الجمعه ٢٩ - ٣ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٢١, ٢٠١٦
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
طائرات تركية تقصف مقاتلين أكراداً مدعومين من أميركا
قصفت طائرات تركية مقاتلين أكراداً مدعومين من أميركا شمال سورية بأكثر من 20 ضربة جوية الليلة الماضية ما يسلط الضوء على الأهداف المتعارضة للبلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ساحة قتال تزداد تعقيداً.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في وقت متأخر من مساء الأربعاء أن الطائرات استهدفت مواقع «قوات سورية الديموقراطية» التي يقودها الأكراد في ثلاث قرى شمال شرقي مدينة حلب كانت القوات قد انتزعتها من «داعش».

وأكد الجيش التركي أن طائراته الحربية نفذت 26 ضربة جوية على 18 هدفاً لمسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال سورية وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين. لكن «المرصد» أورد عدداً أقل بكثير للقتلى قائلاً إن 11 شخصاً قتلوا وأصيب عشرات بجروح. وقال مسؤولون من الإدارة التي يقودها الأكراد وتدير أغلب مناطق شمال شرقي سورية إن عشرات قتلوا. وساندت الولايات المتحدة القوات الكردية في قتالها لتنظيم «داعش» ما أغضب أنقرة التي ترى «وحدات حماية الشعب» الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً منذ ثلاثة عقود في جنوب شرقي تركيا.

وقال الجيش التركي إن خمس قذائف أطلقت من داخل منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية -وتقع إلى الغرب من المناطق التي استهدفها القصف الجوي- لتسقط في أرض فضاء في إقليم هاتاي التركي الخميس وإنه تم الرد عليها بمدافع هاوتزر.

وأضاف الجيش أن 21 من مسلحي حزب العمال الكردستاني قتلوا في عمليات في إقليم هكاري في جنوب شرقي تركيا حيث اشتعل العنف منذ تخلي حزب العمال الكردستاني عن وقف إطلاق النار العام الماضي. وهذه الضربات الجوية هي الأعنف على «وحدات حماية الشعب» منذ أن شنت تركيا حملتها العسكرية داخل سورية قبل شهرين. وجاءت بعد ساعات من تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن تركيا قد تتصرف في شكل منفرد للقضاء على أعدائها في الخارج.

كما جاءت قبيل زيارة مرتقبة يقوم بها وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر لأنقرة الجمعة.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمس الأربعاء: «من الآن فصاعداً لن ننتظر حتى تأتي المشكلات وتطرق بابنا لن ننتظر حتى نجد النصل على رقابنا لن ننتظر حتى تأتي الجماعات الإرهابية لمهاجمتنا».

وقال «المرصد» إن القرى التي تعرضت للقصف هي حسياء وأم القرى وأم الحوش. وتقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً غرب الباب آخر بلدة كبيرة ما زال يسيطر عليها تنظيم «داعش» في شمال غربي سورية.

ودخلت تركيا - وهي أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد- الصراع السوري في آب (أغسطس) مستخدمة قوتها المدرعة والجوية لمساعدة فصائل «الجيش السوري الحر» المعارض للاستيلاء على أراض يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود.

لكن تدخلها يهدف كذلك إلى منع «قوات سورية الديموقراطية» من كسب المزيد من الأراضي. وكانت القوات تتقدم شرقاً صوب الباب وهي البلدة التي تسعى القوات المعارضة المدعومة من تركيا لانتزاعها من تنظيم «داعش». وقال الجيش التركي إن ضرباته الجوية دمرت تسعة مبان وعربة مدرعة وأربع مركبات أخرى تابعة لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية.

من جهتها، قالت «المنسقية العامة لكانتونات الإدارة الذاتية الديموقراطية» في بيان إنها «تدين قصف الطيران الحربي التركي لمنطقتي الشهباء وعفرين» ذلك أن «الطائرات التركية الحربية تقصف منذ المساء كلاً من قرى أم الحوش وأم القرى بالإضافة إلى قرية حصية الواقعة في مناطق الشهباء ريف حلب الشمالي في شكل عنيف بعد أن تم تحريرها اليوم (أمس) على يد الفصائل الثورية».

وزاد: «يأتي القصف بعد ساعات فقط من تحرير خمسة قرى بالإضافة إلى سد الشهباء ومركز سيرياتيل من التنظيم الإرهابي داعش. كما وما زالت مناطق وقرى عفرين تتعرض لقصف تركي وحشي استشهد جراء ذلك العشرات من المواطنين.

وإذ قالت «المنسقية العامة لكانتونات الإدارة الذاتية الديمقراطية (الجزيرة، كوباني، وعفرين)» أنها «تستنكر هذا الاعتداء السافر الذي ترتكبه السلطة التركية، مهددة بذلك حياة مئات المدنيين من أبناء هذه القرى والمناطق المجاورة لها وارتكاب المجازر بحقهم»، قالت إنها ستبدي «كل ما يلزم لحماية المدنيين وعموم مكونات شمال سورية. كما نؤكد بأن الدولة التركية تؤكد مرة أخرى وعبر هذا الاعتداء السافر عدم ارتياحها من تحرير هذه القرى من التنظيم الإرهابي داعش وكما يظهر بشكل دامغ على أنه المدافع عنه الآن وطيلة سنوات وجود التنظيم الإرهابي ومن يرتبط به من مجموعات وأشخاص».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة