القاهرة - هبة ياسين انتقد البرلماني المصري خالد يوسف أداء مجلس النواب في بلاده، معتبراً أن الغالبية شأنها شأن الحكومة «تفتقد الرؤية». وقال يوسف، وهو أحد أبرز المخرجين السينمائيين في مصر، إنه لا ينوي خوض انتخابات البرلمان مرة أخرى، لكنه في الوقت نفسه لن يعتزل السياسة، غير أنه «سيتراجع خطوة إلى الخلف من السياسة إلى الفن». وقال لـ «الحياة» إنه رفض عرضين لتولي حقيبة الثقافة في حكومتين سابقتين، لعدم طموحه في تقلد منصب رسمي تنفيذي.
وعُرف يوسف في فترة بقربه من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقال: «كنت واحداً ضمن خمسة مستشارين أساسيين مقربين له أثناء حملته للانتخابات الرئاسية، بجانب عمرو موسى والراحل محمد حسنين هيكل وعبدالجليل مصطفى ومصطفى حجازي. وكنا أول من أفصح عن نيته الترشح للرئاسة، وحينها اتسم السيسي بأنه مستمع جيد، يقتنع وينفذ كثيراً مما نطرحه، لكن يبدو أنه انشغل بمهام منصبه الآن، فأضحت اللقاءات التي تجمعنا أقل قليلاً، وكذلك حجم الاستشارات، والاستجابة إليها تقلصت جداً».
ووصف عضو البرلمان المصري المشهد السياسي في بلاده بأنه «مرتبك»، قائلاً: «الفقراء يزدادون بؤساً ويأساً، والقرارات الاقتصادية الأخيرة أطاحت ملايين المصريين، وتقلصت الحريات، ويجري تأميم خفي للإعلام عن طريق إغلاق جميع المنافذ باستثناء نافذة أو اثنتين، فضلاً عن الجنوح لتأميم العمل الأهلي من خلال قانون الجمعيات الأهلية». وأكد أنه «لا يمكن للوطن أن يتنفس من رئة واحدة هي رئة النظام، بل نحتاج لأكثر من رئة».
ويرى يوسف، الذي ينتمي إلى تكتل «25 – 30» المعارض في البرلمان المصري، أن اقتراحات تكتل الأقلية تذهب «أدراج الرياح» بين غالبية كاسحة يقودها «ائتلاف دعم مصر» الذي حمّله المسؤولية التاريخية أمام الله والتاريخ والشعب في ما وصلت إليه الأمور. وأضاف: «لا أعلم من يحرك غالبية البرلمان الذين يدعون أن ضمائرهم هي دافعهم لاتخاذ تلك المواقف، ولست راغباً في المزايدة على وطنيتهم، لكن يبدو أن هذا هو مبلغ إدراكهم للأوضاع، تحت دعوى اضطرارهم لتمرير تلك القوانين المجحفة كي لا تتأزم الأوضاع على حد تصورهم. أرى أنها غالبية تفتقد الرؤية شأنها في ذلك شأن الحكومة المصرية».
وسُئل يوسف عن أسباب فشل الثورة في صنع نخبة ثقافية وسياسية، فأجاب بأن «قوى الثورة اتسمت بالمراهقة وعدم التحلي بالنضج الكافي للتحوّل من العمل الثوري إلى السياسي، فنجد قرابة 20 أو 30 نائباً فقط من قوى الثورة هم من استطاعوا الفوز بعضوية البرلمان، في حين كان يفترض بهذه الثورة التي امتدت بكل هذه الملايين من الإسكندرية إلى أسوان أن تفرز 200 أو 300 نائب لتمثيلها، وحينها كانت ستتغير المعادلة، وكذلك وجه الوطن».
لكن يوسف لا يقول أن «الثورة بموجتيها قد باءت بالفشل»، وأيضاً لا يدعي أن شيئاً من أهدافها قد تحقق باستثناء «الاستقلال الوطني»، إذ تخلصت مصر من التبعية عما كان عليه الأمر خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك، لكن فشلت مصر في تحقيق العدالة الاجتماعية، ولم تزد مساحات الحرية، لافتاً إلى أنه يأمل بأن يجنح الرئيس السيسي إلى «التغيير» وإدراك مطالب المصريين والاستجابة لها. |