الجمعه ٢٦ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٢, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
دمشق تعلن حمص «خالية من السلاح» بعد مغادرة آخر عناصر المعارضة
غادرت آخر حافلات تقل عناصر المعارضة السورية وأسرهم حي الوعر المحاصر في مدينة حمص أمس، لتكمل بذلك اتفاقاً يعيد السيطرة على المدينة بأكملها لقوات النظام للمرة الأولى منذ بداية الحرب. ومع مغادرة آخر دفعة من عناصر المعارضة، أعلنت السلطات السورية حمص «مدينة خالية من السلاح».

وغادر مئات المقاتلين، أمس وأول من أمس، في إطار المرحلة الأخيرة من إجلاء مقاتلي المعارضة من حي الوعر الذي تحاصره قوات النظام منذ وقت طويل وهو آخر حي كانت تسيطر عليه المعارضة في حمص.

وقال ضابط روسي للتلفزيون السوري إن القوات الحكومية بدأت السيطرة على مناطق مهمة بالحي بدعم من الشرطة العسكرية الروسية. وقال محافظ حمص طلال البرازي للصحافيين أمس إن أكثر من 700 من مقاتلي المعارضة سيغادرون بنهاية المرحلة الأخيرة (يوم الأحد) إلى جانب ألف آخرين على الأقل بينهم أفراد عائلاتهم، لتعلن المدينة خالية «من السلاح والمسلحين».

وأشار إلى أن العدد الإجمالي للراحلين عن الوعر على مراحل عدة منذ بدء تنفيذ الاتفاق في آذار (مارس) يزيد بذلك على 14 ألفاً. ومن بين هؤلاء نحو 3700 عنصر من المعارضة سمح لهم بالمغادرة محملين بالأسلحة الخفيفة.

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لعناصر معارضة يضعون حقائب وأكياساً في حافلات ويحملون بنادق كلاشنيكوف فيما وقف مسلحون موالون للحكومة يتابعون الإجراءات.

وقال البرازي إن نحو 1150 مقاتلاً من المعارضة قرروا البقاء في الحي وتسليم سلاحهم بموجب اتفاق عفو. ويصف النظام السوري اتفاقات الإجلاء التي تم تنفيذها أيضاً في مناطق محاصرة حول دمشق وفي حلب نهاية العام الماضي بأنها «اتفاقات مصالحة». ويقول إنها تسمح بعودة الخدمات والأمن. وتنتقد المعارضة الاتفاقات قائلة إنها تصل إلى «حد التهجير القسري» لمعارضي النظام بعيداً من المراكز الحضرية الرئيسية في سورية بعد سنوات من الحصار والقصف. كما انتقدت الأمم المتحدة استخدام الجانبين لأسلوب الحصار الذي يسبق مثل هذه الاتفاقات والإجلاءات بوصفه يصل إلى حد التهجير القسري.

وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن حافلات النقل الداخلي استكملت عملية نقل المهجَّرين من حي الوعر. وأكدت مصادر للمرصد أن عملية نقل الأشخاص «استكملت» فيما يجري استكمال عملية نقل الأمتعة وتحميلها في الشاحنات المتوقفة في الحي، استعداداً للمغادرة نحو الشمال السوري لتفترق إلى قسمين أحدهما سيتجه نحو مناطق سيطرة القوات التركية والعناصر الناشطة في عملية «درع الفرات»، في حين سينقل القسم الآخر إلى محافظة إدلب.

من ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن 989 شخصاً خرجوا من حي الوعر بينهم 308 مسلحين ضمن 26 حافلة باتجاه مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، و463 شخصاً بينهم 151 مسلحاً إلى مدينة إدلب، وذلك في إطار خروج الدفعة الأخيرة من المسلحين في الحي. ومن المتوقع أن يتم دخول وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى الحي. وحي الوعر هو آخر معاقل المعارضة في حمص، وهو محاصر منذ أشهر، الأمر الذي أجبر مسلحيه على القبول باتفاق خروجهم مع عائلاتهم.

«الهيئة العليا» تطلب عقد اجتماع لبحث انتخابات جديدة ومؤتمر عام

لندن، موسكو - «الحياة» - بينما ما زالت فصائل المعارضة السورية تقيم نتائج محادثات الجولة السادسة من مفاوضات جنيف، قالت مصادر مطلعة إن «الهيئة العليا للمفاوضات» طلبت عقد اجتماع موسع وعاجل في 29 أيار (مايو) الجاري، من المرجح أن يكون على جدول أعماله عقد مؤتمر عام وإجراء انتخابات جديدة. يأتي ذلك فيما تتواصل التحضيرات لعقد اجتماع للأعضاء المستقلين في الهيئة العليا للمفاوضات، وهم مجموعة من 52 عضواً شكلت نصف تعداد من حضروا مؤتمر الرياض.

وقال مصدر في المعارضة السورية في جنيف لـموقع «روسيا اليوم»، إن «الهيئة العليا للمفاوضات» تقف أمام مفترق خطير وذلك بعد الخلافات التي ظهرت بين الفصائل في اليومين الأخيرين من جولة المحادثات السادسة في جنيف.

وبين المصدر أن الخطر الرئيسي يكمن أساساً في تعليق ثمانية فصائل من «الجيش الحر» مشاركتهم في اجتماعات وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» مع المبعوث الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا، والعودة عن هذا القرار بعد ضغوط دولية ومن داخل الوفد للقبول بتمرير اليوم الأخير المتبقي من المحادثات والتفرغ لحل المشاكل بعد نهاية الجولة.

وأفاد المصدر بأن الهيئة أمام «انفجار داخلي» لأسباب عدة، أهمها عدم قبول «الداخل الثوري» للمعارضة بآلية عمل الهيئة وبخاصة لاتخاذها قرارات فردية من دون الرجوع إلى مكونات الثورة أو التشاور معها. وأوضح أن أصواتاً داخل الهيئة طالبت بتغيير بعض الشخصيات والفصائل غير الفاعلة والتي لم يعد وجود لها على الأرض، وزيادة حصة «الجبهة الجنوبية» من التمثيل، إضافة إلى ملء مقاعد من قاطعوا اجتماعات الهيئة، مثل أحمد الجربا ومعاذ الخطيب ولؤي حسين بشخصيات أخرى. واعتبر المتحدث نفسه أن التحدي الأكبر أمام الهيئة في المرحلة الحالية هو وضع آلية تناوبية لرئاسة الهيئة.

وقبيل اختتام جولة المحادثات السادسة في 19 أيار الجاري، أكدت مصادر عدة أن الاجتماع الأخير للهيئة العليا مع سفراء مجموعة من الدول الداعمة لسورية كان «قاسياً جداً» بحسب ما كشف لـ «روسيا اليوم»، موضحاً أن السفيرين البريطاني والفرنسي اللذين حضرا الاجتماع كانا الأكثر قسوة على أعضاء الهيئة، وحذروهم من عواقب تصرفاتهم تجاه مسار محادثات جنيف وكذلك تجاه الوفد التفاوضي.

يأتي ذلك فيما قال الرئيس المشترك لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم، إن «موقف تركيا هو سبب عدم حضورنا مؤتمر جنيف المتعلق بالأزمة السورية».

وتحدث صالح مسلم عن أوضاع المنطقة، وأكد أن «القرارات التي تمخضت عن اجتماعات آستانة، لا تخدم مستقبل سورية». وأضاف أن «قرار إنشاء مناطق آمنة غير واضح المعالم، وهناك بعض النقاط غير المعلنة، وهو ما لا يخدم وحدة ومستقبل سورية»، مشيراً إلى وجود «مساومات بين تركيا وإيران في ما يتعلق بالمناطق الآمنة في سورية». وتابع قائلاً: «نعتقد أن هذا القرار لن يخدم مستقبل سورية، وهناك مساومة من نوع ما في هذا الإطار، كما أن هناك اتفاقاً بين تركيا وإيران اللتين تمتلكان ملفات غير معلنة». وأوضح مسلم أنهم في الحزب «حتى وإن لم يحضروا محادثات جنيف، فإنهم على تواصل بفريق العمل الخاص بالمبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ويجرون لقاءات معهم».

وأردف قائلاً: «واشنطن وموسكو تعلمان أنه لن يكون هناك حل سياسي في سورية من دون مشاركتنا، وموقف تركيا هو سبب عدم وجودنا على طاولة المفاوضات، ولكن القوى التي تعلم أنه ليس هناك حل سياسي من دون الأكراد، تريد إشراكنا في هذه العملية، ولكن من دون إخراج تركيا منها».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة