الأحد ١٩ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢٦, ٢٠٢٠
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
سوريا
موسكو تطلق معركة «وسط سوريا» انتقاماً لمقتل جنرال
احتكاك أميركي ـ روسي على الحدود السورية ـ العراقية
موسكو: رائد جبر
في وقت كانت الأنظار تتجه إلى إدلب، وسط توقعات باتساع رقعة المواجهات فيها، بدا أن التلميحات التي أطلقها مسؤولون وخبراء عسكريون روس أخيرا، حول مواجهات مرتقبة، وجدت تطبيقا في مناطق وسط سوريا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، إطلاق عمليات واسعة لتعقب «تزايد نشاط المسلحين» في هذه المنطقة، وبهدف «القضاء على فلول الجماعات التي تخضع لسيطرة الولايات المتحدة»، بحسب بيان الوزارة.

وأعلن الناطق باسم القوات الروسية في سوريا، الثلاثاء، أن وسائل الرصد أظهرت «زيادة ملحوظة في نشاط المسلحين في مناطق وسط سوريا»، مشيرا إلى أن مقاتلي «تنظيم داعش» نجحوا في تعزيز مواقعهم واستعادة قدراتهم، بعد العفو الذي أصدرته «إدارة شمال شرقي سوريا» التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.

ووفقا للناطق العسكري، فإن «الإرهابيين يعرقلون عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في سوريا، كما يعملون على تقويض مجالات تطبيع العلاقات بين القبائل العربية المحلية والسلطات السورية». وزاد أن «الولايات المتحدة هي المستفيد الأساسي من هذا النشاط الذي يتم استخدامه لمواصلة تبرير وجودها في شرق سوريا».

وفي إشارة إلى تكثيف التحركات العسكرية لروسيا وقوات النظام في المنطقة، قال الناطق الروسي، إن عملية «الصحراء البيضاء» في سوريا «سوف تستمر ضد فلول العصابات حتى القضاء على الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة»، لافتا، إلى أن «الجيش السوري قام بعملية واسعة النطاق بمشاركة مستشارين روس ضد المسلحين وسط البلاد خلال الأسبوع الأخير، وأدت الضربات للقوات الجوية الروسية والقوات الجوية السورية ونيران المدفعية وعمليات الاستطلاع في «الصحراء البيضاء»، إلى تصفية 327 مسلحا وتدمير 134 ملجأ و17 نقطة مراقبة و7 مخازن عتاد و5 مخازن تحت الأرض للأسلحة والذخيرة».

وفي إشارة إلى السبب الرئيسي وراء توسيع نطاق العمليات الجارية، لفت المسؤول العسكري إلى أن «المسلحين يعملون على زعزعة استقرار الأوضاع في المنطقة من خلال عمليات تخريب خطوط النقل والمنشآت النفطية في سوريا، والهجوم على دوريات ومواقع الجيش السوري. وفي 18 أغسطس (آب) لقي المستشار العسكري الروسي الجنرال (فيتشسلاف) غلادكيخ، مصرعه، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في محافظة دير الزور».

وزاد أنه «انضم إلى عصابات (داعش) وسط سوريا، وهم مسلحون تدربوا في الأراضي التي تحتلها الولايات المتحدة في منطقة التنف والفرات السوري».

وتزامن ذلك، مع بروز تقارير عن وقوع احتكاكات جديدة بين القوات الأميركية والروسية في ريف القامشلي. فيما لفت الأنظار قيام موسكو بتعزيز مواقعها في عين عيسى بريف الرقة في مقابل تنشيط تحركات واشنطن في ريف الحسكة.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل عن العمليات الجارية، وأوضح في بيان، أن موسكو أطلقت الهجوم انتقاماً لمقتل «الجنرال الروسي»، مشيرا إلى أن «ميليشيات موالية للروس بدأت حملة تمشيط جديدة لبادية دير الزور بحثاً عن خلايا (تنظيم داعش) المنتشرة في المنطقة».

ووفقا للمرصد فقد «قام لواء القدس الفلسطيني الموالي للنظام السوري والذي يعمل بإمرة القوات الروسية، فجر أمس، بعملية تمشيط جديدة ضمن بادية دير الزور برفقة المسلحين الموالين لقوات النظام، وذلك انطلاقاً من بادية الشولا غرب دير الزور وصولاً إلى بادية البوكمال شرقا، بحثاً عن خلايا (تنظيم داعش) المنتشر بكثافة هناك، حالها كحال عموم البادية السورية التي ينشط فيها عناصر التنظيم». وزاد أن «عمليات التمشيط جاءت في ظل تصاعد القصف الجوي الروسي على البادية السورية، ولا سيما بعد مقتل الجنرال الروسي قبل أيام».

ولفت المرصد إلى أن حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس (آذار) الفائت من العام 2019 وحتى أمس، «بلغت 661 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لـ140 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لـ(تنظيم داعش) في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء». كما وثق المرصد السوري مقتل عدد من المدنيين، مقابل مقتل 273 من «تنظيم داعش» خلال الفترة ذاتها تحت الهجمات والقصف والاستهدافات.

في غضون ذلك، أفاد المركز الروسي للمصالحة في سوريا بأن مدرعة روسية، تعرضت أمس، للاستهداف من قبل مسلحين خلال دورية روسية - تركية مشتركة في سوريا. وقال المركز الذي يدير نشاطه من قاعدة «حميميم» قرب اللاذقية، إن جنديين روسيين أصيبا بجروح خفيفة، كما تضررت ناقلة جند مدرعة تابعة للشرطة العسكرية الروسية، نتيجة استهداف مسلحين لدورية روسية تركية على الطريق السريع «إم 4» في محافظة إدلب السورية.

ولفت البيان إلى أن الدورية الروسية التركية تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين باستخدام قاذفة قنابل يدوية.

وأفادت وسائل إعلام بأن الدورية المشتركة الروسية التركية الـ25 عادت أدراجها بعد تعرضها لاستهداف من مسلحين بقذيفة «آر بي جي» في محيط بلدة أورم الجوز على طريق «إم 4»، الأمر الذي أدى إلى إعطاب عربة روسية، علما بأن هذا يعد الاستهداف الرابع منذ بدء تسيير الدوريات المشتركة منذ منتصف مارس الماضي والهجوم الثاني في غضون الأسبوع الأخير وحده.

احتكاك أميركي ـ روسي على الحدود السورية ـ العراقية
تزامناً مع تحليق طائرتين حربيتين روسيتين


القامشلي: كمال شيخو
حصل احتكاك عسكري جديد بين القوات الأميركية والجنود الروس، يوم أمس، لدى اعتراض دورية أميركية لأخرى روسية حاولت الاقتراب من الحدود العراقية بالريف الشرقي لمدينة القامشلي. والاشتباك وقع على الطريق السريعة الواصلة بين القامشلي ومدينة المالكية (ديريك) المؤدية إلى المعبر الحدودي مع إقليم كردستان العراق، عندما قطعت الدورية الأميركية الطريق أمام الشرطة العسكرية الروسية التي كانت تنوي التوجه إلى منفذ «سيمالكا» الحدودي، لكن الأخيرة أُجبرت على العودة إلى مواقعها بالقامشلي.

ونقل أهالي وشهود عيان تواجدوا أثناء التشابك، بأن 4 مدرعات أميركية لاحقت ثلاث عربات للشرطة العسكرية الروسية، واعترضت طريقها في بلدة القحطانية (كري سبيه)، الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شرقي القامشلي، بالتزامن مع تحليق طائرتين حربيتين للسلاح الجوي الروسي في سماء المنطقة. وتنتشر القوات الروسية ونقاط عسكرية للقوات النظامية الموالية للأسد، على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا شمالاً، باتفاق مع «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن منذ أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي بعد سيطرة تركيا وفصائل سورية موالية على مدينتي رأس العين بالحسكة، وتل أبيض بالرقة.

وبحسب سكان المنطقة وعلى مدار الأيام الماضية، تجوب دوريات أميركية بشكل دوري لتعقب الدوريات الروسية، وتقف عند مفترق الطرق الرئيسية والفرعية في أرياف القامشلي وديريك، حيث تحاول القوات الروسية الوصول إلى معبر «سيمالكا» والمثلث الحدودي للانتشار في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا، لكن واشنطن تستخدم هذا المعبر منفذاً رئيسياً لعبور القوافل العسكرية من قواعدها في العراق المجاور لدعم قواتها المنتشرة شرقي الفرات.

وعززت القوات الأميركية انتشارها في ريف الحسكة، وأدخلت الأحد الماضي قافلة تضم 50 شاحنة إلى قرية «تل بيدر» كانت محملة بمعدات عسكرية ومواد لوجيستية قادمة من قواعدها بإقليم كردستان العراق المجاور، والقرية تقع عند تقاطع الطريق الدولية (m4) وتؤدي إلى بلدة تل تمر غرباً، وناحية الدرباسية شمالاً، ومحافظة الحسكة جنوباً، ومدينة القامشلي شرقاً. وكانت قافلة ثانية وصلت مطلع الأسبوع الحالي حاملة عتاداً عسكرياً ومواد لوجيستية وصهاريج وصلت للقاعدة الأميركية في بلدة الشدادي جنوب الحسكة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال «المرصد» في بيان نُشر على حسابه الرسمي، أمس، إنه وصلت نحو 13 آلية عسكرية روسية محملة بالمعدات اللوجيستية والأسلحة والذخائر قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، توجهت نحو قاعدتها في بلدة عين عيسى الواقعة بالريف الشمالي لمحافظة الرقة.

ويقول العقيد الأميركي مايلز كيغينز، المتحدث الرسمي لقوات التحالف الدولي في تصريح، إنه وقبل 5 سنوات وقّعت كل من قوات التحالف الدولي بسوريا والقوات الروسية اتفاقيات تنص على عدم التعرض، «لدينا مكتب خاص بعدم التعرض مع القوات الروسية، ولدى موسكو مكتب للتنسيق بشكل يومي لحركة الدوريات العسكرية لكل جهة، ليتم تحديد البرامج ووجهة الدورية والمجال الجوي للطيران الحربي». ويشرح المسؤول الأميركي، إنها آلية تنسيق للتوصل إلى تفاهم بحسب أولويات كل جهة عسكرية، كما تتم عبرها مناقشة كل المستويات المتعلقة بانتشار القوات الحليفة على الأرض، مضيفاً «كل طرف يعلم تماماً إلى أين ستذهب الجهة الثانية، وما هي الدواعي لتسير دورية في تلك المنطقة».

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن دورياتهم تنتشر في المناطق التي هزمت تنظيم «داعش» شرقي الفرات. وعن مشاهدة سكان المنطقة في تل تمر والقامشلي وديريك والحسكة اعتراض دورية أميركية لمثيلاتها الروسية في الطرقات الرئيسية، أوضح العقيد كيغينز «سرعان ما يتصل ضابط ارتباط يكون مع الدورية مع غرفة العمليات المشتركة، وتأتي الأوامر بعدم التصعيد وحل النزاع والعودة إلى نقاطها، وجنود وضباط الطرفين سرعان ما يلتزمون بالانضباط». ولفت إلى أنهم يشاهدون ويسمعون من السكان المحليين تقربهم للقوات الأميركية ويلقون عليهم التحية، ليقول «نعم، نشاهدهم يبتسمون لنا عندما تسير دورية ترفع علماً أميركياً».

ونشرت وكالات ومواقع محلية بينها «ولاتي نيوز» و«نورث برس» و«شبكة آسو» ووكالة «هاوار»، تقارير ومقاطع فيديو تظهر قيام الأهالي بطرد الدوريات الروسية، وبثت مقاطع مباشرة أثناء محاولة القوات الروسية تشييد نقاط عسكرية أو مواقع، لكنها تعرضت لمنع الأهالي وقوبلت باحتجاجات ومطالبات بالخروج.

إصابة جنديين روسيين أثناء دورية مشتركة في إدلب
الثلاثاء 25 أغسطس 2020 
أنقرة: سعيد عبد الرازق

تعرضت دورية تركية - روسية مشتركة على طريق حلب - اللاذقية الدولية (إم 4)، لهجوم بقذيفة «آر بي جي» استهدف إحدى المركبات الروسية المشاركة في الدورية، ما أسفر عن إصابة جنديين روسيين.

وقد وقع الهجوم عند بلدة أورم الجوز غرب إدلب في مسار الدورية الذي يمتد من قرية ترنبة في سراقب شرق إدلب، إلى عين حور في ريف اللاذقية الشمالي. وأفادت وزارة الدفاع التركية، في بيان، بأن القوات التركية والروسية سيرت الدورية المشتركة الـ26 على الطريق الدولية «إم 4» في محافظة إدلب السورية، وبأن انفجاراً وقع أثناء تسيير الدورية، أدى إلى إلحاق أضرار طفيفة بإحدى المركبات.

وأضاف البيان أن المنطقة «باتت على الفور في مرمى النيران وأن العمليات ما زالت مستمرة». ولم يحدد البيان التركي أي مركبة أصيبت ولم يشر إلى وقوع إصابات. بينما قال «مركز المصالحة الروسي» في سوريا، إن الهجوم استهدف ناقلة جنود روسية وأدى الهجوم إلى إصابة جنديين روسيين بارتجاجات خفيفة في الدماغ.

وهذا هو الهجوم الثاني الذي ينفذ بالطريقة نفسها بعد هجوم وقع منذ 8 أيام على دورية مماثلة واستهدف ناقلة جنود تركية. ووقع هجوم الثلاثاء، رغم الانتشار الكثيف للقوات التركية لتأمين مسار الدورية بالكامل. وشهدت أجواء إدلب تحليقاً مكثفاً للمقاتلات الروسية وطائرات الاستطلاع، عقب الهجوم الذي أعلنت مجموعة تطلق على نفسها «كتائب خطاب الشيشاني»، مسؤوليتها عنه. وسبق أن تبنت تلك الكتائب الاستهدافات السابقة للدوريات الروسية - التركية، دون معرفة الجهة التابعة لها حتى الآن، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأوقفت روسيا الدوريات المشتركة، الشهر الماضي، بسبب تكرار الهجمات وعدم قيام القوات التركية بدورها في إنهاء وجود الجماعات المتشددة المعارضة للوجود الروسي والتعاون التركي مع روسيا في إدلب. وتقرر تسيير هذه الدوريات، التي انطلقت منذ 15 مارس (آذار) الماضي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقع في موسكو بين روسيا وتركيا في الخامس من الشهر ذاته.

في الوقت ذاته، وقعت اشتباكات على محور بينين بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، بين فصائل المعارضة السورية و«هيئة تحرير الشام» من جانب؛ وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، في محاولة تقدم للأخير في المنطقة، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، وتسببت الاشتباكات بمقتل 3 عناصر في قوات النظام وإصابة 8 آخرين بجراح، كما قتل اثنان من الفصائل وأصيب 6 آخرون بجراح.

ودفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية ولوجيستية جديدة إلى نقاط المراقبة العسكرية التركية في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا. ودخل، ليل الاثنين - الثلاثاء، رتل تركي من معبر كفرلوسين شمال إدلب مكون من نحو 20 شاحنة تحمل كتلاً إسمنتية ومعدات لوجيستية، واتجه إلى النقاط العسكرية التركية في ريف إدلب.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة