الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ٨, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
«استياء» روسي من التصعيد و«مذبحة الصهريج» تضرب «قضاة الفصائل» في أعزاز
موسكو - رائد جبر لندن - «الحياة» 
شهدت مدينة أعزاز، معقل فصائل المعارضة في شمال سورية، مذبحة أمس أوقعت عشرات المواطنين والمسلحين، وبينهم قضاة شرعيون في الفصائل المحسوبة على تركيا. وفي حين اتجهت الأنظار في المسؤولية عن المذبحة التي نُفّذت بصهريج مفخخ إلى تنظيم «داعش»، قال ناشطون إن أعداد القتلى قد تصل إلى 60، فيما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى 48 قتيلاً بينهم «5 قضاة إسلاميين و14 مقاتلاً وحارساً ينتمون إلى الفصائل»، ومؤكداً وجود «جثث متفحمة لم يتم التعرف إليها». (للمزيد)

في الوقت ذاته، توقفت العمليات العسكرية أمس في وادي بردى قرب دمشق، بعد التوصل إلى اتفاق أعده وسطاء من المنطقة يبدأ بـ «تحييد المياه» عن المعركة، على أن تنفّذ لاحقاً بنوده الأخرى التي تشمل، مرة جديدة، ترحيل مسلحين من المعارضة إلى إدلب، معقل الجماعات الإسلامية في شمال غربي البلاد. وفيما أكد «حزب الله» الذي يشارك في المعارك إلى جانب القوات الحكومية، أن هدنة وادي بردى بدأت التاسعة صباحاً بعد زيارة «وفد روسي» للمنطقة الجمعة، ظلّت موسكو ملتزمة صمتاً مطبقاً، على رغم إشارة وسائل إعلام حكومية إلى استياء روسي بسبب التصعيد الذي شهدته المنطقة في الأيام الأخيرة. وتجنبت وزارة الدفاع الروسية تأكيد أو نفي دخول ضباط روس إلى وادي بردى.

وسواء جاء الاتفاق على التهدئة في «خزان مياه دمشق»، كما توصف منطقة وادي بردى، بناء على «أمر روسي» أو كان نتيجة جهد وسطاء محليين، فإن ذلك سيساهم في تذليل عقبة جديدة أمام مفاوضات آستانة المقررة أواخر الشهر الجاري، بعدما كانت فصائل المعارضة وبدعم تركي، تشترط أن يشمل وقف النار الذي دخل يومه التاسع منطقة وادي بردى أيضاً، وإلا فإنها ستعتبر الهدنة منتهية ولن تشارك في التحضير لمفاوضات السلام.

وأفيد بأن وادي بردى شهد هدوءاً أمس على خلفية اتفاق بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة يقضي بالسماح بدخول فرق صيانة لإصلاح الأعطال في محطات ضخ المياه التي تغذّي العاصمة السورية «العطشى» منذ توقف الإمداد عنها أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأفاد «المرصد» بأن طرفي القتال توصلا إلى اتفاق ينص على «إعادة ضخ المياه من نبع عين الفيجة ووادي بردى إلى دمشق» قبل البدء بتنفيذ بقية بنوده «على أن يتحمل كل جانب مسؤولية عرقلة الاتفاق أو إعاقة تنفيذ بنوده».

ولفت «المرصد» إلى أن الاتفاق الذي أعده «وسطاء» في وادي بردى يستند إلى «تحييد المياه عن أي اشتباكات أو اقتتال، وإدخال ورشات صيانة لإصلاح النبع ومضخات المياه، وإعادة ضخها إلى دمشق، لإثبات أن الفصائل ليست هي من قطع المياه عن العاصمة». وتضمن الاتفاق «تسوية أوضاع المطلوبين لأي جهة أمنية كانت» وإرسال «المسلحين من خارج المنطقة، بسلاحهم الخفيف، إلى إدلب مع عائلاتهم».

في غضون ذلك، باشرت القوات البحرية الروسية في المتوسط استعدادات لتنفيذ أوامر بسحب الجزء الأكبر من القطعات البحرية المرابطة قرب الشواطئ السورية. واعتبر الأميرال فيتشيسلاف بوبوف القائد السابق لأسطول بحر الشمال الذي يضم غالبية القطع البحرية المنوي سحبها وبينها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» والطراد الصاروخي النووي الثقيل «بطرس الأكبر»، أن مجموعة السفن الحربية التي ستغادر شرق البحر المتوسط، ستبقى متأهبة لعودة محتملة إلى الشاطئ السوري، موضحاً أن «المجموعة ستعود إلى المنطقة إذا حدث أي أمر يهدد حل الأزمة السورية أو التسوية السياسية». واعتبر أن الظروف الراهنة تسمح بإعادة المجموعة البحرية الروسية إلى قواعدها، لكن هذا «لا يعني انتهاء مهماتها».

سياسياً، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف بحث مع نظيره الفرنسي جان مارك إرولت ليل الجمعة، أزمتي سورية وأوكرانيا.

وأوضحت أن الجانب الروسي أكد في المكالمة الهاتفية، أن اللقاء المنتظر في آستانة يجب أن يكون «حلقة مكملة لمسار جنيف»، ويهدف إلى «جمع وتوحيد الأطراف التي تمتلك سيطرة على الأرض».

على صعيد آخر، أوردت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، أن 9 فصائل بارزة اتفقت أمس على تشكيل «مجلس قيادة تحرير سورية» من أجل تنظيم العمل العسكري والسياسي في مواجهة الحكم السوري وداعميه، وذلك «بعد مشاورات استمرت لأشهر». وأشارت إلى أن الاتفاق يقضي بتشكيل «هيئة عسكرية» و «هيئة سياسية» على أن يكون «قادة الفصائل هم أعضاء مجلس القيادة». وأضافت أن من المتوقع الإعلان رسمياً عن هذا الاتفاق «خلال أيام»، مشيرة إلى أنه يشمل فصائل «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «جيش الإسلام» و «جبهة أهل الشام» و «الجبهة الشامية» و «تجمع فاستقم كما أمرت» و «صقور الشام» و «أجناد الشام» و «فيلق الشام» و «فيلق الرحمن». وخلا الاتفاق من فصيل «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) الذي يتردد على نطاق واسع أنها تحضّر لوحدة مع فصائل بارزة.

«استياء» روسي من التصعيد قرب دمشق

النسخة: الورقية - دولي الأحد، ٨ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)
التزمت موسكو الصمت حيال الوضع في وادي بردى قرب دمشق، على رغم إشارة وسائل إعلام إلى استياء روسي بسبب التصعيد، وحرص ناطق عسكري في قاعدة «حميميم» على التأكيد أن «الانتهاكات محدودة ولا تؤثر في وقف النار»، في حين تحدث جنرال روسي سابق عن «قدرة موسكو على إعادة نشر وحدات أسطولها قرب شواطئ سورية إذا دعت الحاجة».

ولم يصدر في موسكو تعليق رسمي على تطورات الوضع في منطقة وادي بردى، وتجنبت وزارة الدفاع تأكيد أو نفي دخول ضباط روس إلى المنطقة، في حين أشارت وسائل إعلام حكومية إلى استياء روسي بسبب مواصلة التصعيد ومحاولات لمحاصرة الموقف.

وقال ناطق في «مركز المصالحة» التابع لقاعدة حميميم على الساحل السوري أن الساعات الـ24 الماضية شهدت وقوع 15 انتهاكاً من جانب قوات المعارضة في ريف دمشق وحماة وحلب واللاذقية. وأشار إلى أن مجريات الأيام الأخيرة دلّت على تراجع في حجم وعدد الخروقات لنظام وقف إطلاق النار المعلن في سورية بضمانة مشتركة من جانب روسيا وتركيا. لكن الناطق تجاهل، أمس، الإشارة إلى معطيات الجانب التركي حول انتهاكات وقعت من جانب النظام والقوات الحليفة له، خلافاً لبيانات سابقة اشتملت على معطيات قدمتها أنقرة في هذا الشأن.

وأعلن «مركز المصالحة» الروسي أن 10 تشكيلات مسلحة في محافظة حماة انضمت إلى الهدنة، موضحاً أن عدد التشكيلات المسلحة التي أعلنت التزامها بوقف العمليات القتالية في سورية وصل إلى 104.

في الأثناء، باشرت القوات البحرية الروسية في المتوسط استعدادات لتنفيذ أوامر انسحاب الجزء الأكبر من القطعات البحرية المرابطة قرب الشواطئ السورية. واعتبر الأميرال فيتشيسلاف بوبوف القائد السابق لأسطول بحر الشمال الذي يضم غالبية القطع البحرية المنوي سحبها وبينها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» والطراد الصاروخي النووي الثقيل «بطرس الأكبر»، أن مجموعة السفن الحربية التي ستغادر شرق البحر المتوسط، ستبقى متأهبة لعودة محتملة إلى الشاطئ السوري، موضحاً أن «المجموعة ستعود إلى تلك المنطقة إذا حدث أي أمر يهدد حل الأزمة السورية أو التسوية السياسية هناك». واعتبر أن الظروف الراهنة تسمح بإعادة المجموعة البحرية الروسية إلى قواعدها، لكن «هذا لا يعني انتهاء مهماتها».

وشدد الأميرال على أن «الحديث لا يدور عن سحب كامل للمجموعة العسكرية الروسية من سورية، بل عن تقليص جزئي لها، وذلك بعد تحقيق الهدف الأساسي لوجودها. لكنه شدد على أن «من السابق لأوانه الحديث عن إنجاز العملية العسكرية الروسية في سورية، أو عن انتهاء المشكلة السورية»، مضيفاً أن «مرحلة العمليات العسكرية الأساسية انتهت، وتبقى مهمة تقديم الدعم العسكري للحكومة السورية الشرعية، والعمل في مجال القضاء على الإرهابيين سيستمر».

سياسياً، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف بحث مع نظيره الفرنسي جان مارك إرولت، مساء الجمعة، أزمتي سورية وأوكرانيا.

وقالت أن الجانب الروسي أكد في المكالمة الهاتفية أن اللقاء المنتظر في آستانة يجب أن يكون «حلقة مكملة لمسار جنيف»، ويهدف إلى «جمع وتوحيد الأطراف التي تمتلك سيطرة على الأرض». وزادت أن لافروف شدد على أن اللقاء في عاصمة كازاخستان «يجب أن يجمع وراء طاولة المفاوضات كل من لديه القدرة الفعلية على تنفيذ الالتزامات».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة