مساء الثلثاء.

وعقد الاثنين اجتماع في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية والتي تستخدمها القوات الروسية في سوريا، في حضور مسؤولين أكراد في مسعى للتوصل الى اتفاق ينهي المعارك المستمرة في مدينة الحسكة منذ الاربعاء الماضي.

وأوضحت الادارة الذاتية أن بنود الاتفاق تتضمن "انسحاب القوات المسلحة من المدينة، وتسليم وحدات حماية الشعب الكردية مواقعها الى قوات الامن الداخلي الكردية (الاسايش)"، كما يتبادل الطرفان الأسرى والجرحى، وتفتح كل الطرق التي اقفلت نتيجة الاشتباكات.

وأفاد مصدر كردي ان "وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها ستخرج من المدينة، على ان تبقى فيها قوات الاسايش فضلا عن قوات الشرطة المدنية التابعة للنظام والتي سيقتصر وجودها على المربع الامني" حيث يقع مبنى المحافظة.

وكانت مدينة الحسكة مقسمة بين الاكراد الذين يسيطرون على ثلثي المدينة، وقوات النظام في الجزء المتبقي منها، الا انه خلال المعارك الاخيرة تمكن المقاتلون الاكراد من التقدم وباتوا يسيطرون على 90 في المئة من المدينة، فيما انحصر وجود قوات النظام في المؤسسات الحكومية بوسط المدينة.

وقال مسؤول كردي إن أحد مطالبهم الاساسية هو "حصر وجود قوات النظام في المؤسسات الحكومية لتسيير شؤون المواطنين المدنية والخدماتية".
ورأى الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير اوغلو ان اتفاق وقف النار هذا يعني "حصول الاكراد على ما يريدونه باقل الخسائر الممكنة".

واعتبر مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، الى ان "ما جرى في الحسكة يعتبر انتصاراً للقوات الكردية"، وقال: "بات الاكراد يسيطرون بشكل فعلي على محافظة الحسكة باستثناء بعض الوجود الرسمي الرمزي للنظام".

وأعلن الاكراد على الاثر اقامة ادارة ذاتية موقتة في مناطق كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، اطلقوا عليها "روج آفا" (غرب كردستان). وفي اذار الماضي، اعلنوا النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.

تحذير أميركي
وحذرت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" الاثنين النظام السوري من استعدادها لاسقاط أي طائرة تهدد قوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في شمال سوريا، لكنها امتنعت عن اعلان حظر طيران في هذه المنطقة.

وكان مسؤولون عسكريون أميركيون أعربوا عن استياء كبير الاسبوع الماضي بعدما استهدف الطيران السوري قوات كردية ومستشارين من الائتلاف حول الحسكة.

وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية إنه على رغم تأكيد واشنطن لروسيا قبل بضعة أشهر عد أن الفصل بين الإرهابيين والمعارضة في سوريا لن يستغرق أكثر من أسبوعين إلا أن هذا الفصل لم يحصل بعد.

أنقرة
في غضون ذلك، أبدت تركيا استعدادها لتقديم دعم كامل لعملية تهدف الى طرد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) من بلدة جرابلس السورية قرب الحدود التركية.
ومساء، أمرت السلطات التركية سكان مدينة كركميش الصغيرة التي تقع قبالة جرابلس باخلائها "لدواع امنية". وكانت المدينة تعرضت صباحاً لسقوط قذائف هاون.

وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي: "لا نريد داعش في العراق ولا في سوريا. سنقدم كل أشكال الدعم الى العملية (الهادفة الى طرد الجهاديين) من جرابلس".

ويحتشد مئات من أفراد الفصائل المقاتلة المدعومة من انقرة على الجانب التركي من الحدود تحضيراً لهجوم لطرد "داعش" الاسلامية من جرابلس السورية، آخر المعابر الخاضعة لسيطرة الجهاديين في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وعزا مسؤول تركي هذه العملية الى رغبة تركيا في منع القوات الكردية من السيطرة على البلدة "وفتح ممر للمسلحين المعارضين المعتدلين".

وصرح مدير المرصد السوري بان "القصف التركي لشمال سوريا هدفه منع تقدم القوات المدعومة من الاكراد (قوات سوريا الديموقراطية) في اتجاه جرابلس"، لافتاً الى ان القصف تركز الى جانب جرابلس "على المنطقة الفاصلة بين منبج وجرابلس".

وفي موقف تركي لافت، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن من الطبيعي أن يكون للنظام السوري مكان الى طاولة التفاوض في محادثات السلام.

وفي تعليقات بثتها شبكة "إن تي في" التركية للتلفزيون على الهواء مباشرة، قال قورتولموش أيضاً إن البدء بالتغلب على الأزمة السورية بمساعدة روسيا سيساعد على تمهيد الطريق أمام أفق جديد للسلام في سوريا. ورأى وجوب إعادة البحث في إقامة مناطق آمنة في شمال سوريا.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة