الجمعه ١٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٠, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
انخفاض التوقعات في جنيف السوري وواشنطن تجري مراجعة
خفضت الأمم المتحدة والأطراف الآخرون المشاركون في جهود السلام السورية توقعاتهم لحصول انفراج كبير في محادثات جنيف المقررة في غضون أيام في ظل ارتباك السياسة الأميركية في شأن الأزمة السورية وعدم وضوح علاقتها مع روسيا.

وصرح المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا إن عدم وضوح الموقف الأميركي جعل حل القضايا الشائكة في الصراع المستمر منذ ستة أعوام أكثر صعوبة من جهود الوساطة التي أجراها في شأن العراق وأفغانستان في السابق.

وقال: "لا يمكنني أن أقول لكم (ما اذا كانت ستنجح) ولكن علينا أن نعمل على أن تكون هناك قوة دفع حتى إذا لم يكن ممكناً أن يصمد وقف النار طويلاً إن لم يكن هناك (حل) سياسي" في إشارة إلى وقف النار الهش الذي أعلن بوساطة روسيا وتركيا في أستانة عاصمة قازاقستان.

وقال :"شيء واحد أبحث عنه في هذه اللحظة... استراتيجية أميركية واضحة. أين الولايات المتحدة (من الحل السياسي)؟ ليس عندي رد لأنني لا أعرف".
وتعاود المحادثات السورية في جنيف الخميس المقبل بعد تسعة أشهر تقريباً من إعلان دو ميستورا وقفها عقب سلسلة جولات أفضت في النهاية إلى تصعيد للعنف.

وأفاد ديبلوماسيون أوروبيون في وقت سابق أن مسؤولين أميركيين استبعدوا التعاون العسكري مع روسيا حتى تضغط على دمشق لقبول وجهة نظر أشمل.
وأوضح دو ميستورا أن المحادثات ستركز على صوغ دستور جديد واجراء انتخابات حرة ونزيهة في إشراف الأمم المتحدة وحكم يتسم بالشفافية وقابل للمحاسبة.

وسأل عدد من المندوبين دو ميستورا عن سبب توقف الأمم المتحدة عن استخدام عبارة "انتقال سياسي" في وصف أهداف المحادثات. وهو ما تفسره المعارضة بأنه خروج الأسد أو على الأقل تقليص سلطاته.

ولم يجب دو ميتسورا مباشرة عن السؤال، لكنه قال إن جهوده سيظل منصباً على قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي يركز على الحكم الرشيد ودستور جديد وانتخابات.

وقال رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أنس العبدة إنه من غير الواضح ما اذا كان الأسد سيلزم الرحيل. ورأى أن المشاركين لن يتمكنوا من معالجة التهديدات الأمنية العميقة بينما لا يزال الأسد في السلطة.

في انتظار ترامب
وكشف المبعوث الأميركي الى سوريا بريت ماكغورك أمام مؤتمر ميونيخ للأمن إن الإدارة الأميركية تجري مراجعة شاملة لسياستها في شأن سوريا يتوقع استكمالها في الأسابيع المقبلة، لكنه حذر من رفع سقف التوقعات.
وقال: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستخرج بحل يناسب الجميع لأنه لا وجود له".

وشدد على أن واشنطن تركز بشدة على تحرير الرقة من "داعش" وتتبنى مفهوم "أميركا أولا" الذي أعلنه ترامب، قائلا: "سنكون أنانيين في شأن تقديم مصالحنا. أول شيء سيتعين علينا القيام به هزيمة داعش، هذا مهم لأنه تهديد لنا جميعاً. وحتى الآن يستقر داعش في الرقة ومنها يخطط لهجمات كبيرة علينا جميعاً".

تصعيد ما قبل التفاوض
واتهمت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في بيان النظام السوري بتكثيف هجماته العسكرية على عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتها، واعتبرت هذا الامر بمثابة "رسالة دموية" تسبق محادثات جنيف.

ورأت "أن الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام وحلفاؤه باستهدافه درعا والغوطة الشرقية وأحياء برزة والقابون وتشرين في دمشق وحي الوعر في حمص، وحماه وادلب وحلب ... هي رسالة دموية من نظام مجرم تسبق المفاوضات السياسية في جنيف بأيام قليلة معلنة رفضه أي حل سياسي".

وانتقدت الموقف الروسي بقولها: "يزعم الجانب الروسي أنه يملك تأثيراً كبيراً على نظام الأسد، لكنه حتى اللحظة ومنذ توقيع وقف إطلاق النار في الثلاثين من كانون الاول الماضي، لم يبدِ الجدية المطلوبة لكبح النظام عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري، بل تعداه ليكون في بعض الأحيان مباركاً لهذه الجرائم".

وفي بيان منفصل، حمل توقيع "وفد قوى الثورة السورية العسكري" اعتبرت الفصائل العسكرية المعارضة ان التصعيد الاخير للنظام "يقوض مشروع وقف اطلاق النار ويجهز على فرص الحل السياسي ويعطي الحق للفصائل الثورية بالرد المفتوح على كل اعتداء من قبل النظام وحلفائه على الشعب السوري".

وأعلن "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً أن فإن 16 شخصاً على الاقل قتلوا بينهم امرأتان السبت في قصف لقوات النظام استهدف جنازة في ضواحي دمشق، كما قتل ثلاثة مدنيين في غارات جوية استهدفت حي الوعر في حمص.

وفي جنوب سوريا قتل سبعة أشخاص في غارات جوية للنظام، في حين أدى تبادل للنار في درعا الى مقتل ممرضة وطفلة.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة