الأربعاء ٢٤ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٢١, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
روسيا تمدِّد هدنة حلب والاتحاد الأوروبي يلوِّح بعقوبات
أفادت الأمم المتحدة أمس أن روسيا أبلغتها أنها ستتوقف عن قصف شرق حلب 11 ساعة يومياً طوال أربعة أيام، لكن ذلك لا يكفي للتوصل الى اتفاق أوسع لوقف النار يتيح خروج مقاتلي المعارضة من المنطقة المحاصرة.

وقال الجيش السوري إن وقفا للنار من جانب واحد دخل حيز التنفيذ للسماح للمعارضة بمغادرة شرق حلب المحاصر، في خطوة رفضتها المعارضة التي قالت إنها تعدّ لهجوم مضاد لكسر الحصار.

وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند إن الروس "قالوا 11 ساعة يومياً لمدة أربعة أيام تبدأ من اليوم... الخميس... نأمل أن تكون أربعة أيام من غد الجمعة". وأضاف: "إنهم يدرسون ذلك اليوم الإضافي"، مشيراً إلى أن روسيا أعلنت أول الأمر وقفا لمدة ثماني ساعات، لكن الأمم المتحدة اعترضت على أن الفترة قصيرة بما لا يسمح بإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات.

ولم تعلن روسيا التوقف أربعة أيام، لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتمديد أول توقف لمدة 11 ساعة الذي انتهى بعد ظهر أمس لمدة 24 ساعة إضافية.

وأوضحت روسيا أنها أوقفت القصف لأنها تتوقع أن يغادر مقاتلون من "جبهة فتح الشام" والتي كانت تعرف في السابق باسم "جبهة النصرة" المدينة بموجب اتفاق لوقف النار اقترحه المبعوث الاممي ستافان دو ميستورا في شأن سوريا.

لكن دو ميستورا ردّ بأنه اعتبر وقف القصف استجابة لطلب الأمم المتحدة لاجلاء المحتاجين الى رعاية طبية. وقال: "الاتفاق واضح. على النصرة أن تعلن استعدادها للخروج أو يعلن ذلك آخرون نيابة عنها وفي الوقت عينه هناك التزام من الحكومة (السورية) باحترام الإدارة المحلية... فلنفصل بين الأمرين. اليوم نحن نعتبر ذلك إجلاء طبياً أو دعماً طبياً. الخطوات التالية هي جزء من اتفاق أكبر ينبغي التوصل إليه".

تحذير سوري لتركيا
على صعيد آخر، حذر الجيش السوري من أنه سيسقط أي طائرات حربية تركية تدخل المجال الجوي السوري رداً على غارات جوية نفذتها تركيا ليل الاربعاء في شمال سوريا.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان: "أي محاولة لتكرار خرق الأجواء السورية من قبل الطيران الحربي التركي سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة". ووصفت العارات الجوية التركية بأنها "عدوان سافر".

واستهدفت الغارات الجوية التركية مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية الذين تدعمهم الولايات المتحدة.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري ناقشا عبر الهاتف إجراءات تسوية الوضع في شرق حلب.

أوروبا تلوح بعقوبات
في غضون ذلك، شدّد زعماء الاتحاد الأوروبي الـ28 لهجتهم للتنديد بدور موسكو في النزاع السوري وخصوصاً قصف حلب، وأكدوا ان "كل الخيارات" تبقى مفتوحة بما يشمل فرض عقوبات.
وصرح رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك بان الاوروبيين يجب ان يبقوا كل الخيارات مفتوحة.

وقال عند وصوله لحضور القمة الأوروبية في بروكسيل انه على الاتحاد الأوروبي ان يبقي جميع الخيارات مفتوحة في التعامل مع روسيا "بما في ذلك فرض عقوبات اذا استمرت الجرائم".

واعتباراً من مساء الاربعاء لوح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برلين بفرض عقوبات على موسكو.

والخميس أكد هولاند ان "كل الخيارات مفتوحة" في ظل عدم فرض هدنة دائمة.
ودعت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاتحاد الأوروبي الى رد "قوي وموحد" على "الفظائع" التي ترتكبها روسيا في سوريا، وذلك لدى وصولها الى بروكسيل حيث تشارك للمرة الاولى في قمة للاتحاد الأوروبي.

وجاء في مسودة اتفاق حصلت عليها "وكالة الصحافة الفرنسية" ان كل الخيارات ممكنة "بما يشمل عقوبات اضافية تستهدف الجهات الداعمة لنظام" الرئيس السوري بشار الأسد.

وسيصدر زعماء الاتحاد الأوروبي بياناً يندّدون فيه "بشدة بالهجمات التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه وخصوصاً روسيا على المدنيين في حلب"، داعياً الى "وقف فوري للأعمال القتالية" للسماح بايصال المساعدات الانسانية الى المدنيين "من دون عائق".

وعرضت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني على دول الاتحاد الأوروبي الـ28 خطة لفتح "حوار" مع القوى الاقليمية والتمهيد لعملية انتقال سياسي وإعادة البناء في سوريا.

تعزيزات بحرية روسية
وعبرت مجموعة من السفن العسكرية الروسية بينها حاملة الطائرات "الاميرال كوزنتسوف" مياه بحر الشمال متجهة الى قبالة سواحل سوريا في شرق المتوسط وراقبتها من بعيد سفن حربية بريطانية.

وصرح ناطق باسم البحرية الملكية البريطانية بان المجموعة التي تضم ثماني سفن، تعتبر أكبر عملية انتشار لسفن بحرية عسكرية روسية تشاهد قبالة السواحل البريطانية في السنوات الأخيرة.
وتقوم كل من الفرقاطة البريطانية "اتش ام اس ريتشموند" والمدمرة "اتش ام اس دنكان" مراقبة السفن الروسية التي تضم السفينة الحربية التي تعمل بالطاقة الذرية "بيوتر فيكلي" والمدمرة "فايس اميرال كولاكوف".

ويأتي نشر هذه السفن بعد أسابيع من تصريح وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو بأن "الاميرال كوزنتسوف"، وهي جزء من الأسطول الشمالي، سترسل الى شرق المتوسط لتعزيز القوات البحرية المنتشرة في المنطقة.

وصرح ناطق باسم البحرية البريطانية ان حجم القوة البحرية الروسية "غير معتاد"، إلا ان السفن الروسية كانت "تتصرف بطريقة جيدة" إذ كانت تحجز مناطق تحليق وتتصل بمحطات حرس السواحل باستمرار. وقال: "الجزء الأهم من هذه السفن هو بالتاكيد حاملة الطائرات".

وقال مسؤول في حلف شمال الاطلسي إن عملية انتشار السفن "لا توحي بالثقة" بأن موسكو تسعى الى حل سياسي للأزمة السورية. وأكد وجود "خطط لتراقب القوات البحرية لحلف شمال الاطلسي السفن الروسية لدى توجهها الى مياه المتوسط".

وراقبت الاسطول الروسي سفن نروجية وطائرات لدى ابحارها في المياه الدولية قبالة سواحل نروج.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة