الثلثاء ١٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ٥, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
المعارضة السورية رفضت اقتراحاً روسياً للانسحاب من حلب
أكدت المعارضة السورية في حلب للولايات المتحدة أنها لن تنسحب من المنطقة المحاصرة في المدينة بعدما دعت موسكو الى محادثات مع واشنطن في شأن انسحابها، في مؤشر لمواصلتها القتال حتى بعد إصابة أكبر قادتها.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش يستهدف السيطرة الكاملة على حلب في غضون أسابيع بعدما انتزع السيطرة على مساحات واسعة من شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة في تقدم وجه ضربة كبيرة الى الانتفاضة المسلحة على الرئيس السوري بشار الأسد.

ومع نزوح ما يربو على 30 ألف شخص عن ديارهم بسبب المعارك التي دارت أخيراً، بدأ السكان الذين فروا من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في بداية الحرب، يعودون إلى حي هنانو الذي فقدته المعارضة أخيراً لتفقد منازلهم.

وفي ظل هجوم بلا هوادة قد لا يكون أمام مقاتلي المعارضة أي خيار سوى التفاوض على الانسحاب من شرق حلب المحاصر حيث يعتقد أن هناك عشرات الآلاف من المدنيين.
ويبدو أن دول المنطقة ودول الغرب التي تدعم الانتفاضة لا تعتزم أو لا تستطيع أن تفعل شيئاً لمنع هزيمة رئيسية للمعارضة التي تقاتل لإسقاط الأسد.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة سبعة أيام في حلب يمكن تجديدها بعد ذلك. ولكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور القرار.

والسبت قالت روسيا التي ساعدت قواتها الجوية الحكومة في شرق حلب هذه السنة إنها مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة في شأن الانسحاب الكامل لقوات المعارضة من حلب.

لكن المسؤول الكبير في المعارضة السورية زكريا ملاحفجي الذي يتخذ تركيا مقراً له قال إن جماعات المعارضة التي تقاتل في حلب أبلغت مسؤولين أميركيين السبت أنها لن تترك المدينة. وأضاف أن المسؤولين الأميركيين سألوا مقاتلي المعارضة "هل تريدون الخروج (أم) الصمود؟... نحن رددنا على الاميركيين كالآتي: نحن لا يمكن أن نترك مدينتنا وبيوتنا للميليشيات المرتزقة التي حشدها النظام في حلب... ما ممكن أن نترك بيتنا للأفغاني والعراقي وإلى آخره. هذه أحياؤنا وهذه بيوتنا وهذه مدينتنا ونحن صامدون".

وأضاف: "سمعوا الجواب وما علقوا بأي شيء". وأوضح أن مقاتلي المعارضة دعوا "أشقاء وأصدقاء الشعب السوري لأن يقفوا معنا... يصمدوا معنا ما دمنا صابرين وواقفين وفي الوقت نفسه نطالب بشكل عاجل جداً ليس من أجلنا ولكن من أجل المصابين ومن أجل المدنيين بدخول مساعدات طبية وإنسانية من دواء وغداء وإجلاء الجرحى والمصابين".

ولم تعلق الولايات المتحدة بعد على الاقتراح الذي طرحه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإجراء محادثات في شأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة "دون استثناء" من حلب.

"اسابيع" للسيطرة على حلب
وتعهد الجيش السوري الذي يدعمه على الأرض مسلحون يضمون جماعات شيعية من العراق وإيران ولبنان سحق المعارضة المسلحة في حلب.
وأفاد المصدر العسكري السوري أن الإطار الزمني للسيطرة على كامل حلب "أسابيع".
وقال إن الجيش السوري سيواصل تنفيذ العمليات الى حين القضاء على "الإرهابيين" والسيطرة كاملة على الأحياء الشرقية من حلب.

وفي السابق، قالت مصادر موالية لدمشق إن الجيش يستهدف استعادة السيطرة على حلب بالكامل مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني 2017. والسبب هو تخفيف خطر تحول السياسة الأميركية في شأن سوريا على رغم أن ترامب لمح إلى أنه قد ينهي الدعم الأميركي للمعارضة المسلحة.

وتقدر الأمم المتحدة أن المعارك الأخيرة أدت إلى نزوح نحو 30 ألف شخص توجه منهم 18 ألفاً إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة، بينما ذهب 8500 إلى حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الأكراد ويتنقل الآخرون في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا ستافان دو ميستورا إن ما يزيد على 100 ألف شخص ربما لا يزالون في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن العدد قد يصل إلى 200 ألف شخص.

النظام يسيطر على 60 في المئة من حلب الشرقية و46 قتيلاً في غارات يرجّح انها روسية على إدلب

خاضت قوات النظام السوري معارك عنيفة أمس ضد الفصائل المقاتلة في شرق مدينة حلب، مع محاولتها التقدم أكثر في عمق الاحياء الشرقية بعد سيطرتها على أكثر من 60 في المئة منها.

تحدّث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن "معارك عنيفة بين الطرفين تتركز في حي كرم الميسر، تزامناً مع استمرار الاشتباكات على أطراف أحياء الجزماتي وكرم الطراب وطريق الباب" وهي ثلاثة أحياء تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليها تماماً السبت.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تواصل تقدمها فى الاحياء الشرقية لمدينة حلب وتعيد الامن والاستقرار الى دوار الجزماتى ودوار الحلوانية".

وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة من حي الجزماتي فيما كان دوي المعارك والغارات يسمع بقوة في الاحياء المجاورة.
وبدأت قوات النظام هجوماً في 15 تشرين الثاني لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وتمكنت منذ نهاية الاسبوع الماضي من السيطرة على القطاع الشمالي وأحياء أخرى مجاورة. وأفاد المرصد أن القوات النظامية باتت تسيطر على أكثر من 60 في المئة من مساحة الاحياء الشرقية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "قوات النظام تسعى الى التقدم والسيطرة على حي الشعار والاحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة الى الانسحاب بشكل كامل الى جنوب الاحياء الشرقية".
وجددت المعارضة السورية مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الهجوم على شرق المدينة.

ودعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية في بيان "مجلس الأمن وكل الدول الصديقة والمجتمع الدولي عامة الى الاضطلاع بمسؤولياتها والعمل الفوري لإيقاف القصف والمجازر التي تتعرض لها مناطق عدة في سوريا وحلب بشكل خاص".
وطالبت بـ"السعي الحثيث لإدخال المساعدات الإنسانية غير المشروطة" بعدما "أصبحت حلب مدينة منكوبة مهددة بكارثة كبرى".

وبعد أيام من سيطرتها على القطاع الشمالي في شرق حلب، دعت قيادة الجيش السوري "سكان الأحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة الى منازلهم" بعد اعادة "الامن والاستقرار" الى تلك الأحياء.

وبعد توقف استمر أكثر من أربع سنوات، عاودت السبت أوتوبيسات النقل الحكومية رحلاتها من غرب مدينة حلب الى الاحياء الشرقية. وتوجه مئات الاشخاص لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.
وأعلنت روسيا، أبرز حلفاء دمشق، ارسالها قافلة تضم أكثر من 30 شاحنة محملة مساعدات انسانية الى "السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية" في مدينة حلب.

عشرات القتلى في غارات
وأعلن المرصد ان 46 شخصاً غالبيتهم من المدنيين قتلوا من جراء غارات شنّتها طائرات "يرجّح انها روسية" على مناطق عدة في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا.
واستهدفت الغارات مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل وقرية النقير في ادلب.

وتسببت هذه الغارات، استناداً الى المرصد، بمقتل "19 شخصاً على الأقل بينهم أطفال في معرة النعمان" في ريف ادلب الجنوبي.
وأوضح المرصد ان بين القتلى، ومعظمهم مدنيون، أربع جثث مجهولة الهوية. وقال مصور لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" ان الغارات استهدفت سوقاً في المدينة.

دو ميستورا
والسبت، جدّد المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دو ميستورا من روما دعوة "روسيا وايران" الى استخدام "نفوذهما" لاقناع دمشق بالتفاوض جدياً. وقال: "حان الوقت الان للبدء بمفاوضات فعلية"، متوجهاً بالحديث الى الرئيس السوري بشار الاسد: "اتصل بالامم المتحدة للقول: +انا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية+".

وصرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" بان تقدم قوات النظام السوري في مناطق شرق حلب لا يمثل "انتصاراً للاسد" أو حليفه الروسي فلاديمير بوتين. وقال: "من المستحيل تصور ان ملايين الشعب السوري ستتصالح مع نظام يقوده الاسد ... هناك ملايين السوريين الذين لن يقبلوا هذه النتيجة وسيواصلون القتال، ولذلك فان أفضل نتيجة للرئيس بوتين ودماه الذين يدعمهم هو الجلوس الى طاولة المفاوضات والتوصل الى اتفاق يبعد سوريا عن نظام الاسد".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة